سقط رداوفان كراديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد مسلمي البوسنة، والذي كان هاربا منذ نحو ثلاثة عشر عاما وذلك وسط ارتياح دولي لاعتقاله وتقديمه للعدالة. وكراديتش، الذي كان يتزعم صرب البوسنة أثناء الحرب التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و,1995 مطلوب من قبل محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب والإبادة الجماعية. وتم توجيه الإتهام له للمرة الأولى في الرابع والعشرين من شهر جويلية من عام ,1995 كما يتهم كراديتش بقصف مدينة ساراييفو وباستعمال ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة كدروع بشرية ، ومنذ اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة والتي وقعت في فرنسا وبعدها في الولاياتالمتحدة عام ,1995 فر كراديتش، بعد أن أجبر على الاستقالة من منصبه الرئاسي عام ,1996 ويعتقد بأنه اختبأ في منطقة جبلية جنوب شرقي البوسنة واستمرت بعض الميليشيات في حمايته. وتوصف مجزرة سربرنيتشا حسب محكمة العدل الدولية بأنها إبادة، ويعتبرها المحللون أكبر جريمة حرب عرفتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية،كما توجه إلى رادوفان كراديتش تهم أخرى تتعلق بالحرب منها قصف المدنيين المسلمين في سراييفو بالمدفعية. وبعد فشل عدة محاولات لحلف شمال الأطلسي ''الناتو'' في اعتقال كراديتش، وبعد ضغط دولي كبير على السلطات الصربية، أعلنت الأخيرة في وقت متأخر من مساء أمس عن اعتقال كراديتش المطلوب بتهمة اقتراف جرائم حرب والتصفية العرقية أثناء الحرب الأهلية، في خطوة يعتقد بأن السبب الرئيسي فيها هو تسهيل انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان اعتقاله وتسليمه لمحكمة لاهاي أحد الشروط المفروضة على صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. قوبل سقوط كراديتش في قبضة العدالة بترحيب دولي واسع، حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحدث ب ''اللحظة التاريخية لضحايا الجرائم'' التي نفذت لدى تولي كراديتش ومسؤولياته، كما رحب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، سيرج براميرتز، باعتقال كراديتش. وقال براميرتز ''لقد تم إبلاغي من قبل زملائنا في بلغراد عن العملية الناجحة التي أسفرت عن اعتقال رادوفان كراديتش، ونيابة عن مكتب المدعي العام، أود أن أهنيء السلطات الصربية خصوصا مجلس الأمن الوطني ومكتب المدعي العام لجرائم الحرب لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية''، بدوره، رحب الاتحاد الأوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراديتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد ولتحقيق المصالحة الدائمة غربي البلقان.