تتجه الأوضاع في الريف المغربي، نحو التصعيد، عقب وفاة المتظاهر عماد العتابي، متأثرا بجروح، حيث يجري التحضير لمسيرات حاشدة بالحسمية والعاصمة الفرنسية باريس، وحمّلت المسؤولية للحكومة التي تعتمد قبضة أمنية لقمع الاحتجاجات السلمية. دعا نشطاء من «حراك الريف» إلى تنظم مسيرة، يوم الأحد 13 أوت الجاري بمنطقة إمزورن، أطلقوا عليها شعار»الشهيد خلا وصية لا تنازل على القضية». تأتي هذه المسيرة بحسب النداءات التي أطلقت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تجديد الوفاء لمعتقلي الحراك سواء القابعين بسجن عكاشة بالدار البيضاء أو بالسجن المحلي للحسيمة، ولتجديد الوفاء للشهداء. أشار النداء أن المسيرة ستكون مصحوبة بإضراب عام في الفترة المسائية، في ذات السياق وجه نشطاء بالحراك نداء إلى ساكنة الحسيمة للاحتجاج عن طريق ما يسمى بالطنطنة، والتي ستكون، بحسب النداء بشكل يومي ابتداء من الساعة التاسعة مساء فوق السطوح، وستكون مصحوبة بالزغاريد والشعارات، ورمي بالونات تحمل أسماء المعتقلين. دعا نشطاء الحراك، بحسب ذات المصدر إلى «تنظيم وقفات احتجاجية يومية في جميع شواطىء مدينة الحسيمة والنواحي، وإلصاق صور المعتقلين في جميع شوارع الحسيمة وامزورن وغيرهما من القرى. تظاهر عشرات النشطاء، أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط احتجاجا على وفاة عماد العتابي متأثرا بإصابته في احتجاجات الشهر الماضي. العتابي (22 عاما)، من مدينة الحسيمة شمال المغرب، هو أول محتج يلقى حتفه منذ خروج الناس للشوارع في منطقة الريف في أكتوبر احتجاجا على الفساد وانعدام العدالة والافتقار إلى التنمية. وردّد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وعدم الإفلات من العقاب. أصيب العتابي بجروح بالغة في الرأس خلال احتجاجات يوم 20 جويلية عندما أطلقت الشرطة قنابل غاز لتفريق المحتشدين. ويقول نشطاء إنه أصيب بقنبلة غاز في رأسه. قالت خديجة الرياضي الناشطة الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة لرويترز، إن الإعلان رسميا عن خبر مقتل عماد، الثلاثاء، «يعتبر تصعيدا ومن شأنه أن يؤجّج الحراك أكثر». قالت «إننا حذّرنا من هذا الخيار البوليسي، يجب استعمال العنف لما تستدعي الضرورة ذلك لحماية حقوق أخرى وليس لحماية الحكومة». قالت الناشطة الحقوقية جميلة العزوزي «هذه الوقفة أقل ما يجب في حق الشهيد عماد الذي خرج ليطالب بحقوق عادلة مشروعة». أضافت «نطالب بالحقيقة كاملة ونشر نتائج التشريح ورفع القمع والحصار عن أهل الريف وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة للشعب المغربي كافة». في السياق، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر بالعاصمة الفرنسية باريس في 20 أوت الجاري، للتضامن مع معتقلي حراك الريف، والتنديد بالقمع الذي يتعرض له المحتجون. كان متوقعا تجدد التصعيد، عقب خطاب عيد العرش، حيث قرر الملك عدم العفو، على 150 معتقلا من بينهم قادة الحراك، في وقت يتشبث المتظاهرون بالإطلاق الفوري لسراح جميع المعتقلين قبل الدخول في حوار مع الحكومة.