غادرت مجموعة من البوسنيين ضحايا الحرب التي دارت بين عامي 1992 و 1995 العاصمة البوسنية سراييفو، يوم السبت، إلى لاهاي لحضور محاكمة زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، التي تبدأ اليوم الاثنين . واحتشد نحو 160 من الناجين من الحرب و أقارب ضحايا في حافلات استعدادا للرحلة. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة اليوم، لكن كراديتش الذي يواجه 11 تهمة بارتكاب جرائم حرب قال إنه سيقاطع المحاكمة بعد أن رفض القضاة أحدث محاولة له للتأجيل بالقول إن فريق دفاعه لم يستعد على نحو ملائم. وقالت رئيسة رابطة نساء من سربرنيتشا منيرة سوباسيتش: نذهب إلى هناك لرفع أصواتنا مجدَّدا، لإبلاغ أوروبا بأننا ما زلنا هنا ننتظر الحقيقية ونطلب العدالة، حقيقة أن كراديتش ربما لن يظهر (في المحاكمة) تكشف مجددا أن المجرم له كل الحقوق، في حين أن الضحايا لا يستطيعون حتى أن يجدوا عظام أطفالهم. ويتوق البوسنيون إلى رؤية المسؤولين عن جرائم حرب وقد نالوا عقابهم، واضعين في اعتبارهم تجنب تكرار محاكمة سلوبودان ميلوسيفيتش التي استمرت لأكثر من أربع سنوات، وانتهت بدون حكم بعدما توفي الرئيس اليوغسلافي السابق وهو رهن الاحتجاز عام .2006 وقال رئيس رابطة أسرى الحرب مراد تاهيروفيتش: إن السلوك الذي شاهدناه من ميلوسيفيتش وسيسيلج يجب عدم تحمله بعد ذلك، ويجب على المتهمين أن يردوا على الاتهامات. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى عام .2012 وعبرت رئيسة جمعية الأمم المعرضة للخطر فضيلة ميميسفيتش عن غضبها من الإفراج المبكر المزمع لرئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافسيتش، التي ستمضي فقط ثلثي فترة سجنها وهي 11عاما. وقالت: لا أعلم أن هناك نازيا حكم عليه بعقاب مخفف بسبب عمره، أو أنه أفرج عنه لنفس السبب، كان هذا جدالا من قبل المحكمة والحكومة السويدية، عودتها إلى بلغراد يوم الثلاثاء تتزامن مع بدء محاكمة كراديتش وهذا فيه سخرية من الضحايا. وشهد انقسام يوغسلافيا في التسعينيات بعضا من أسوأ الفضائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث خاض الصرب والكروات حربا ضد المسلمين راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص في الحرب، من خلال سياسات مثل التطهير العرقي. واختفى كراديتش عن الأنظار عام 1996 و لكن في جويلية 2008 تبين أنه يعيش في بلغراد وجرى تسليمه إلى لاهاي، وما زال قائده العسكري السابق الجنرال راتكو ملاديتش هاربا و تسعى محكمة جرائم الحرب للقبض عليه.