خص الناخب الوطني رابح سعدان يومية “لوباريزيان” الفرنسية في عددها الصادر يوم أمس بحوار مطول تحدث فيه عن استعدادات المنتخب الوطني ل المونديال الذي ستنطلق فعالياته بداية من يوم الجمعة القادم. وقد تحدث سعدان أيضا عن أمور كثيرة متعلقة بالمنتخب الوطني، منها إصابة مغني وكذا مستقبله في “الخضر” إلى جانب كلامه عن المنتخب الفرنسي ومدربه ريمون دومنيك، وهو الأمر الذي جعلنا نقوم بسرد مقتطفات من حوار سعدان الشيق في الصحيفة الفرنسية.... “المشاركة في كأس العالم إنجاز وليس لدينا نقص في الطموح” وجه الصحفي الذي قام بمحاورة سعدان أول سؤال لهذا الأخير ذكّر خلاله مدرب الخصر بتصريح سابق له حين قال إن مشاركة الجزائر في كأس العالم هي إنجاز في حد ذاته، وهو التصريح الذي أراد من خلاله معرفة إن كان كلام سعدان ذلك هو إبعاد للضغط عن لاعبيه أو نقص للطموح، ليرد عليه المدرب الوطني: “ما قلته هو حقيقة، فنحن نملك تعدادا ليست له خبرة في المونديال، حيث أن ولا لاعب شارك من قبل في منافسة مماثلة، كما أن الجزائر وبكل صراحة لا تملك طريقة لعب استثنائية كالمنتخبات الكبيرة التي لما نشاهدها تلعب وكأنها آلة حقيقية”. “لقاء سلوفينيا حاسم ولو نفوز به سنقطع 50 بالمئة من طريق التأهل إلى الدور الثاني” أما بخصوص المجموعة الثالثة التي تضم الجزائر في المونديال والتي حسب الصحفي تبقى مفتوحة على المنتخبات الثلاثة المتواجدة فيها للمرور إلى الدور الثاني رد سعدان: “لقاء سلوفينيا سيكون حاسما بالنسبة لنا، لأننا لو نفوز به سيمكننا التكلم بعدها، حيث أنه في مثل هذه الدورات لو تفوز باللقاء الأول لديك 50 بالمئة من الحظوظ للمرور إلى الدور الثاني، وفي حال فشلنا في الفوز فالأكيد أننا لن نكون في حالة نفسية جيدة بعدها لمواجهة إنجلترا”. “سأركز على الإنضباط حتى لا نُعيد الصورة السيّئة للقائنا أمام مصر” بخصوص الكلام الذي سيقوله للاعبيه قبل لقائهم أمام منتخب سلوفينيا يوم الأحد القادم، قال المدرب سعدان: “سأطلب منهم أن يكونوا مركزين وأن يلعبوا من أجل الاستمتاع لا غير ذلك، كما أني سأركز معهم كي يكونوا منضبطين لأننا سنمثل الجزائر بأكملها في المونديال، ومن الضروري أن نمثلها أحسن تمثيل وأن نحارب كالأسود ولا نخسر كل شيء مثلما حدث لنا ذلك في لقاء مصر في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة حين تركنا صورة سيئة بعد أن فقدنا التحكم في أعصابنا”. “مردودنا ونتائجنا في اللقاءات الودية أمر لا يُقلقنا تماما” وعن نتائج المباريات التحضيرية التي خاضها المنتخب الوطني تحسبا للمونديال والتي لم تكن جيدة بعد أن انهزم زملاء لحسن بثلاثية نظيفة أمام صربيا وإيرلندا وفازوا بعدها بأقل نتيجة أمام منتخب الإمارات المتواضع، جاء جواب الناخب الوطني: “لا أعتقد أن الأمور كانت سيئة كثيرا لنا في اللقاءات التحضيرية لأنه لما نسترجع كامل تعدادنا وخاصة لما يكون جل المدافعين حاضرين (كلامه يدعو للغرابة خاصة وأن كل المدافعين كانوا حاضرين أمام الإمارات) ستتحسن الأمور”. “نُعاني من غياب التنسيق في الهجوم ومعالجة هذا المشكل يتطلب وقتا طويلا” واعتبر سعدان أن المشكل الوحيد الموجود في المنتخب حاليا هو يخص خط الهجوم فقط، وقال في هذا: “أعترف أنه لا يوجد تنسيق وانسجام بين اللاعبين في الهجوم وعلينا العمل كثيرا في هذا الجانب، ولو أن معالجة هذا الأمر تتطلب وقتا طويلا. أمام منتخبات كبيرة لا ينبغي لنا تضييع فرص كثيرة لما تتاح لنا، لأننا شاهدنا النتيجة أمام إيرلندا حين انهزمنا بثلاثية نظيفة أنه في المستوى العالي لما تضيع أهدافا فحتما ستتلقى شباكك أخرى”. “الذهنيات تغيّرت في الجزائرولست خائفا من الإنتقادات” أما عما إذا كان متخوفا من التعرض لانتقادات لاذعة في حال ما إذا كانت مشاركة الجزائر غير موفقة في مونديال جنوب إفريقيا، بدا سعدان غير قلق من هذه الناحية، حيث أكد بصريح العبارة: “الذهنيات تغيرت في الجزائر، حيث هناك أناس كثيرون يقولون لي إنه مهما كانت النتائج التي سيسجلها المنتخب فهم يدعمونه، وهذا أمر يسعدني كثيرا، إذ ألاحظ أن هناك تفهما للواقع من قبل الجميع إلاّ بالنسبة لفئة قليلة من وسائل الإعلام التي لا تحب الخير والاستقرار للمنتخب الوطني”. “لن أتحدث عن مستقبلي مع الخضر حتى لا أشوش على اللاعبين” وبخصوص مصيره مع المنتخب الوطني بعد أن كثرت الأخبار عن قراره بالانسحاب من تدريب الخضر بعد نهائيات كأس العالم، قال سعدان: “لا يمكن لي الحديث في هذه النقطة في الوقت الراهن لأني لا أريد أن أشوش على اللاعبين وأجعلهم يفقدون تركيزهم بشأن هذه النقطة. والأكيد أن رئيس الفاف روراوة سيكون أول شخص سأتحدث معه في هذه النقطة وأوضح له الرؤية بشأن مستقبلي مع المنتخب الجزائري”. “مغني كان يملك فرصة واحدة من ألف لأجل المشاركة في المونديال وهذا ما قلته له” وعن غياب نجم الخضر مراد مغني عن نهائيات كأس العالم، بدا سعدان واضحا في هذه النقطة، حيث كرر ما قاله ل “الهدّاف” في وقت سابق: “لقد فعلنا المستحيل حتى لا يحرم المنتخب من خدمات لاعب مميز في المونديال، لكن للأسف مغني كانت لديه فرصة واحدة من ألف فرصة للمشاركة، وأنا الذي أعتبر نفسي والدا للاعبين تحملت مسؤوليتي في موقف صعب للغاية واجتمعت مع مغني، حيث قلت له بصريح العبارة - أنظر في عينيّ، يجب أن نتوقف الآن - لقد فكرت في مستقبله الكروي على المنتخب الوطني”. “التأهل إلى المونديال أعاد الفخر إلى كامل الشعب الجزائري” وعاد سعدان للتحدث أيضا عن تأهل الخضر إلى المونديال والذي اعتبر أنه أعاد الفخر للشعب الجزائري بعد السنوات السوداء التي عاشتها البلاد، حيث على حد تعبيره فإن الجزائري وفي مختلف المجالات فقد هيبته، وكان التأهل إلى المونديال فرصة كبيرة كي يتوحد كامل أفراد الشعب الجزائري، إذ أن صور الاحتفالات كانت كبيرة وأكدت مدى أهمية تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم، حيث كانت الفرحة لا توصف في البيوت والشوارع الجزائرية. “في الجزائر خجلنا كثيرا مما حدث في لقاء فرنسا في 2001” وبشأن مخاوف السلطات الفرنسية من نشوب أحداث شغب عند إجراء الخضر للقاءاتهم في المدن الفرنسية يقوم بها المغتربون هناك، قال سعدان: “المغتربون هم شبان لديهم عاطفة تجاه بلدهم، ويوجد فيهم من يتصرف بتهور في بعض الأحيان، ونحن في الجزائر خجلنا كثيرا مما حدث في لقاء المنتخبين الفرنسي والجزائري سنة 2001 في سان دوني بسبب اجتياح أنصارنا الملعب وحتى التصفير على النشيد الفرنسي، وهذا أمر غير مقبول ونحن نندد به دائما”. “زيدان رابط قوي بين فرنساوالجزائر وتشجيعه لنا يُشرّفنا” وفي سؤال طرح عليه من قبل صحفي يومية “لوباريزيان”، تحدث سعدان عن النجم العالمي زين الدين زيدان الذي اعتبره شخصية كبيرة يقتدي بها العديد من الشبان، فقال في هذا: “زيدان هو رابط قوي بين فرنساوالجزائر سواء كان الأمر يتعلق بالبلدين أو بشعبيهما، حيث أنه يمثل فرنسا في المحافل الكبرى، ولا يفوت فرصة تشجيع الجزائر بلد والده وأجداده مثلما يفعله معنا نحن في المنتخب الوطني وذلك في سرية كبيرة مثلما يريد هو ذلك”. “لقد وعدنا بالمساعدة لما نحتاج إليه ولا أدري إن كان سيحضر لقاءاتنا في المونديال” أما عن الكلام الكثير الذي يقال عن تنقل زيدان إلى إفريقيا الجنوبية من أجل تشجيع العناصر الوطنية هناك (سيحدث ذلك لأن كنال+ اتفقت معه على تحليل لقاءات الخضر مثلما أكده لنا رئيس تحرير القسم الرياضي للقناة مؤخرا) قال سعدان: “لا أدري إن كان زيدان سيحضر لقاءاتنا في جنوب إفريقيا، لكن ما أعرفه عنه هو أنه وعدنا بالمساعدة كلما احتجنا إليه، وهو أمر يؤكد أن زيدان يفعل كل شيء بالقلب ودون أدنى حسابات”. “بقاء مدرب في منصبه وقتا طويلا يتعبه كثيرا وفرنسا قادرة على المفاجأة” وفي حديثه عن مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومنيك الذي هو عرضة لانتقادات لاذعة من قبل وسائل الإعلام الفرنسية والجماهير، اعتبر سعدان الأمر عاديا، وقال في هذا: “بقاء مدرب لوقت طويل في منصبه كناخب وطني يجعله يتعب كثيرا، وهو كلام صرح به أيضا إيمي جاكي الذي أكن له احتراما شديدا، وتعب المدرب يكون من جميع النواحي سواء بسبب الإعلام أو بعلاقته مع اللاعبين، وهو ما يحدث لدومنيك، ولو أني أرى أن فرنسا قادرة على تحقيق مفاجأة في المونديال”. “لو تمنّيت ثنائيا فرنسيا مع الجزائر لكان ريبيري - أنيلكا” وجه صحفي “لوباريزيان” سؤالا خاصا لسعدان وهو أنه لو طلب منه اختيار ثنائيا للعب مع المنتخب الجزائري في كأس العالم فمن سيكون هذا الثنائي، وهو الأمر الذي جعل سعدان يختار دون تردد ربيري وأنيلكا، وصرح قائلا: “سأختار ريبيري وأنيلكا لأننا في المنتخب الوطني بحاجة إلى مهاجمين، ولو أني أيضا أحب كثيرا جينياك وتيري هنري، هذا الأخير أعتبره سخصا رائعا حتى وإن كان حاليا لا يتمتع بكامل إمكاناته، حيث لا يوجد في أفضل مستواه”. “يجب إحترام خيار دومنيك بشأن عدم إستدعائه ناصري وبن زيمة” نقطة أخرى تطرق إليها الناخب الوطني في حواره أمس مع الصحيفة الفرنسية، ويتعلق الأمر بعدم توجيه مدرب الديكة الدعوة للثنائي الجزائري الأصل في المنتخب الفرنسي ناصري - بن زيمة للمشاركة في المونديال، حيث صرح في هذا الموضوع: “على الجميع احترام خيار المدرب دومنيك، لأنه من الضروري عدم الدخول في متاهات لن تجدي نفعا، حيث اعتبر هذا المدرب أن بن زيمة وناصري لاعبان رائعان، إلا أنهما شابان وسيمكن لهما المشاركة في المونديال القادم وحتى الذي سيليه”. “إفريقيا بأكملها أرادت التواجد في جنوب إفريقيا وخضنا حربا في التصفيات” بعد الحديث عن المنتخب الفرنسي، عاد سعدان للتكلم مجددا عن المنتخب الوطني وعن أول مونديال سينظم في القارة السمراء والذي أوضح بشأنه: “نحن محظوظون لأننا سنلعب أول كأس عالم ستنظم في القارة السمراء، وهي التظاهرة التي أرادت كل بلدان إفريقيا المشاركة فيها، وهو الأمر الذي جعل التصفيات التي خضناها حتى نتأهل إلى هذا المونديال أشبه بالحرب بعد أن أخذت اللقاءات أبعادا غير رياضية ووصلت حتى إلى السياسة في بعض اللقاءات”. “المدرب هو من يدفع الثمن دائما في إفريقيا ولماذا لا يُقال رؤساء الإتحاديات“ وعن حظوظ البلدان الإفريقية المشاركة في المونديال في الظفر بالتاج العالمي، وحتى الوصول إلى الدور النهائي، اعتبر المدرب رابح سعدان الأمر صعبا للغاية، وقال في هذا الصدد: “في إفريقيا المؤهلات الفنية كبيرة عند اللاعبين، لكن المشكل في المنتخبات يكمن في غياب الاستقرار، حيث أرى أنه مادام المدرب في كل مرة هو من يدفع الثمن مثلما حدث مع كوت ديفوار التي أقيل مدربها حليلوزيتش بعد الإقصاء من كأس إفريقيا الأخيرة وعوض بإريكسون، فغير ممكن أن نجد منتخبا إفريقيا يذهب إلى أقصى دور ممكن في المونديال، وهنا أتساءل لماذا لم تتم إقالة في يوم من الأيام رئيس اتحادية بدلا عن مدرب”.