عاشت المدرسة العليا الجزائرية للأعمال مساء السبت جوا احتفائيا بمناسبة تخرج الدفعة الرابعة من حاملي شهادة ماستر إدارة الأعمال بعد تكوين مكثف مدته ثمانية عشرة شهرا يحمل المواصفات والشروط الأساسية لتولية الإطارات الجزائرية مهام قيادية في كل المواقع باقتدار ومسؤولية دون اتكالية تذكر. وهي مسالة تسير عليها المدرسة ذات المعايير الدولية، المنشاة عام 2004 بناء على شراكة جزائرية فرنسية غايتها مرافقة الإطارات المسيرة في التكوين والتأهيل لإدارة الأعمال وتلبية احتياجات مؤسسات وطنية تجري وراء النوعية شرط الوجود بعيدا عن البريكولاج وعقلية البايلك. وذكر بهذه السمة المتدخلون في حفل تسليم شهادة التخرج الذي جرى تحت رعاية وزير التجارة الهاشمي جعبوب ووزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية مصطفى بن بادة مؤدين على جدوى التكوين في هذا الاختصاص الذي تحتاجه المؤسسة الجزائرية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. وقال الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم فيصل عباس الذي مثل وزير القطا شكيب خليل، في ذات الحفل الذي تخرجت فيه دفعة من سوناطراك، وأخرى لإطارات من مؤسسات مختلفة، أن التكوين الذي تتولاه المدرسة الجزائرية العليا يترجم صدق الشراكة الجزائرية الفرنسية وقوتها التي تصغر أمامها الحسابات الأخرى عدا حسابات التسيير النوعي المتميز بالكفاءة المعرفية إلى ابعد الحدود. وهي شراكة يحرص عليها قطا الطاقة والمناجم من خلال تكوين إطارات سوناطراك وفروعها في اختصاصات استعجالية لا تطلب الانتظار في زمن حبلى بالمنافسة والتحديات والجري الدائم وراء النوعية. وعلى هذا الأساس قرر قطا الطاقة والمناجم ترسيخ علاقات شراكة مع المدارس العليا والمعاهد ذات الاختصاصات الدقيقة. منها على سبيل المثال الشراكة التي وقعها المعهد الجزائري للبترول مع معاهد انجليزية وأمريكية تسمح بتكوين موارد بشرية أساس التنمية المستديمة كل الرهان في الجزائر. من جهته نوه براهيم بن جابر رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة ومجلس إدارة المدرسة العليا للأعمال بنوعية التكوين الذي يحمل قيمة لا تقدر بثمن. وأكدت مديرة التعليم بغرفة التجارة والصناعة لباريس السيدة آن ستيفنيني، على الشراكة الجزائرية الفرنسية التي ترسخت في الميدان منذ توقيع بروتوكول إنشاء المدرسة العليا للأعمال على ضوء زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للجزائر في صائفة 2004 وكيف كان التأكيد في مضمون الاتفاق الموقع في هذا الظرف والمعدل بالمرسوم الرئاسي المؤرخ في 12 ديسمبر سنة 2005 على جدوى مرافقة بلادنا في تأهيل الإطارات ورفع مستواهم إلى الأعلى استجابة لروح التغيير والإصلاح وترسيخ صرح مؤسسات منتجة للمعرفة لا تعترف بالصعوبة والمستحيل عندها ممكن. وأوضحت أن المؤسسات الفرنسية مجندة مرافقة الجزائر عبر المدرسة العليا للأعمال في تكوين المسيرين وتاطيرهم لتولية مهام ومسؤولية قيادية ملحة وهي مسالة شدد عليها المستشار الثقافي بالسفارة الفرنسية بالجزائر متوقفا عند ظروف نشأة المدرسة ووظيفتها وتطلعاتها في منح شهادات عليا وفق الاستحقاق والتمايز. وعلى هذا المنوال سارت المديرة العامة للمدرسة السيدة جوال لوفورش وقالت أن الظروف التي تعمل فيها الهيئة التعليمية تجعل الجميع أساتذة وإطارات ومسؤولين عائلة واحدة تنهل من العلم وتضعه فوق كل اعتبار في عالم المعرفة العجيب الذي تسقط أمامه الجغرافيا وتتقرب المسافات، وتزيل الحدود عدا حدود النوعية. وشددت السيدة جوال على جدية الإطارات المتكونة من المدرسة الجزائرية العليا للأعمال في التحصيل العلمي المعرفي وتحديث معلومة التسيير وآنيتها بعيدا عن القاعدة السلبية ''التكوين من اجل التكوين''. واستشهدت على توافد الإطارات المسيرة في الأعمال على المدرسة مرسخين علاقة ثقة ومصداقية معها. وهي مسالة يعترف بها المتخرجون والذين هم على أهبة التخرج وعددهم 400 موظف. وقالت وهيبة غربي مسؤولة الجودة لدى سوناطراك صاحبة 12 سنة من التجربة المهنية بعد تخرجها من جامعة باب الزوار بشهادة مهندس دولة في الهندسة المدنية أن التكوين الذي تحصلت عليه بالمدرسة العليا للأعمال أكثر من مهم للإطار المسير الجزائري في أي موقع وقطا. وأضافت أن هذا التكوين لو تقوم به المؤسسات الجزائرية لإطاراتها تمنح أمامها فرصة ذهبية في الإقلا وكسب مفتاح النجاعة وتجاوز حالة الترقيعات إلى الأبد. وتؤكد جدية التكوين ونجاعته حسب المتخرجة غربي في أن الإطار الذي يتابع الدراسة بالمدرسة ولا ينجح لا يسمح له بإعادة التكوين مهما دفع من ثمن.