أكد أساتذة جامعيون ومجاهدون في ندوة نظمت، أمس، بالجزائر العاصمة، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد، أن هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام أثبتا مدى تمسك الشعب الجزائري بمواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي إلى غاية تحقيق الاستقلال، وذلك بفضل هيكلة وتنظيم الثورة التحريرية التي شملت مختلف مناطق البلاد. وفي هذا الصدد، قال المجاهد محمد كشود في هذه الندوة التي احتضنها المتحف الوطني للمجاهد تحت شعار “المجاهد عنوان ثورة التحرير ومجد الامة”، إن هجومات الشمال القسنطيني تعتبر “المنقذ الحقيقي للثورة التحريرية في بداية انطلاقها، وهو أيضا بداية الثورة الحقيقية ضد الاستعمار الفرنسي والمفصل الأساسي بين الشعبين الجزائري والفرنسي”، مشيرا إلى أن هذه الحقيقة “أكدها العديد من المؤرخين الجزائريين والأجانب”. ومن ضمن أبعاد هجوم الشمال القسنطيني، ذكر المتدخلون، ومن بينهم الكاتبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي، “تدويل القضية الجزائرية من خلال إدراجها في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 1955”. كما تطرقوا أيضا إلى المشاكل التي واجهتها منطقة الأوراس خلال الأشهر الأولى لاندلاع الثورة التحريرية، حيث تحملت —مثلما قالوا— “عبء المحافظة على استمرارية العمل المسلح لوحدها تحت ضغط الحصار وشراسة عنف الهجمات العسكرية الاستعمارية عليها وعلى المناطق المجاورة لها”. وذكر المحاضرون في نفس السياق بأسباب اندلاع الثورة التحريرية، حيث أشار المجاهد كشود إلى أن هجومات الشمال القسنطيني “ساهمت في توسيع رقعة الثورة التحريرية لتشمل كل التراب الجزائري ومكنت من فك الحصار على منطقة الأوراس وتشتيت قوة العدو”. ولدى تطرقه إلى أهداف مؤتمر الصومام في 20 أغسطس 1956، أبرز المجاهد كشود أن هذا المؤتمر سمح بهيكلة الثورة التحريرية عسكريا وسياسيا، حيث تم إنشاء مجلس وطني للثورة يتشكل من 34 عضوا دائما و17 عضوا إضافيا وإنشاء لجنة للتنسيق والتنفيذ وكذا استحداث ست ولايات تاريخية مع إعطاء الأولوية للعمل السياسي على العسكري.