انتقد نائب رئيس مفوضية الانتخابات السودانية عبد اللّه احمد عبد اللّه تقارير مراقبين دوليين اعتبروا ان الانتخابات السودانية لم ترق الى المعايير الدولية. وقال في تصريح لقناة السودان الحكومية، ان هذه التقارير لم تراع الظروف التي اجريت فيها الانتخابات، واصفا اياها بأنها كانت شديدة التعقيد كونها على مستوى الرئاسة والبرلمان والولايات. وقد اعرب غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير عن ثقته في عمل المفوضية القومية للانتخابات، مشيرا إلى ان المشكلات التي شابت الاقتراع هى مشكلات ادارية. وقد اعلن حزبان معارضان رئيسيان شاركا في الانتخابات السودانية رفضهما المسبق لنتائجها، قائلين انها لا تمثل الشعب السوداني. وتزامن ذلك مع وصف المراقبين الدوليين لهذه الانتخابات بأنها لا ترقى الى المعايير الدولية. واستبق الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب المؤتمرالشعبي، اللذان شارك مرشحاهما في هذه الانتخابات، اعلان نتائج الانتخابات السودانية بتأكيد رفضهما لها على لسان بعض قادتهما. وقالت الانباء، إن احزاب المعارضة عقدت مؤتمرا صحفيا أعقب لقاء قياداتها بمقر حزب الأمة السوداني في أم درمان جددت فيه رفضها للانتخابات ونتائجها. كما اعلن حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي مقاطعته للمؤسسات المنبثقة عن هذه الانتخابات التعددية الأولى التي نظمت في السودان منذ ربع قرن، متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير. وكان الترابي على رأس الجبهة الاسلامية عندما قامت بانقلابها عام 1989 الذي اطاح بالحكومة المنبثقة عن اخر انتخابات تعددية في ,1986 قبل ان يختلف مع البشير الذي انفرد بالحكم لاحقا. وكانت مؤسسة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر التي قامت بمراقبة العملية الانتخابية في السودان، قد اشارت على لسان رئيسها الى انها كانت دون المعايير الدولية ، بيد انه اشار الى ان القسم الأكبر من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج هذه الانتخابات. وأعلنت فيرونيك دي كايسر رئيسة اللجنة المنبثقة عن الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في السودان صباح السبت، أن الانتخابات لم تتفق والمعايير الدولية لنزاهة الانتخابات. بيد ان الاتحاد الافريقي كانت له وجهة نظر مختلفة اذ هنأ جان بينج رئيس الاتحاد الإفريقي الشعب السوداني على إجراء انتخابات في أجواء سلمية. وحاول حزب المؤتمر الوطني الحاكم، تطمين احزاب المعارضة قبل ظهور نتائج الانتخابات، وتكثيف مشاوراته مع بعضها حول العملية السياسية بعد الانتخابات ومشاركتها فيها بعدها. كما أعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية أن تصريحات المراقبين الدوليين لا يجب أن تنتزع من سياقها، وقال عبد اللّه أحمد عبد اللّه نائب رئيس المفوضية في تصريحات نقلها التلفزيون السوداني لا نعتقد أن هذه التقارير أخذت في الاعتبار أن هذه الانتخابات جرت على ست مستويات. وأضاف أنه يجب الحكم على أي انتخابات من خلال نزاهتها وحجم المشاركة ومناخ الحرية الذي جرت فيه، مشيرا إلى الناخب السوداني مر بتجربة انتخابية جديدة. ويتوقع أن تعلن نتائج أول انتخابات تعددية تشهدها السودان منذ عام 1984 غدا الثلاثاء ، بعد ان بدأت عمليات فرز الأصوات، وسط هذه التهديدات من المعارضة بعدم الاعتراف أبدا بأي نتائج تُظهر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد حقق فوزا كبيرا فيها. وكانت مزاعم قد انتشرت على نطاق واسع في وقت سابق حول حصول عمليات تلاعب بأصوات الناخبين، سواء من قبل أنصار البشير في شمال البلاد، أو من قبل أنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب.