أجرت صحيفة "يديعوت" مقابلة خاصة مع الرئيس السابق "خوان لابورتا"، احتوت المقابله على عدة أسئلة في مجالات مختلفة، وجاء حوارها كالتالي : هل تؤمن بأن خدمتك في نادي برشلونه أهّلتك لدخول المجال السياسي؟ نعم، المؤسسة البرشلونية أكثر بكثير من مجرد ناد، هذا ليس شعارا بل واقع. الرئيس هنا لا يبذل جهده لإدارة النادي فقط بل لتمثيله أيضاً. برشلونة يحوي قيما قومية وتضامنية للضعفاء، بالإضافة لتطوير برامج تعليمية، هذه قيم موجودة فعلاً في نادي برشلونة، لذلك أنت تخلق سياسة رياضية اجتماعية . هل من المناسب والمنطقي أن يكون لدى ناد رياضي وجهات نظر سياسية؟ في نادي برشلونة هو شيء ضروري؛ برشلونة ناد عالمي، لكن علينا المحافظة على هويتنا الكتالونية، وهذا لم يمنعنا من أن نكون النادي الأكثر شعبيه في العالم، بوجود أكثر من 100 مليون مشجع لنا حول العالم . هل تحلم بمنتخب كتالوني لكرة القدم؟ لم أعد أحلم بذلك (يتنهد)، لأننا الآن نملك فرصة حقيقية لجعل هذا الحلم واقعا. إذا لم نحافظ نحن الكتلان على تاريخنا وعاداتنا وثقافتنا ولغتنا فلن يفعل ذلك شخص آخر. آمل أن نصبح دولة مستقلة أولاً، ثم سنسعى للحصول على حقوقنا الشخصية بأنفسنا . هل أنت راض عما تركته في النادي؟ تركت النادي مع روح يبث للعالم قيم التضامن والمحبة، القرار غير الرياضي الأكثر أهمية والذي اتخذته في النادي هو التوقيع مع اليونيسف. كنا الفريق الوحيد الذي لا يحمل ماركة تجارية لكسب الأموال، بل على العكس، دفعنا الأموال من أجل دعم الأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم . في المجال الرياضي اتخذنا قرارات مهمة جداً، بفضلها أصبحنا الفريق الأفضل في التاريخ. بيب غوارديولا وتشيكي بيغرستن استوعبا بشكل مميز فلسفة كرويف التي كبرا عليها. قرار مهم أيضاً اتخذناه، هو اللجوء بكل قوه نحو لاعبي مدرسة لامسيا الخاصه بنا وتوليتهم مهمة قيادة الفريق، تشافي وبويول وإنييستا وميسي. عادةً عند مجيئ لاعب من الخارج تلقي عليه مهمة قيادة الفريق وتعلق عليه الآمال، ولاعبو النادي لا يُلقون أي اهتمام خاص، أنا عملت عكس ذلك تماماً .
من وجهة نظر رياضية فهي منافسة طبيعية بين فريقين كبيرين، ولكن بالتأكيد هناك منافسة سياسية، بالإضافه الى ذلك هناك تنافس على وجهات نظر مختلفة، نحن نعمل مع لاعبين من البلد هم يعملون بأمواله، ينفقون ملايينهم للتعاقد مع لاعبين كبار. أما نحن فنصنع لاعبين كبارا في اللامسيا .
ولكن برشلونة أبرمت صفقات كبيرة بأسعار عظيمة؟ صحيح، لكننا نفعل ذلك كَإضافات على تشكيلة الفريق، التي تعتمد بالأساس على أبناء النادي؛ تشافي وبويول وإنييستا وميسي وبيكي وفالديس وغيرهم. حالة إبراهيموفتش كانت توصية من المدرب من أجل تبديل صامويل إيتو، حينها كانت فرصة للتوقيع مع فيا وفورلان وإبرا. اخترنا زلاتان لأنها الطريقة الوحيدة لضمان انتقال جيد لإيتو نحو فريق كبير. ما الذي حصل قبل سنوات مع بيكام؟ لماذا لم تغلق الصفقة؟ يا لها من حكايه (يضحك)، خلال حملتنا الانتخابية راهنّا على رونالدينيو وهنري أو بيكام، حينها فعلاً كنا في مفاوضات متقدمة مع رونالدينيو. هنري كان رافضاً لفكرة الخروج من أرسنال، أما بالنسبه لبيكام فأعتقد أن إدارة مانشيستر اهتمت بنشر الموضوع في الصحف، لأنها كانت بمفاوضات جادة مع ريال مدريد، وأرادوا رفع السعر لا أكثر. تعيين غوادريولا أثار دهشة عدد كبير من الناس؟ رأيت شابا كتالونيا انضم للبارصا صغيراً، عشق النادي منذ صغره، وتقدم فيه خطوة خطوة تحت قيادة كرويف. افتقاره للخبرة لم يقلقني. رأيت إمكاناته وقدراته الكبيرة. أعتقد أن مشواره مع التدريب طويل، وسوف ينمو ويتطور أكثر، وسيصل لمستوايات أعلى وآفاق أبعد. بماذا يختلف عن مورينيو؟ مفهومهم مختلف تماماً، بيب يلعب حسب فلسفة كرويف، التي أضاف لها الكثير، وطورها لتصل إلى مستويات أعلى. بيب يلعب ببراعة فائقة وكرة أكثر تعقيداً. أما مورينيو فيلعب من أجل النتيجه، يجب أن يفوز مهما كلفه الأمر. ما رأيك في تصريحات مورينيو المثيره في مباريات الكلاسيكو الأخيرة؟ (مبتسماً) تصريحاته كانت نتيجة شعوره باليأس من حقيقة أن برشلونة يلعب أفضل كرة قدم في العالم. وأعتقد أن مورينيو في مكانه هو اختارها لنفسه. روسيل اتهمك بإدارة اقتصادية فاشلة؟ في السنه الأولى له كرئيس، تمكن روسيل من مواصلة نجاحاتنا الرياضية السابقة، فهو ورث منا أفضل فريق في التاريخ. بمفهوم آخر، لم يتصرف معنا بلباقه واحترام، فعل كل ما بإمكانه لتشويه سمعتنا! لكنه اتهمك بالتسبب في عجز اقتصادي ضخم؟ إن الأرقام أفضل رد على هذا الاتهام. تركنا أفضل توازن اقتصادي في تاريخ النادي مع عائدات تقدّر ب 430 مليون أورو سنوياً، منها 140 مليون دولار لحقوق البث، وحوالي 40 مليون أورو قيمة العقد مع شركة "نايك". ما رأيك في العقد مع مؤسسة قطر؟ هذا شيء لم أكن لأقوم به، وبالتأكيد ليس مع نظام دكتاتوري. من الناحية الاقتصادية فإن النادي لم يكن بحاجة أبداً لهذا العقد. عندما تركت الرئاسة البنوك وافقوا للنادي على قروض مالية تقدّر ب 150 مليون أورو. إذا كان الوضع سيئاً للغاية فأي بنك بإمكانه إعطاء قرض ضخم كهذا؟! من ناحيه أخرى، فإن اليونيسف منظمة خيرية عالمية. أنا أحترم قطر كما أحترم باقي الدول، ولكن اعتبار مؤسسة قطر بمثابة اليونسيف للدول العربية، لا أستطيع تصديق ذلك!