تشهد الحملة الانتخابية فتورا فيما يتعلق بتجاوب المواطنين مع ممثلي الأحزاب السياسية، الذين يخوضون حملة واسعة الانتشار لشرح برامجهم والتعريف بها، سيما وأن طابعها يختلف تماما على الانتخابات التشريعية والرئاسية، لكن في مقابل ذلك يرى متابعون أن المواطن بحاجة إلى نشاطات جواريه تكون أقرب إليه بدل وعود تبقى حبرا على ورق. تميز اليوم الثاني من الحملة الانتخابية،أمس، على مستوى العاصمة بنشاط ضعيف سواء بمدوامات الأحزاب السياسية أو الأماكن العمومية التي لم تبد اهتماما أكبر بالحراك السياسي، لكن يرى مواطنون أن انشغالهم بالعمل في الفترة الصباحية حال دون مشاركتهم في التجمعات التي تبرمج في الفترة نفسها، إلا أن مواطنين آخرين تحدثت إليهم «الشعب» يعتقدون أن ضعف بعض البرامج لم يستهوهم لمتابعتها في ظل تبخر وعود سابقيهم ولكنهم قد يختارون في اللحظات الأخيرة، وهو ما يطلق عليهم بالمترددين الذين يفضلون الاختيار في اللحظات الأخيرة من يوم الاقتراع المقرر في ال 23 نوفمبر القادم، لكن في المقابل ورغم ذلك تبقى الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية، على مواصلة في شرح برامجها للناخبين والتغلغل أكثر على المستوى المحلي في تأكيد منهم وإصرار على ضرورة الاقتراب من المواطن الذي هو بحاجة إلى من يفهمه ويساهم في حل مشاكله التي تتفاقم يوما بعد يوم. كما اغتنمت بعض الأحزاب السياسية الفرصة ودعوة المواطنين إلى تسجيل أنفسهم قبل يوم واحد من انقضاء الفترة العادية السنوية لمراجعة القوائم، حيث دعا حزب التجمع الوطني الديمقراطي المواطنين إلى التقرب من مصالح الانتخابات لبلديات مقر الإقامة من أجل التسجيل في القوائم الإنتخابية أو مراجعة وضعيتهم. وذكر «الأرندي» أن إنقضاء الفترة العادية السنوية لمراجعة القوائم الإنتخابية سيكون اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر2017، في جين يواصل ممثلو الحزب على المستوى الوطني دعوة الناخبين إلى اختيار برامج الحزب الذي يدخل الانتخابات المحلية بقوة بعد تحقيقه لنتائج ايجابية في الاستحقاقات التشريعية الماضية. ويشارك في هذه الانتخابات التي تستهدف انتخاب المجالس البلدية والمجالس الولائية 51 حزبا سياسيا، وأربعة تحالفات ستعمل على استمالة المواطنين ودعوتهم إلى المشاركة بقوة، وهو الموقف الذي تتبناه كل التشكيلات السياسية المشاركة سواء الإسلامية أو الوطنية أو الاشتراكية. ورغم مرور ثلاثة أيام عن انطلاق الحملة إلا أن بعض اللافتات الاشهارية التي تم توزيعها على مستوى البلديات لا تزال شاغرة من قوائم الأحزاب، ما يعكس صورة مغايرة عن واقع الانتخابات التشريعية التي عرفت حراكا اكبر لحد الساعة من الانتخابات البلدية والولائية. يعول قادة الأحزاب كثيرا على مشاركة عنصر الشباب الذي خصصت له برامج خاصة سيما الطلبة، وفي ظل انتهاج الدولة للديمقراطية التشاركية التي ستطبق بشكل كبير بعد الانتخابات، وبعد مراجعة قانوني البلدية والولاية يسعى المترشحون إلى شرح أهمية إشراك المواطن في التنمية إلا أن فتور الحملة في بدايتها يشير إلى أن الناخبين يعبرون عن تذمرهم من الوعود التي لطالما أطلقها المترشحون، لكن بمجرد وصولهم إلى السلطة سرعان ما تتبخر تلك الوعود لتصبح حبرا على ورق، وهو تحد كبير سيواجه بالخصوص التشكيلات التي تعتمد على مترحشين قدماء.