الكتابة سواء أكانت أدبية أو صحفية هي ممارسة قبل أن تكون موهبة، فكم من أدباء وصحفيين بلغوا قمة الشهرة والنجاح لا لشيء إلا لكونهم أحبوا القلم والكتابة فبرزوا فيها وأبدعوا.. ولعل أهم ما يؤكد هذا مقولة الكاتب والروائي الإيطالي »أنطونيو تابوكي« حيث يقول: »هناك كتاب يختلقون أسطورة الموهبة والإلهام، فكل هذه الأسباب الرغبة والخيال هي أشياء مهمة جدا، لكن الحقيقة هي أنه يجب أن نبقى مدة طويلة نكتب.. نشتغل«. فهذا الكلام يحمل كثيرا من الحقيقة، وهو دليل على أن الممارسة اليومية للكتابة هي التي تجعل من الكاتب يلج عالم الإبداع والإنفراد و لمَ لا التفرد بالأسلوب الشخصي المميز. وإذا كانت الذاكرة لا تسعفني الآن على تذكر الكثير من الأسماء التي يزخر بها العالم العربي في مجالي الكتابة الأدبية والصحفية، إلا أن الأقلام اللبنانية كانت السبّاقة في هذا المجال.. فكم سبح فكرنا في الخيال ونحن صغار على حكاية قصة أو نص أدبي لكتاب مبدع استطاع بأسلوبه الراقي أن يدغدغ مخيّلتنا ويحملنا عاليا إلى عالم الخيال أويربطنا بحقيقة الواقع .. وما دفعني في هذه الكلمة أن أثير مثل هذا الموضوع، هو أن تبذل الجهود لتقييم إبداعات كتّابنا وصحفيينا وأحداث جوائز وطنية وعربية لتتويج كل الأعمال المميزة حتى ندفع بهؤلاء إلى الشهرة والعالمية، لأن كتابنا ومبدعينا لا يقلّون شأنا عن كتاب الغرب.. فكم من أسماء ونصوص بدأت صغيرة ثم ما لبثت أن أصبحت كبيرة عندما تجاوزت حدود الأوطان..