يحيي الشعب الصحراوي اليوم الذكرى ال34 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بتنظيم تظاهرات احتفالية رسمية يشرف عليها الرئيس محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليزاريو) بمدينة بئر لحلو المحررة. ويلقي الرئيس الصحراوي لدى إشرافه على انطلاق مراسيم الحفل الرسمي المصادف ليوم 27 فيفري 1976 بعد ظهر اليوم بمشاركة وفود سياسية من عدة بلدان صديقة للشعب الصحراوي وكذا وفود شعبية محبة للسلام ومساندة للقضية الصحراوية العادلة خطابا يجدد فيه العهد مع النضال والكفاح السلمي إلى غاية تقرير مصير الشعب الصحراوي وانتزاع استقلاله الغاية السامية التي يتوق إليها منذ أكثر من ثلاثة عقود. كما يرتقب أن تتضمن كلمة الرئيس عبد العزيز دعوة مجددة للمجموعة الدولية من أجل الضغط على النظام الاستعماري المغربي لحمله على الكف عن سياسته البوليسية وتماديه في ممارسة القمع الوحشي ضد الصحراويين داخل الأراضي المحتلة لا سيما منهم النشطاء الحقوقيون الذين يتعرضون لاعتقالات تعسفية غير مبررة، ومنهم الحقوقيون السبعة الذين لازالوا محتجزين في سجن سالا المغربي وهم مهددون بالتحويل إلى محكمة عسكرية، ذنبهم أنهم زاروا أهاليهم في مخيمات اللاجئين. وبالمناسبة فإن من بين الحضور في احتفالات الذكرى ال34 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وفد صحراوي مشكل من أحد عشر ناشطا حقوقيا سبق وأن تعرضوا لاعتقالات ومضايقات مستمرة من قبل نظام المخزن دون أن يثنيهم ذلك على تحدي الآلة القمعية المغربية بالتنقل إلى المخيمات للمشاركة في الاحتفالات المخلدة لذكرى قيام دولتهم. ويخشى على هؤلاء أن يواجهوا نفس مصير المعتقلين السبعة القابعين في سجن البوليس المغربي حاليا وهم في حد ذاتهم لا يستبعدون أن يواجهوا نفس مصير مواطنيهم بالنظر إلى ما اعتاد عليه النظام المغربي القيام به دون احترام لمبادئ القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية والقيم السامية لحقوق الإنسان. وقد شارك هؤلاء الحقوقيون المعروفون بنضالهم المستميت في انتفاضة الاستقلال، أهاليهم في التظاهرات الاحتفالية والتي انطلقت فعالياتها منذ الاثنين الماضي بتنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية وفنية واستعراضية بمختلف المخيمات الصحراوية، حيث نشطوا أمس منبرا خطابيا بمخيم الداخلة قدموا من خلاله شهادات حية عما عانوه وما زالوا يعانونه جراء المضايقات والضغوطات التعسفية الممارسة في حقهم من قبل بوليس المخزن، كما سردوا أمام الوفود الأجنبية المشاركة في التظاهرات حيثيات الواقع اليومي الأليم الذي يعيشه الصحراويون بشكل عام ونشطاء حقوق الإنسان بشكل خاص في الأراضي الصحراوية المحتلة. ووصفوا بمرارة وحسرة كل ما يتعرضون له من تعذيب جسدي ومعنوي غير منقطع ومتابعات واعتقالات مستمرة في ظل الصمت غير المبرر للمجتمع الدولي أمام ما تتفنن في صنعه السلطات المغربية من خروقات مفضوحة وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. وتواصلت الاحتفالات بذكرى قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أمس بمخيم الداخلة بتدشين مقري إدارة ماراتون الصحراء وجمعية "أفاد" الأممية لمساعدة الشعب الصحراوي وتم تنظيم استعراضات فلكلورية، جسدت كل معاني حياة الشعب الصحراوي وفنونه وتقاليده الثرية الممتدة في عمق الزمن. وكان ذلك مناسبة لأعضاء الوفود الدولية المشاركة في الاحتفالات والتي تضم ناشطين في تنظيمات مدنية يزورون المخيمات لأول مرة على ثقافة وثراء هذا الشعب الصامد والمقاوم للاستعمار المغربي من جهة ولنكران المجموعة الدولية لوجوده ولحقه المشروع في الحياة في كنف السيادة على أرضه وثرواته من جهة ثانية. وتم قبلها تنظيم ماراتون خاص بالأطفال وزيارات حرة للوفود الأجنبية إلى المدارس والمرافق الصحية والاجتماعية، كما نُظمت صبيحة أول أمس مقابلتان كرويتان جمعت الأولى الفريق الصحراوي بفريق من الزوار الإسبان يقوده اللاعب الدولي الإسباني السابق إيفان هيلغيرا، بينما جمعت المقابلة الثانية فريقي الداخلة واتحاد الشبيبة الصحراوية. من مدينة بئر لحلو المحررة: م. بوسلان