تسارعت الأمور في بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بوتيرة سريعة للغاية بعد الهزيمة الأخيرة للمنتخب الوطني في الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من عمر التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، حيث وبعدما قرّر المكتب الفدرالي في اجتماعه الطارئ الأربعاء إنهاء مهام المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز من على رأس العارضة الفنية للخضر بسبب سوء النتائج، تقرر تنصيب رابح ماجر خليفة له، اتصلنا بالمدرب واللاعب الدولي السابق سمير حوحو الذي تحدث لنا في هذا الحوار عن تنحية ألكاراز وقدوم ماجر، وتحدث لنا بصراحته المعهودة عن عودة الإطار الجزائري للمديرية الفنية والعارضة الفنية للخضر. ❊ الشعب: الاسباني لوكاس ألكاراز أقيل من منصبه، ومصادر تؤكد قدوم رابح ماجر..أولا ما هو تعليقك على تنحية ألكاراز وعن امكانية تعيين المدرب الجديد ماجر؟ ❊❊ سمير حوحو : أولا إقالة المدرب الاسباني لوكاس ألكاراز من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني مفهومة ومنطقية، وذلك راجع إلى سوء النتائج المحققة مع الخضر منذ توليه قيادة العارضة الفنية، بالإضافة إلى تدهور أداء المنتخب من مواجهة لأخرى وعدم تمكنه من إعادة الروح والثقة إلى اللاعبين، أما عن تعيين ماجر مدربا جديدا للخضر، ماجر عمل على رأس العارضة الفنية في مناسبتين رغم أنه لم يعمر طويلا، ومنذ ذلك الحين لم يدرب في الفرق والمنتخبات، ولكن ربما خبرته الواسعة في الميادين الإفريقية والأوروبية وبألوان الخضر ومتابعته للشأن الكروي المحلي والدولي منذ سنوات بعدما شرع في ممارسة مهنة التحليل داخل وخارج الوطن، بالإضافة إلى كونه كان لاعبا كبيرا ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك، قد تكون في صالحه وتساعده في تسيير المجموعة..لكن أنا أظن بأنه يلزمه طاقم فني كبير معه، لأني متأكد بأنه لوحده لا يمكنه العمل، كل ما يمكن أن نقوله حاليا لا معنى له لأن الأداء والنتائج وحدها هي التي يمكنها أن تحكم على نجاح أو فشل انتداب أي مدرب في العالم. ❊ رابح ماجر نجم من نجوم كرة القدم الجزائرية، لكنه كان بعيدا عن التدريب منذ 11 سنة بالضبط، هل هذا الأمر سيؤثر على المنتخب الوطني؟ ❊❊ بحكم أني في عالم التدريب، أنا جرّبت عندما أبتعد عن التدريب لفترة قصيرة لا تتعدى 6 أشهر، ويوم تعود إلى الميادين تفقد معالمك وحتى كيفية الحديث مع اللاعبين، هذا حتى لا أتحدث عن التدريبات في حد ذاتها، التدريب مثل الذي لا يركب الدراجة منذ سنوات وعندما يركبها بعد مدة يجد صعوبة في إيجاد توازنه، لكن مع مرور بعض الوقت تعود الأمور إلى مجاريها، ماجر لديه وقت طويل من الزمن لم يمارس فيه مهنة التدريب، معالم التدريب تكون قد ذهبت وهذا أمر مفروغ منه، لكن كما قلت لك منذ قليل خبرته وطريقة حديثه إلى اللاعبين الذين كانوا يتمنون الحديث معه والتقاط صورة إلى جانبه، قد تجعله يتحكم في المجموعة منذ البداية، يجب أن نمنحه بعضا من الوقت كي يستطيع أن يعود المنتخب كما كان عليه في السنوات الأخيرة، أعتقد أن الاتحادية درست السير الذاتية التي بحوزتها واختارت ماجر لتدريب المنتخب وهي من يتحمل المسؤولية من جديد في هذا التعيين، نحن نتمنى كل الخير للفريق الوطني لا نستطيع أن أقول بأنه أمر جيد أم لا والنتائج هي التي تحدد مدى نجاح أي مدرب. ❊ قلت لي منذ قليل يجب أن نمنحه بعض الوقت، لكن أنصار الخضر والصّحافة وبعد أن كبر المنتخب بالترسانة الكبيرة من اللاعبين الذين نملكهم بات الضغط كبيرا ولا يتم منح الوقت لأحد بحكم أننا استهلكنا 3 مدربين في سنة واحدة؟ ❊❊ بكل صراحة، لا نلوم الطاقم الفني كثيرا فيما يحدث للخضر حاليا وهذا بكل صراحة وأنا معروف بصراحتي منذ أن كنت لاعبا، هناك تخبط في الإدارة والطريقة العمل والقرارات غير واضحة كما ان سياسة الفاف لحد الآن غير مفهومة، كون زطشي عين ألكاراز لأنه يرى في المدرسة الإسبانية الحل الأنسب وطريقة اللعب المثالية التي يحبذها، وتعيين ماجر على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني أمر غير منتظر تماما، أعتقد أن المكتب الفدرالي وعلى رأسهم الرئيس خير الدين زطشي يجب أن تكون أمورهم واضحة وتكون إستراتيجيهم في العمل شفافة في الاتحادية نحن نعمل اليوم ولا نفكر في الغد..سئمنا من «البريكولاج» كما يقال ونريد أن نشاهد إستراتيجية واضحة، وما هي أهداف الفريق الوطني على المدى القريب والبعيد، تعيين ماجر تفاجئنا له جميعا لكننا نتمنى له حظا موفقا، كما قلت لك هناك خلل في التسيير والأمور لا تسير على ما يرام داخل بيت «الفاف». ❊ ماجر عاد على رأس المنتخب الوطني، ومن دون شك سيكون له طاقم مكون من مدرّبين محليّين، كما أن الاتحادية اتصلت بسعدان وشارف للعمل في المديرية الفنية، أي العودة للخيار المحلي؟ ❊❊ أنا من الأوائل الذي كان يطالب برجوع المدرب الوطني على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، كلمت مدرب محلي لا أحبها تماما لما أسمع كلمة محلي أحسبها بضاعة وأحب كلمة مدرب وطني، كنت دائما في تدخلاتي عبر وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية أقول بأننا في الجزائر لدينا كفاءات كبيرة في عالم كرة القدم، وعندما نتحدث بلغة الأرقام كل النتائج المحققة لدى الفرق والمنتخبات الوطنية قاريا ودوليا كانت من صنع المدرب الوطني وليس من صنع المدرب الأجنبي، أنا سعيد جدا بعودة المدرب الجزائري على رأس الخضر وفي المديرية الفنية ومتأكد من أن هذا القرار سيعطي نتائج، لكن يجب على الاتحادية أن تنتقي المدربين الجزائريين الأكفاء أرى بأن هناك تهميش كبير للإطارات، عندما أسمع بأن الثنائي (سعدان وبوعلام شارف) يعودان أسعد بهذا الأمر كثيرا، لأنهما درسانا في المعهد العالي التقني للرياضة، ومن بين الإطارات الذين أثبتوا قدراتهم في عالم التدريب والتدريس والنتائج تتحدث عنهم، ويملكان خبرة في المنصب الذي سيحال لهما، يجب أن تعود الإطارات الجزائرية المهمشة إلى مكانها ولا أقول بأنه يجب أن أكون فيها أنا، لكن تواجد أساتذتي هناك يمثلني أنا والجيل الذي قبلي وبعدي، الدولة الجزائرية أنفقت أموالا كبيرة من أجل تكوين إطارات أكفاء، وللأسف هم مهمشون وهذه فرصة من أجل بعث وزرع الحياة في كل ما هو جزائري لنعيد الثقة لهم ونعمل سويا لنعيد كرة القدم إلى سالف عهدها، وإذا ترسّمت عودتهم سأكون من الأوائل الذي يفرح بهذا الأمر، وأتمنى أن توكل مهمة التكوين وتأطير كل الفئات الشابة للجزائريين حتى يثبتوا قدراتهم.