"بعد المونديال سأختار بين الجزائروفرنسا" تحدث المدرب الفرنسي، ألان جيراس، بكل صراحة عن نيته في تدريب المنتخب الجزائري بعد المونديال القادم، كما عاد بتحليله أيضا إلى "الكان" الماضي وعن بعض الأخطاء التي وقع فيها الجزائريون، وغيرها من الأمور الأخرى. في البداية سمعنا أنك قد أنهيت تعاقدك مع المنتخب الغابوني، هل لك أن تؤكد لنا هذه الأخبار؟ لا. لم أنه عقدي بعد مع المنتخب الغابوني، كل ما في الأمر أن عقدي قد انتهى، ولم أقرّر بعد مغادرتي رسميا، هناك بعض العراقيل والمشاكل تعترض موقفنا، وأضن أنها لا تهم سوى الغابونيين (يضحك). الأكيد أنك تابعت مشوار المنتخب الجزائري في "الكان" الماضي.. بكل تأكيد، لقد تابعت مشوار المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، ولقد أعجبت بالكثير من الأشياء الإيجابية في هذا الفريق، المنتخب الجزائري في الطريق الصحيح، وتأهله إلى المونديال يبقى أمرا جيدا. الحديث في الجزائر يدور حول تدعيم الطاقم الفني قبل المونديال.. صراحة لا علم لي بالقضية، ولكن هل هناك ضرورة لهذه الخطوة! في الجزائر هناك تأكيد على أن المنتخب بحاجة لتوسيع الطاقم الفني.. لا أريد التدخل في القضية، وأؤكد لك عدم علمي بأن المنتخب الجزائري في حاجة إلى تدعيم من عدمه، أظن أن سعدان تمكن من تحقيق التأهل إلى المونديال، والوصول إلى المربع الذهبي، فعندما نتحدث على فريق مونديالي، فإن الشيء الأهم بالنسبة له هو الوصول إلى المربع الذهبي، وهذا ما حدث بالنسبة للمنتخب الجزائري. سعدان يرفض هذا التدعيم، هل ترى أن له الحق في ذلك؟ بكل تأكيد له الحق في رفض تدعيم طاقمه، هو المسؤول الأول والأخير عن العارضة الفنية التي يرأسها، ولا يمكن في أي حال من الأحوال الضغط عليه لتدعيم طاقم يشرف عليه. باعتبارك تقنيا في كرة القدم، ما هو الحجم الحقيقي للعارضة الفنية لمنتخب محترف؟ لا توجد هناك معايير محددة يجب تطبيقها بكل المنتخبات في العالم، لأنها تتعلق بالدرجة الأولى بإمكانيات الاتحادات الكروية لكل بلد، صحيح أن الطاقم الفني يجب أن يتكون من فنيين، أطباء نفسانيين، وغيرهم، ولكن لكل بلد خصوصياته الكروية. عدم وصول "الخضر" لعارضة فنية مكتملة هي سبب تعالي هذه الأصوات.. تريد الحقيقة، لا أرى أي ضرورة لتدعيم الطاقم الفني، لا يجب الحديث عن التدعيم من أجل التدعيم فقط، لقد طالبنا سعدان الوصول إلى المونديال، وتمكن من تحقيق هذا الهدف، لذا فلا يمكن فرض أمور على الطاقم الفني هو لا يريدها في الأساس، لذا فمن جهتي أرى سعدان صاحب القرار الأول والأخير في هذه القضية. بعض المصادر تتحدث عن خلافتك لسعدان بعد المونديال مباشرة (يبتسم)... في فرنسا يدور حديث عن خلافتي للمدرب دوميناك بعد المونديال، وفي الجزائر عن خلافتي لسعدان بعد المونديال، في حين أن الشيء الأهم في القضية، هي كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، الشيء الأهم بالنسبة لي هو التفكير في المونديال والنتائج التي من الممكن تحقيقها، بدل التفكير في من يخلف من، خاصة وأن المونديال القادم بعد مونديال إفريقيا، سيلعب بعد 4 سنوات أخرى. لكن نريد معرفة صحة الاتصالات بينك وبين الفدرالية الجزائرية؟ لا يوجد أي اتصال رسمي بيني وبين الاتحادية الجزائرية، ولا أرى أي ضرورة لذلك في وقت أن هناك مدرب على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري. لكن بعد المونديال هناك فرصة كبيرة لتدريبك للمنتخب الجزائري؟ (يضحك)... بعد كأس العالم سأدرس كل العروض التي ستصلني، ولكن أؤكد لك أنه حتى المنتخب الغابوني يريد استمراري في العارضة الفنية، لذا فإن هناك العديد من العروض التي تنتظرني. وبالنسبة لك من هو الأقرب لتدريبه؟ لا أريد الحديث عن هذا، ولكنني سأكون بين تدريب المنتخب الفرنسي أو المنتخب الجزائري. يعني أن تدريبك للمنتخب الجزائري لا يبقى مجرد إشاعات؟ تدريب المنتخب الجزائري يبقى شرف كبير بالنسبة لي، هذا الفريق يملك مقومات المنتخبات الكبيرة، ولكن أؤكد لك أن لا شيء رسمي قد حدث بيننا، إن كان هناك عرض جدي سندرسه في الوقت المناسب، خاصة وأنني قد علمت أن سعدان قرر الانسحاب من العارضة الفنية مباشرة بعد المونديال، مثله مثل مدرب فرنسا دوميناك. أضن أنك ستفضل المنتخب الأزرق على المنتخب الأخضر؟ الأمر لا يتعلق بتفضيل منتخب على آخر، بل يتعلق بالإمكانيات والشروط التي تتوفر في العقد الذي يعرض عليك، الشيء الوحيد الذي يهمني هو الطموح في تحقيق الأفضل، سواء مع المنتخب الغابوني، الجزائري أو الفرنسي. لكن تدريب الأزرق يبقى حلم كل فرنسي.. بكل تأكيد، فأيّ مدرب فرنسي يريد أن تكون غايته هي الوصول لتدريب المنتخب الفرنسي، ولكن المنتخب الجزائري هو الآخر منتخب طموح، وستكون له الكلمة في المستقبل، اهتمامي الأكبر كما قلت لك هي شروط العقد الذي سيعرض علي. لنعد لمستوى المنتخب الجزائري، هل تعتقد أن "الخضر" حققوا الأهم في "الكان"؟ نعم حققوا الأهم لا أقل ولا أكثر، لأن أي فريق إفريقي يصل إلى كأس العالم، يكون مطالبا بالوصول على الأقل للدور نصف النهائي من "الكان". ولكن حتى طريقة خروج "الخضر" من نصف النهائي كانت مؤسفة؟ صراحة أعترف أن خروج المنتخب الجزائري من نصف النهائي ل"الكان" لم يكن فوق الميدان فقط، هناك العديد من الأمور حالت دون الذهاب بعيدا في هذه المنافسة. هل تحمل الحكم كودجيا مسؤولية الإقصاء؟ صحيح أن الحكم كودجيا أفسد المباراة بقراراته الخاطئة، ولكن بالنسبة لي الكل يتحمّل مسؤولية الإقصاء، المنتخب الجزائري لم يكن محضّرا ذهنيا بالشكل المطلوب، فعلاوة على صعوبة المواجهة أمام منتخب مصري الذي كان منظما بشكل جيّد، فلاعبو المنتخب الجزائري كانوا أقل تحضيرا من نظرائهم المصريين، مما جعلهم يسقطون في الفخ. ما الذي تقصده بأن الكل يتحمل مسؤولية الإقصاء؟ عندما أقول إن الكل يتحمل هذا الإقصاء، أتحدث عن اللاعبين، الطاقم الفني، الطاقم الإداري وغيرهم من المسؤولين على "الخضر"، كان من الواجب كما ذكرت تحضير اللاعبين نفسيا بشكل جيد، لأن ذلك كان سيجنبهم الوقوع في تلك الأخطاء البدائية التي وقعوا فيها. لكن الطاقم الفني لا يمكنه تحمّل مسؤولية أعمال طائشة يقوم بها أي لاعب في المباراة.. لما يضيّع أحد المهاجمين هدفا بعد حصوله على فرصة سانحة، فإن المدرب لا يتحمّل أبدا مسؤولية تضييع الهدف، ولكن عندما نرى أشياء خارجة عن لعبة كرة القدم تحدث طوال المباراة، فإن المسؤولية تعود هنا على الطاقم الفني، صحيح أن اللاعبين ليسوا آلات حتى يتم برمجتهم، ولكن بعد الخطأ الأول كان من الواجب تصحيح الأمور. هل ترى أنه كان بإمكان "الخضر" تحقيق الفوز على المنتخب المصري؟ لو لعبت المباراة بشكل عادي، لكان بإمكان المنتخب الجزائري تحقيق نتيجة أفضل من النتيجة التي سجلت، ولم لا تحقيق التأهل إلى الدور النهائي. لكنك صرحت قبل تلك المواجهة لصحيفة "ليكيب" أنك ترجح الكفة للمنتخب المصري! (يضحك)... ولكن رهاني لم يكن خاطئا والمنتخب المصري فاز في المواجهة. صحيح أنك فزت بالرهان، ولكن لماذا تلك التصريحات؟ المنتخب المصري منتخب جيّد، يلعب كرة قدم جميلة وحديثة، ويمتاز بلعب جماعي رائع، إذا تمعنا في المنتخب المصري، فإننا لن نجد نجوما كبارا في هذا الفريق، ولكن النجم الحقيقي هي المجموعة، لذا فبالنظر إلى المشوار الجيّد الذي قطعه الفريق، كان من العادي أن تميل الكفة للمنتخب المصري، ولكن هناك دافعا آخر للمنتخب المصري بحيث كان مدفوعا نفسيا في هذا اللقاء. تقصد مدفوعا بنية الثأر؟ بكل تأكيد، فالمنتخب الجزائري كان قد أقصى المنتخب المصري من المونديال، لذا فلم تكن هناك أي فرصة أمام المصريين سوى تحقيق الفوز على الجزائر، فلهذا السبب كان التحضير المعنوي بالنسبة لمنتخب مصر أفضل بكثير من التحضير النفسي للاعبي المنتخب الجزائري. يعني أنك استندت في رهانك هذا على عامل الثأر؟ بكل تأكيد، سأعطيك مثالا، لو يلتقي المنتخب الفرنسي مع المنتخب الأيرلندي في أي منافسة لاحقا، أبقى متأكدا أن الدافع سيكون أكبر بالنسبة للمنتخب الأيرلندي، لأنه لن يتمكن من نسيان يد تيري هنري التي ساهمت في إقصائهم من المونديال، هم يعتقدون أن إقصاءهم لم يكن رياضيا وسيسعون في التفوق على المنتخب الفرنسي في أي مناسبة لاحقا. هل تعتقد أن المنتخب المصري بإقصائه للجزائر من الكان قد ثأر لنفسه؟ وأنا سأطرح عليك سؤالا وأجبني بكل صراحة، ما الذي تفضله، الحصول على كأس إفريقيا أو الذهاب إلى المونديال، أجبني بكل صراحة؟ سأقول لك وبدون أي تفكير، أفضل المشاركة في المونديال.. إذن فالمنتخب المصري لم يثأر من المنتخب الجزائري، صحيح أنهم فرحوا بتتويجهم بكأس إفريقيا، ولكن داخل أنفسهم هناك حزن كبير، فهم يعتقدون أنهم الأحق بالمونديال، ولكنهم لم يحققوا التأهل، لما ينطلق المونديال أبقى متأكدا أن أكثر من سيكون حزينا هو الفريق المصري والشعب المصري عموما، حتى في أوروبا، لو تقول لأي فريق ما الذي تفضله، التتويج بالأورو أو المشاركة في كأس العالم، سيقول لك المشاركة في كأس العالم. في رأيك أيهما أقوى، المنتخب الجزائري أو المصري؟ كما قلت لك، المنتخب المصري منتخب كبير ومنتخب جيّد، ولكنه لم يكن محظوظا لسقوطه في نفس مجموعة المنتخب الجزائري، أشبه حالته هنا بنفس حالة المنتخب التشيكي، والذي كان يحتل المركز الثاني في ترتيب "الفيفا" بعد منتخب البرازيل، ولم يتمكن من تحقيق التأهل للمونديال في مناسبتين، ولكن بالنسبة لي يبقى المنتخب الجزائري منتخب المستقبل، وهذا الفريق بإمكانه الذهاب بعيدا في السنوات القادمة. وبالنسبة للمشاركة في كأس العالم.. المنتخب الجزائري لم يشارك في المونديال منذ 24 سنة، كما أن كل لاعبي "الخضر" سيشاركون للمرة الأولى في منافسة بهذا الشكل، لذا فلا يمكن مطالبتهم بأي نتيجة، وكل ما سيحققونه في المونديال سيكون إضافة جيدة (BONUS). سيد جيراتس نشكرك على هذا الحوار.. أشكرك أنت أيضا، وأحيي كل الشعب الجزائري.