قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الثلاثاء إنه يمكن لبلاده أن تلعب دورا في تشجيع حركة طالبان وحثها للقبول بدخول أي مباحثات سياسية من شأنها إيجاد حل للوضع القائم في أفغانستان، وذلك في ظل ما وصفه بالعلاقات التاريخية بين البلدين. وجاءت تصريحات وزير الخارجية التركي قبيل بحثه ونظيره البريطاني ديفد ميليباند الثلاثاء مواضيع مشتركة بين لندنوأنقرة منها السلام في الشرق الأوسط والملف الإيراني والوضع في أفغانستان وقبرص. وأضاف أوغلو أنه لا يمكن تحقيق استقرار في أفغانستان دون إشراك جميع الجبهات الفاعلة في البلاد في مفاوضات من شأنها التصالح وعقد التسويات. ومضى الوزير التركي الذي تحتفظ بلاده ب 1700 جندي في قوات المساعدة الدولية على حفظ الأمن في أفغانستان (إيساف) ووعدت بإرسال ألف جندي إضافي إلى أن أنقرة مستعدة للقيام بحث طالبان على إيقاف موجة العنف وتشجيعها على خوض انتخابات في البلاد. ومضت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن تركيا تسعى من وراء تصريحات أوغلو إلى تكرار الدور الذي سبق ولعبته في إقناع العراقيين السُنّة عام 2004 بوقف مقاطعتهم للانتخابات في سبيل إيجاد صوت لهم في الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة. وأكد وزير الخارجية التركي أن الدور الذي يمكن أن تلعبه بلاده في أفغانستان يعد أكثر أهمية من التساؤل عن حجم القوات التي ينبغي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إرسالها إلى الحرب الأفغانية أو عن مدى الدعم العسكري لحكومة كرزاي. وأشارت الصحيفة إلى مؤتمر سيعقد في تركيا قبل يومين من مؤتمر دولي يعقد في لندن في 28 من الشهر الجاري لبحث الشأن الأفغاني. ويهدف مؤتمر أنقرة المحتمل إلى محاولة إيجاد إطار لنزع فتيل الأحداث الدائرة على الأرض الأفغانية وإيجاد سبل للتعاون بين أفغانستان وجيرانها وخاصة باكستان. وبينما قال أوغلو إن بلاده تحتفظ بعلاقات طيبة مع أفغانستان منذ القرن العاشر الميلادي، أشار إلى أن أنقرة سبق لها أن استضافت مباحاثات ضمت كلا من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري. وذكرت تايمز أن أنقرة ستدعو كلا من الرئيسين الأفغاني والباكستاني إلى إسطنبول في 25 من الشهر الجاري لمناقشة السبل الممكنة والتي من شأنها إشاعة الاستقرار في المناطق الحدودية المضطربة بين بلدي الضيفين، وأنه سينضم للمؤتمر في اليوم التالي مندوبون من كل من الصين وإيران ودول الخليج العربي. وأشارت الصحيفة إلى أن حجم تركيا وتاريخها وحضارتها الإسلامية، كل تلك عوامل تسمح لأنقرة بلعب دور رئيس في ما وصفتها بالصراعات في المناطق المضطربة على الحدود بين كابل وإسلام آباد.