لعب جيولي في صفوف البارصا من الفترة الممتدة ما بين 2004 إلى 2007، فحضر انفجار موهبة الظاهرة ليونيل ميسي؛ الذي شارك لأوّل مرّة في مباراة رسمية مع الفريق الأوّل للبارصا يوم 16 أكتوبر 2004. في هذه الوقفة، يروي لودوفيك جيولي كيف عاش انفجار موهبة الظاهرة الأرجنتيني الذي يعتبره أفضل لاعب في العالم . "طيلة 6 أشهر كان يأتي للتدريب معنا حين يكون أغلب اللاعبين مع منتخباتهم" تكلّم ليودوفيك جولي عن بداية ميسي مع الفريق الأوّل بصفته أحد اللاعبين المقربين إليه بسبب تشابه القامة بينهما فقال: "النادي رعاه وحافظ عليه بطريقة جيّدة. أولا بمعالجته من المشاكل الصحية التي كان يعاني منها؛ ثم تركوه يكبر بهدوء وبدون تسرّع بجعله يشارك في التدريبات معنا في الفريق الأوّل حين يكون أغلب اللاعبين مع منتخباتهم. قضى ليو 6 أشهر على هذه الطريقة: يأتي للتدريب مع الفريق الأوّل حين يكون يتواجد فيه عدد قليل من اللاعبين". "ميسي عانى في البداية من عدم الفعالية أمام المرمى" عرّج جولي على مشكلة ميسي في بداياته وقال: "بسرعة كبيرة، استطعنا رؤية المواهب التي يراها الجميع الآن. وقتها كان يعاني من مشكل واحد وهو إتمام الهجمة وتسجيل الهدف. كان ينقصه وضوح الرؤيا حين يكون أمام المرمى؛ لم يكون سيئا لكنه كان يقوم بأشياء كبيرة عديدة وحين التسديد يفقد التركيز؛ ثم بدأ يتدرب معنا دائما مع لعب بعض الدقائق في المباريات طيلة سنة. في الواقع، النادي برع في التعامل معه". "منذ صغره.. ميسي إنسان كتوم.. ينصت كثيرا ويعمل بجدّية كبيرة" في هذا السياق، أضاف اللاعب القصير: "لقد كان ولدا كتوما جدا، كان ينصت كثيرا ويشتغل بجدّية كبيرة. لقد كانت لديه نفس طريقة المراوغة منذ البداية، لم نكن ننجح في أخذ الكرة منه. المهارات التقنية التي يتوفر عليها اليوم، كانت لديه حين كان صغيرا. منذ بدايته، كانت لديه قدرة كبيرة على الحفاظ على الكرة". "هكذا سجّل ميسي أوّل هدفا له مع البارصا" على صعيد آخر، روى لاعب البارصا السابق لحظة تسجيل ميسي أوّل هدفا مع البارصا قائلا: "كنت على أرضية الملعب؛ حين سجّل أوّل هدفا له كلاعب احترافي مع الفريق الأول (01 ماي ضد الباسيتي). كان بإمكان روني (رونالدينيو) أن يمرّر لي الكرة؛ لكنه مرّرها لميسي. ميسي تحكّم في الكرة وسدّدها عاليا فوق حارس المرمى وكان الهدف.. كان سعيدا جدا؛ كانت لحظة قوية بالنسبة له كذلك للنادي الذي احتضنه منذ كان طفلا. بهذا الهدف، اكتسب ثقة في نفسه داخل المجموعة وبعد ذلك واصل تسجيل الأهداف". "اللعب بجانب ميسي متعة كبيرة جدا" وواصل نجم موناكو الأسبق كلامه: "خلال سنتي الثالثة في البارصا وانطلاقا من جانفي، صرّت تقريبا لا ألعب. رأيت أنه ظاهرة وأنه سيكون من الصّعب جدا على أن أبقى (جيولي كان يلعب في الجهة اليمنى من الهجوم مثل ميسي). لم أكن سأضيِّع وقتي لأن التواجد بجانب ميسي متعة كبيرة؛ لكنّني أحب المنافسة ولعب المباريات، يا إمّا سأقضي سنتي الرابعة أشاهده يلعب وأستمتع بما يقدمه أو أختار لنفسي طريقا آخرا؛ بالنسبة لي عرفت أنّي فقدت حظوظي كليا، لقد عشت لحظات رائعة، فزت بألقاب وكنت سأجد نفسي على دكة البدلاء باستمرار؛ إنه ظاهرة وهذا كان واضحا جدا. بالفعل، لعبت ثلاث مباريات فقط 1 منها في كأس إسبانيا أين كنّا قد ضمننا التأهل". "لو فاز ميسي بكأس العالم مع الأرجنتين، سيكون أفضل لاعب في تاريخ المستديرة بدون منازع" وأردف لاعب "البي آس جي" الموسم الفارط: "ينقص ميسي الآن شيئا واحدا وهو أن يكون بطلا للعالم مع الأرجنتين؛ لو حقّق ذلك، سيكون أفضل لاعب في كرة القدم عبر التاريخ. لدى ميسي أرقاما مذهلة وخارقة؛ بإمكانه أن يغيّر مجرى مباراة لوحده، وهو اليوم لاعب حاسم جدّا في حين كان حاسما بدرجة أقل حين بدأ". "يجب منح كرة ذهبية ثانية من أجل تشافي" من جهة أخرى، ختم الفرنسي حديثه: "المشكلة هي أنه لا يمكن مكافأة الجميع؛ تشافي صديق لي وكنت أعتقد أنه سيفوز بالكرة الذهبية في السنة الماضية لأنه فاز خلالها بكل شيء وتوّج بطلا للعالم. ليونيل يمنح فرجة أكبر من تشافي لأننا نراه يسجل ويقوم بحركات خارقة؛ أنا مهاجم وبالنسبة لي ميسي هو أفضل لاعب في العالم. لمكافأة تشافي على العمل الذي يقوم به، يجب منحه كرة ذهبية ثانية واحدة لميسي وثانية لتشافي". "كان من المستحيل أن يلعب رونالدينيو.. ميسي.. إيتو وهنري معا" بعد ذلك، أكّد جيولي استحالة لعب الرباعي رونالدينيو، إيتو، ميسي وهنري سويا وقال: "الرباعي الفانتاستيكو (روني - هنري - ميسي- إيتو) لا يلعب سويا. برشلونة نادٍ عظيم ويحوي كعاب عالية، لكن عندما لا تلعب هناك أساسيا فلا تعلق على ماذا لا تلعب، وهو ما حصل معي تقريبا في تلك الفترة خاصة بعد تألق ميسي وإيتو فالثنائي كان قطعة أساسية". هذا وأثنى على زميله السابق توتي، مؤكدا أنه واحد من بين أفضل اللاعبين في العالم: "بالتأكيد هو واحد من أفضل لاعبي العالم على الإطلاق، هناك سوى ستة أو سبعة مثله في رأيي؛ هو من بين أفضل خمس في أوروبا؛ إلى درجة أنه يمكنك مقارنته مع رونالدينيو، ميسي، هنري". بالتأكيد جيولي يعترف بأنه تلقى العديد من الاتصالات من قبل أصدقائه في كتالونيا بعد هزم الملكي في الدوري، أين أبدى سعادته من ذلك واستمرار الفرحة في برشلونة". "لن أغفر لدومنيك الذي حرمني من كأس العالم" على صعيد آخر، أضاف جولي أنه يشعر بأنه تعرّض للسرقة بعد أن استبعده المدير الفني للمنتخب الفرنسي ريموند دومينيك من تشكيلة الفريق المشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم2010. المعايير التي قال دومينيك أنه اعتمد عليها في الاختيار تنطبق علي، كان يريد الخبرة ولاعبين يقبلون الجلوس على مقاعد البدلاء وآخرين يلعبون في فرق كبيرة وشاركوا في مباريات قمة ولا يشكون. كل ذلك قمت به مع برشلونة؛ فإمّا لم أفهم الموقف بشكل صحيح، وإمّا دومينيك غيّر طريقته في الاختيار، كان يجب أن يبلغني وجها لوجه.. كان هذا أقل ما يجب أن يقوم به.