بوتابوت: تحدث المهاجم السابق للمنتخب الجزائري منصور

بوتابوت، بكل صراحة في هذا الحوار
عن الفترات التي قضاها مع "الخضر"، وعن كيفية إبعاده، وانتهز الفرصة أيضا ليروي لنا اللحظات الجميلة التي قضاها في صفوف التشكيلة الوطنية.
علمنا أنك انتقلت إلى الصين من أجل اللعب في هذا البلد، هل هذا صحيح؟
نعم لقد انتقلت إلى الصين من لخوض تجربة احترافية في هذا البلد، ولكن الأمور لم تسر على ما يرام، لذا قررت العودة من جديد إلى فرنسا.
إذن أنت بدون فريق في الفترة الحالية؟
عودتي كانت متأخرة إلى فرنسا، ولم أتمكن من الإمضاء في أي فريق قبل نهاية الميركاتو الماضي، ولكنني حاليا أتدرب مع نادي ليل الفرنسي درجة أولى، وعلاقتي الجيدة مع المدرب أندي ڤارسيا، هي التي سهلت علي الانضمام إلى تدريبات هذا الفريق.
ولكنك لعبت الموسم الماضي في البطولة البلجيكية؟
كانت تجربة سيئة بالنسبة لي، فلم أجد نفسي جيدا في هذه البطولة لذا قررت مغادرتها، وبالنسبة لي تبقى تجربة مفيدة. لنعد لأول مشاركة لك مع المنتخب الوطني أمام النيجر في النيجر. نعم أتذكر جيدا تلك المواجهة، فأول لقاء لي بألوان المنتخب الوطني كان في النيجر، وحققنا حينها فوزا مهما خارج الديار.
ذلك الفوز كان الأول منذ حوالي 8 سنوات خارج القواعد، والهدف الوحيد كان من تسجيلك. نعم.. نعم، كانت ذكرى جيدة بالنسبة لي، فأول مشاركة لي بألوان المنتخب الوطني، تمكنت خلالها من تسجيل هدف، كما أنني كنت فأل خير بتسجيل أول فوز ل"الخضر" خارج الديار منذ مدة طويلة.
شاركت في 22 مباراة، وتمكنت من تسجيل 6 أهداف، ألا ترى أن العدد قليل نوعا ما؟
أظن أن كل الأهداف التي سجلتها بألوان المنتخب الوطني كانت أهداف حاسمة جدا، صحيح لم أسجل الكثير من الأهداف، وذلك لأن الأمور تختلف بالنسبة للمنتخب مقارنة مع الأندية.
آخر مباراة لعبتها بألوان المنتخب الوطني كانت أمام الكونغو في26 مارس 2008. صحيح، هذه آخر مواجهة لعبتها تحت ألوان المنتخب الوطني، ولعبت المواجهة ساعتها بملعب 5 جويلية الأولمبي.
وبعدها لماذا تم إبعادك من "الخضر"؟
تلقيت إصابة خطيرة أبعدتني عن الملاعب لقرابة ستة أشهر، هذه الإصابة جاءت في وقت جد حساس واضعة الحد لمشواري مع "الخضر". ولكنك عدت في وقت سابق إلى المنافسة ولم يتم استدعاؤك للتشكيلة الوطنية، ما تعليقك؟ لم يتم استدعائي للمنتخب الوطني لأنني لم أكن ألعب بانتظام في الفرق التي كنت أنشط فيها، فسعدان كان صريحا إلى أبعد الحدود، وأكد لنا بأن اللاعب الذي لا يلعب بانتظام لن يشارك مع الفريق الوطني.
وأنت تقبلت القرار بصدر رحب؟
بكل تأكيد، أنا لاعب محترف وأعلم جيدا أن أي لاعب يكون مطالبا بالمشاركة مع فريقه بانتظام إذا أراد المشاركة مع منتخب بلاده.
هل تحدث معك على انفراد باعتبارك كنت أحد أعمدة المنتخب؟
سعدان كان صريحا وتحدث معي بكل شفافية، لقد قال لي "أنت لست مبعدا من المنتخب ولكن لكي تشارك يجب أن تلعب بشكل متواصل ومنتظم"، تفهمت الأمر وقبلت هذا المبدأ. يعني أنك لا تملك أي شيء ضد سعدان بعد أن أبعدك من المنتخب؟ لا.. لا، أحترم سعدان بشكل كبير، ولا أملك أي شيء ضده، لقد كان صريحا معي إلى أبعد الحدود، وقراره ذلك كان ضد كل اللاعبين وليس بوتابوت فقط، ولهذا السبب تقبلته.
البعض يرى أن سعدان ليس أهلا للمنتخب، ما تعليقك؟
أنا أحترم آراء الناس، ولكن صراحة وبعد عملي مع هذا المدرب، أعتقد أنه يملك كل المؤهلات لتدريب المنتخب الجزائري، الشيء المميز بالنسبة له هو طريقته في التعامل مع اللاعبين، فهذا هو الشيء الأهم بالنسبة لمدرب وطني.
لذا فأنت لا ترى أهمية في تدعيم المنتخب؟
لماذا تدعيم المنتخب الجزائري؟
الفريق الوطني في حاجة إلى عمل نفسي أكثر منه فني، وهذا لا يعني أن سعدان لا يملك الكفاءة الفنية، بل بالعكس، يملك كل المؤهلات الفنية لقيادة "الخضر" بشكل أفضل.
كانت لك تجربة مع سعدان في كان 2004 بتونس.
نعم لقد عملت مع سعدان في هذه الدورة، والتي تعتبر الأفصل في مشواري الكروي، فلا يمكنني أن أنسى تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها مع أنصارنا في تونس، كان أمرا رائعا حقا.
تحتفظ بذكريات جيدة في تلك الدورة، فما هي الأشياء الإيجابية بالنسبة لك؟
بالنسبة لي، تلك الدورة هي التي عرفت بداية نشأة المنتخب الوطني، صحيح أن "الخضر" لم يحققوا التأهل في دورتين متتاليتين، إلا أن ثوابت "الخضر" بقيت لحد الآن، بالنسبة لي دورة 2004 كانت إيجابية، لأن المنتخب الجزائري كان مميزا للغاية، واختفت المشاكل التي كانت في السابق بين المحترفين والمحليين.
كيف ذلك؟
لا أخفي عليك أن "الخضر" كانوا يعانون كثيرا في وقت سابق من المشاكل فيما بين اللاعبين، ولا يجب أن نخفي على الجميع أن التيار لم يكن يمر بين المحترفين والمحليين، ولكن في هذه الدورة وقفنا على تدعيم نوعي للاعبين المحترفين، وكنا صراحة عائلة واحدة، وتلك المشاكل التي كنا نسمع عليها بين "ليزيميغري" و"اولاد لبلاد" تلاشت بشكل كبير.
باستثناء حادثة واضح، أليس كذلك؟
حادثة واضح لا علاقة لها بالأمر، فواضح كان يريد اللعب كأساسي ولهذا تفجرت قضيته، وباستثناء هذا لا أظن أن هناك علاقة بالقضية.
لماذا لم نتمكن من تخطي عقبة المنتخب المغربي؟
كنا فائزين في النتيجة، وكان بإمكاننا إنهاء المباراة بالتأهل، ولكن هذه هي كرة القدم، المنتخب المغربي عرف كيف يباغتنا، وتمكن من تحقيق الفوز، لذا فبالنسبة لي التأهل الذي حققه المنتخب المغربي كان تأهلا رياضيا.
لا يوجد مقارنة بين تأهل المنتخب المغربي ومنتخب مصر في "الكان" الماضي؟
لا يمكن المقارنة، الكل في العالم شاهد كيفية تأهل المنتخب المصري أمام المنتخب الجزائري، قرارات الحكم كانت هي الحاسمة، أما في مقابلة المنتخب المغربي فإن الأمور كانت مختلفة والمنتخب المغربي فاز علينا فوق الملعب.
عندما ترى "الخضر" يحققون هذه النتائج ألا تتمنى لو أنك موجود بينهم؟
بكل تأكيد، فعندما ترى المنتخب الجزائري يحقق مثل هذه النتائج الباهرة، فإنك تتمنى لو أنك موجود في المجموعة، ولكن هذه هي كرة القدم، وأنا سعيد للنتائج التي تحقق في المنتخب الوطني.
هل ما زلت تسعى للعودة لصفوف المنتخب الوطني من جديد؟
صحيح أن لاعب كرة القدم لا يجب أن يقطع الأمل، وأنا أتمنى أن أعود إلى صفوف "الخضر"، ولكن يبقى الأمر صعبا بالنسبة لي، أنا حاليا بدون فريق ولن أعود إلى المنافسة حتى الموسم القادم، لذا فإن أمر عودتي ل"الخضر" يبقى أمرا بعيدا نوعا ما.
لو تنفجر الموسم القادم، قد تجلب إهتمام المدرب الوطني؟
أنظر أكرور مثلا، هو هداف في فريقه غرونوبل، ولا يملك الفرصة للعب في صفوف المنتخب الوطني، حاليا هناك عملية تجديد وتشبيب، ولا يمكن ربما إعادة اللاعبين السابقين.
هل أنت في إتصال مع لاعبي "الخضر"؟
بكل تأكيد، أنا على اتصال مستمر مع لاعبي المنتخب الجزائري، وأهتف لهم ويهتفون لي، منذ حوالي ثلاثة أيام فقط تحدثت مع بوڤرة، وتحدثنا على المنتخب وعلى مسيرته مع غلاسكو.
بوڤرة قد ينضم إلى برشلونة الموسم القادم..
مجيد لاعب ممتاز، ويستحق الفرصة للعب في أكبر الأندية العالمية، يملك كل مواصفات لاعب كرة القدم الحديثة، ولما لا يلعب في برشلونة الموسم القادم، أنا أتذكره عندما جاء المرة الأولى للخضر، كان لاعبا شابا ذا طموحات كبيرة.
ما رأيك في الهجوم الجزائري في "الكان" الماضي؟
الهجوم لم يكن قويا بالشكل المطلوب، ولكن الشيء المهم في هذه الدورة أن "الخضر" تمكنوا من تحقيق أشياء مهمة، والتأهل إلى الدور نصف النهائي الذي لم يكن أمرا هينا كذلك.
غزال نال قسطا كبيرا من الإنتقادات لعدم تمكّنه من تسجيل أي هدف.. لا يمكن إلقاء اللوم على غزال لوحده، تسجيل الأهداف هو عمل فريق ككل، ضف إلى ذلك أن البطولات المصغرة تبقى صعبة بشكل كبير بالنسبة للمهاجمين، فأفضل المهاجمين في العالم كانوا يخفقون في تسجيل الأهداف، ولكن الشيء الأهم هو أن "الخضر" يملكون دفاعا قويا.
صحيح أننا نملك دفاعا قويا، إلا أن المشكل يبقى في الجهة اليمنى منه.. بالمناسة أرى أن المدافع مفتاح يعتبر اللاعب الأفضل في الجهة اليمنى من الدفاع، هذا اللاعب يملك إمكانيات كبيرة جدا، وبغمكانه أن يقدم الإضافات اللازمة. ولكن سعدان أبعده.. أنا لا أعرف سبب ذلك، ولكن بالنسبة لي فإن مفتاح لاعب موهوب، ويملك إمكانيات عالية، وبإمكانه تغطية الجهة اليمنى في الدفاع.
أنت لعبت في بلجيكا، هل ترى أن شاقوري مدافع شارلروا بإمكانه تقديم الإضافة ل "الخضر"؟
صراحة لا أعتقد ذلك، فحسب رأيي فإن اللاعب شاقوري يبقى لاعبا عادي جدا، ومفتاح له إمكانيات بدنية وفنية أفضل بكثير من هذا اللاعب، يجب منحه الفرصة حتى يقدم الإضافة اللازمة ل"الخضر".
البعض يرى من جهة أن شاقوري لاعب محترف.. لا يجب التفكير بهذه الطريقة، يجب وضع الثقة كاملة في اللاعب المحلي، ولا يجب التفكير سوى في اللاعبين المحترفين، في الجزائر هناك لاعبين في المستوى المطلوب على شاكلة مفتاح، فهو لاعب يملك إمكانات فنية وبدينة كبيرة، ويجب الاستثمار في ذلك.
إذن لست من أصحاب رأي اللاعب المحترف وفقط؟
لا أبدا، يجب منح الفرصة أيضا للاعب المحلي، فالمنتخب الوطني هو منتخب كل الجزائريين.
هل علاقتك بالاتحادية على ما يرام؟
على أفضل ما يرام، هم يتصلون بي في كل مرة، خاصة إذا أرادوا الحصول على معلومات عن بعض اللاعبين المحترفين، وأنا أقدم لهم كل العون.
وروراوة؟
روراوة إنسان محترم للغاية، أنا في إتصال دائم معه، آخر اتصال لي معه كان منذ أسبوع فقط، تحدثنا عن بعض الأمور المتعلقة بكرة القدم، وعن المنتخب، هو يقوم بعمل كبير ويجب علينا مساعدته كلاعبين سابقين.
آخر سؤال منصور، صراحة كيف ترى حظوظ "الخضر" في المونديال؟
الشيء الأهم الذي حققه "الخضر" هو التأهل إلى نهائيات كأس العالم، يجب عدم الضغط على اللاعبين، ولا حتى المطالبة بأي شيء، هم يملكون إمكانيات كبيرة، ونطالبهم بلعب الكرة وفقط، وساعتها يمكن إنتظار أشياء كبيرة لهذه التشكيلة.