تستعد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا لباب الزوار للاحتفال بنخوة واعتزاز بمرور 36 سنة على انشائها، وقدأصبحت اليوم صرحا من صروح العلم والمعرفة في الجزائر تتجاوز في أهميتها وثقلها وسمعتها منطقة المغرب العربي، ينهل منها ما لايقل عن 26 ألف طالب وطالبة، بزاولون بها دراستهم خلال هذا الموسم، اغلبهم مسجلين في النظام الجديد المعروف ب "L M D" اي ليسانس ماجستير دكتوراه، ماعدا 4236 طالب وطالبة مازالوا الى حد اليوم، يدرسون ضمن في النظام القديم. للمزيد من التوضيحات والتفاصيل، اقتربنا من البروفيسور، علي بن زاغو عميدالجامعة القائم عليها منذ نحو 10 سنوات الذي بالرغم من كثرة مشاغله وحجم العمل وضغط الأجندة بحكم منصبه، خصص لنا مشكورا جزءا من وقته لنعقد معه جلسة قصيرة تم التطرق خلالها إلى بعض المسائل التي يراها هامة، تستوجب الحديث عنها. بخصوص الموسم الجامعي الحالي، قال البروفيسور »بن زاغو« »لقد حددنا ثلاث مسائل ترتبط بخصوصية جامعة العلوم والتكنولوجيا التي فضل نحو 83٪ من مجموع طلابها الالتحاق بالنظام التعليمي الجديد، اي الى "L M D" أما بقية الطلبة يتابعون دراستهم في النظام القديم موزعين على السنوات ال 2 و ال 3 وال 4 و ال 5«. وأشار في ذات السياق إلى أن 16 ألف طالب وطالبة مسجلين في الطور الأول للنظام الجديد و 3 آلاف في الطور الثاني أي الماستير و 3400 في مابعد التدرج وهذا مايؤكد كما أضاف على أن جامعتنا قطعت أشواطا كبيرة في ال "L M D" .وشدد ذات المتحدث على مكانة مابعد التدرج والبحث في جامعة العلوم والتكنولوجيا، المتلازمان ولايمكن الفصل بينهما »حسبه حيث يجد الطلبة في 51 مخبرا مجهزا بكل مايحتاجونه لابحاثهم والتعمق فيها، وهي عبارة عن وحدات للبحث، لكل منها ميزانيتها الخاصة ومدير، ويعمل في المخبر الواحد مابين 30 إلى 50 باحثا. وأفاد بأن المتخرجين من الجامعة في جويلية الماضي كانوا كالتالي: 288 في الماجسستير، 39 دكتوراه دولة و 56 دكتوراه، وذلك من مجموع 2015 نالوا شهادة الليسانس في عدة تخصصات و 056 مهندس دولة و 37 دبلوم شهادات عليا (نظام قديم)، مؤكدا على أن يكون هناك بعد تاريخ 31 / 12 / ,2010 اي دفعة جديدة للخرجين الحاصلين على شهادة دكتوراه دولة لتعويضها بالنظام الجديد و فقا للمرسوم التنفيذي الصادر بهذا الشأن. وبخصوص جديد الموسم الجامعي القادم، تحدث البروفيسور بن زاغو عن الطور الثالث، لنظام ال "L M D" مبنيا أن نطبيقه سيكون في بداية الموسم الجامعي القادم حيث سيتم فتح السنة الأولى بالنسبة للطلبة المسجلين في الماجستير عبر وذكر أنه من ضمن الأهداف التي سطرتها الجامعة لتحقيقها: »تطوير منصب مابعد التدرج والبحث«، موضحا في هذا السياق أن البلد في حاجة كبيرة وماسة ولذلك كما أن الإرتفاع الحاصل في عدد الطلبة يتطلب تكوين المؤطرين الذي لايمكن أن يتم إلا مابعد التدرج، ونفس الشيء بالنسبة لتطوير البحث في الجزائر«. وأكد على حاجة كل الجامعات ومراكز البحوث في الجزائر، للإستفادة من مابعد التدرج، مثمنا الكفاءات الكبرى التي تفتخر بها جامعة باب الزوار، التي تشكل هيئة التدريس المكونة من 1500استاذ منهم 640 استاذ واستاذة محاضر من ذوي الشهادات العليا لاتقل عن شهادة الماجستير وعن الآفاق ضمن المخطط الخماسي 2010 2014 قال بأن الأولوية ستوجه لإمكانيات تطوير البحث من حيث توفير المنشآت والتجهيزات كاشفا بهذا الخصوص بأن الحكومة برمجت إنجاز 80 مخبرا للبحث على مستوى جامعة باب الزوار، سيتم بناؤها في أربعة أجنحة عل أن يكون في كل جناح (BLOC) تخصصات معينة مثل: علوم المياه، التكنولوجيا والكيمياء، تكنولوجيا الاعلام والاتصال، علوم الحياة، علم المواد الخ.. والمشروع حاليا يوجد قيد الدراسة وضمن مخطط البحث، برمج مشروع إنجاز مايطلق عليه »بلاتوه تقني« وهو حسب ذات المسؤول عبارة عن مجموعة عدة مخابر بحث تكون في خدمة المخابر الأخرى، مجهزة بالعتاد والوسائل التي لايمكن تعميمها على المخابر منها على سبيل المثال ميكروسكوب. اليكتروني. أما فيما يخص البيداغوجيا فقد أشار إلى مجموعة مخابر الأعمال التطبيقية توجد حاليا قيد الإنجاز يتكون من 40 مخبر لمثل هذه الأعمال، ومجموعة أخرى بنفس العدد ضمن مشروع في طور الدراسة. ومن المنتظر أن تتدعم الجامعة في الموسم الجامعي القادم بدار العلوم تنظم بها الملتقيات العلمية،إلى جانب فضاء »الانترنيت« للطلبة. وشدد البروفيسور بن زاغو على أن الصرح العلمي الذي يديره، -باقتدار مشهود له هو ليس حقلا لتطوير البحوث والبيداغوجية فقط قائلا: او اننا نعمل على تطوير علاقات الجامعة مع المؤسسات الاقتصادية الكبرى بالخصوص والتوقيع معها على اتفاقيات تعود في المقام الأول بالفائدة والنفع على الطلبة ولنا اليوم في هذا الشأن مع »سوناطراك« »سونلغاز« »صيدال« محافظة الطاقة النووية، وقطاع الاشغال العمومية وغيرها من الشركات الوطنية الهامة، وشركات في مثل هذا الحجم لانجد أي صعوبة في ابرام اتفاقيات معها، بخلاف الشركات الأخرى ذات حجم اقل هي الآن موضع اهتمام لدينا للوصول معها إلى نفس النتيجة. وأضاف: »نهدف من وراء ابرام اتفاقيات مع الشركات الاقتصادية والانتاجية بالخصوص تسهيل استقبال الطلبة للقيام بدورات تربصية فيها، ومساعدتهم فيم بعد للحصول على مناصب شغل وكنا قد قمنا بإنشاء فضاء جديد يطلق عليه اسم »نادي أصدقاء جامعة باب الزوار يهدف إلى تدعيم وتطوير علاقات، التعامل والتعاون مع الشركات العمومية، إضافة إلى مرصد لإدماج ذوي الشهادات خريجي الجامعة لمتابعة أخبارهم والتعرف على وضعيتهم المهنية بالخصوص والإجتماعية وكشف »البروفيسور« بن زاغو عن نية تكوين جمعية تتكون من قدماء الطلبة المتخرجين من الجامعة، قدم ملفها إلى وزارة الداخلية، والجماعات المحلية للترخيص لها. هذا وترتبط جامعة باب الزوار باتفاقيات مع العديد من الجامعات العربية والأجنبية، الغاية منها إرسال الباحثين فيها إلى مخابر هذه الجامعات من أجل التخصص في مجال ما أو التعمق فيه وفي البحوث، علما بأن هذه الأخيرة تثمن الأعمال البيداغوجية والأبحاث التي يؤطرها ويقوم بها أساتذة جزائريون تفتخر بهم جامعة هواري بومدين. ورغم النجاحات والايجابيات المحققة، يعترف البروفيسور بن زاغو بوجود نقائص ومشاكل يجري العمل للتغلب عليها أو تذليلها على الأقل في الوقت الراهن، وحيث يستحيل بلوغ الكمال فهو لله سبحانه وتعالى، لكن تقديم صورة سوداوية أوضبابية عن الجامعة الجزائرية بوجه عام فيه شيء من الإجحاف ونكران لكل الجهود والتضحيات التي بذلت.