يبدأ المنتخب الجزائري لكرة القدم بقيادة مدربه الجديد الفرنسي كريستيان قوركوف مغامرته الجديدة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2015 بمواجهة نظيره الإثيوبي في مباراة مهمة ضمن المجموعة الثانية ولكنها غير حاسمة بالنسبة لبقية المشوار. وفي أول خرجة له على رأس ''الخضر'' وبصبغة رسمية, يتعين على قوركوف فرض نفسه وفي قلب إفريقيا, علما وأن التجربة فريدة بالنسبة له باعتباره لم يسبق وأن درب أي منتخب وطني في مسيرته. ضف إلى ذلك, أن التقني الفرنسي قد ورث إرثا ثقيلا من سابقه في المنصب, البوسني وحيد خاليلوزيتش, الذي قاد التشكيلة الجزائرية إلى تأهل تاريخي للدور ثمن النهائي في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل, وهو ما يزيد من تعقيد مهمة الناخب الوطني الجديد. لكنه بالمقابل يمكن لقوركوف الاستفادة من خدمات كل اللاعبين الذين كانوا وراء الانجاز التاريخي بالبرازيل, وهو ما قد يريحه كثيرا سيما وأن رفقاء القائد مجيد بوقرة قد اكتسبوا خبرة لا بأس بها في أدغال القارة السمراء. و يتواجد المنتخب الوطني بأديس أبابا منذ أمس الخميس وبتشكيلة تضم 24 لاعبا بدلا من 27 بعد انسحاب الحارس محمد لمين زماموش (المصاب) واللاعبين لياسين كادامورو ونبيل غيلاس الذين تركا تحت تصرف فريقيهما الجديدين الذين التحقا بهما في آخر يوم من مرحلة الانتقالات الصيفية. و جدد المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي الثقة في نفس المجموعة التي شاركت في المونديال, مع تدعيمها بلاعب جديد واحد ويتعلق الأمر بمدافع نادي ليون الفرنسي مهدي زفان, مع استعادة اللاعبين رياض بودبوز, فتحي حارك, اسحاق بودبوز, فوزي شاوشي وأمير قراوي, الذين غابوا كلهم عن العرس الكروي العالمي الأخير, فيما يغيب لاعبين اثنين شاركا في الموعد البرازيلي وهما مهدي مصطفى وحسان يبدة. وقد يشهد النهج التكتيكي للمنتخب الوطني بعض التعديلات, باعتبار أن قوركوف معروف عنه أنه يحبذ كثيرا انتهاج الطريقة الكلاسيكية 4-4-2. غوركوف ولاعبوه يخشون تأثير عامل الإرتفاع
و تقابل الفريقان الإثيوبي والجزائري أربع مرات في وقت سابق, لم يتمكن خلالها أي طرف من فرض سيطرته على الآخر, حيث يحوز كل فريق على فوز وتعادل وهزيمتين. الأمر نفسه ينطبق على احصائيات اللقاءات الأربع المعنية, حيث سجل كل فريق ثلاثة أهداف وتلقت شباكه نفس العدد من الأهداف. وأمام أبطال إفريقيا في 1962, يدرك المدرب الفرنسي بأن المهمة لن تكون سهلة, واصفا المباراة "بالهامة جدا من الناحيتين الحسابية والبسيكولوجية", ولكنه يحرص على عدم فرض ضغط كبير على لاعبيه سيما وأن الأمر يتعلق بالمباراة الأولى فقط من الإقصائيات. الامر يعني أن الطريق لا يزال طويلا وشاقا قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة. و رغم الإصرار الكبير الذي يحذو المدرب ولاعبيه قبل مواجهة الغد, إلى أن الجميع أبدى مخاوفه من عامل الإرتفاع, حيث أن العاصمة الإثيوبية تقع على ارتفاع ما بين 2300 و2600 متر على مستوى سطح البحر, ما يجعلها الأولى في إفريقيا من هذا الجانب والرابعة في العالم. وبالنظر إلى هذا المعطى المؤثر جدا, ينصح الناخب الوطني لاعبيه بعدم ترك الحرية للمنافس للضغط عليهم, مبديا خشيته من تأثر عناصره بالارتفاع, وهي ذات المخاوف التي يبديها المهاجم هلال سوداني. و من الجانب الآخر, فإن المنتخب الإثيوبي الذي تتكون تشكيلته أساسا من لاعبين تخرجوا من الأندية المحلية, العائد إلى نهائيات كاس إفريقيا في الطبعة السابقة بعد 31 سنة من الغياب, أجرى تحضيراته لأولى مباراتيه في التصفيات بالبرازيل ما بين 8 و 26 أوت المنصرم, تخللتها خمسة لقاءات ودية أمام أندية برازيلية انتهت بثلاثة انهزامات وتعادلين.و أبدى المدرب البرتغالي لإثيوبيا ماريانو باريتو ارتياحه لنتائج هذا التربص, مؤكدا بأن لاعبيه الذين يقودهم صلاح الدين سعيد, الناشط في النادي الأهلي المصري, جاهزون لتقديم أفضل أداء في هذا الموعد مع العمل على حصد النقاط الثلاثة للمباراة. وقال المدرب في هذا السياق : " لن تكون المهمة سهلة أمام فريق قوي ومحفز بعد نتائجه المشرفة في المونديال, ولكن إذا كنا صارمين من الناحيتين التقنية والتكتيكية, فإننا قادرون على فرض أنفسنا أمام جمهورنا بأديس ابابا". وتنطلق المقابلة على الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (الثانية بالتوقيت الجزائري), ويديرها الحكم برنار كاميل من السيشل, ويساعده مواطناه هانسلي داني بيتروس و الدريك أديلايد, فيما سيكون أليستار بارا من السيشل أيضا حكما رابعا. من جهته, عين الأوغندي شارل ماسمبي محافظا للقاء.