محتالون يستهدفون المسنين لسلب أموالهم    مستحضرات التجميل تهدد سلامة الغدة الدرقية    الشروع في إنجاز سكنات "عدل 3" قريبا    الرئيس تبون جعل السكن حقّا لكل مواطن    مجلس الأمن: مجموعة "أ3+" تؤكد على ضرورة احترام سيادة سوريا وتدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار    الرابطة الأولى موبيليس - تسوية الرزنامة: شبيبة القبائل ينفرد مؤقتا بالصدارة وشباب بلوزداد يواصل سلسلة النتائج الايجابية    الوضع العالمي مؤسف.. والجزائر لا تريد زعامة ولا نفوذا في إفريقيا    تتويج مشروع إقامة 169 سكن ترقوي بتيبازة    افتتاح الملتقى الكشفي العربي السادس للأشبال بالجزائر العاصمة    عناية رئاسية لجعل المدرسة منهلا للعلوم والفكر المتوازن    شياخة: هذا ما قاله لي بيتكوفيتش واللعب مع محرز حلم تحقق    "الكاف" تواصل حقدها على كل ما هو جزائريٌّ    صيود يسجل رقما وطنيا جديدا في حوض 25 متر    رفع مذكرات إلى رئيس الجمهورية حول قضايا وطنية هامة    حملة "تخوين" شرسة ضد الحقوقي المغربي عزيز غالي    "حماس" تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار    "الوزيعة"عادة متجذّرة بين سكان قرى سكيكدة    لقاء السنطور الفارسي بالكمان القسنطيني.. سحر الموسيقى يجمع الثقافات    تأسيس اتحاد الكاتبات الإفريقيات    حكايات عن الأمير عبد القادر ولوحاتٌ بألوان الحياة    5 مصابين في حادث مرور    دبلوماسي صحراوي: "دمقرطة المغرب" أصبحت مرتبطة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية    نجاح الانتخابات البلدية في ليبيا خطوة نحو استقرارها    الإطاحة بعصابة تروِّج المهلوسات والكوكايين    اليوم العالمي للغة العربية: افتتاح المعرض الوطني للخط العربي بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالعاصمة    الجزائر تتسلم رئاسة الدورة الجديدة لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب    سوناطراك: استلام مركب استخراج غاز البترول المسال بغرد الباقل خلال السداسي الأول من 2025    "اللغة العربية والتنمية" محور ملتقى دولي بالجزائر العاصمة    المالوف.. جسر نحو العالمية    مشروع جزائري يظفر بجائزة مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب لسنة 2024    المحكمة الدستورية تكرم الفائزين في المسابقة الوطنية لأحسن الأعمال المدرسية حول الدستور والمواطنة    هيئة وسيط الجمهورية ستباشر مطلع سنة 2025 عملية استطلاع آراء المواطنين لتقييم خدماتها    ربيقة يواصل سلسة اللقاءات الدورية مع الأسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني    ترشيح الجزائر للسفيرة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يهدف لخدمة الاتحاد بكل جد وإخلاص    آفاق واعدة لتطوير العاصمة    مولوجي: علينا العمل سويا لحماية أطفالنا    95 بالمائة من المغاربة ضد التطبيع    إلغاء عدّة رحلات مِن وإلى فرنسا    عطّاف يلتقي نظيره الإثيوبي    مولى: الرئيس كان صارماً    برنامج الأغذية العالمي يعلن أن مليوني شخص في غزة يعانون من جوع حاد    الاتحاد يسحق ميموزا    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    انطلاق فعاليات "المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية" : وزير الثقافة يدعو إلى ضرورة التمسك بالثقافة والهوية والترويج لهما    تصفيات مونديال 2026 : بيتكوفيتش يشرع في التحضير لتربص مارس    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    وفاة الفنان التشكيلي رزقي زرارتي    سوريا بين الاعتداءات الإسرائيلية والابتزاز الأمريكي    جزائريان بين أفضل الهدافين    خطيب المسجد الحرام: احذروا الاغترار بكرم الله وإمهاله    المولودية تنهزم    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    التوقيع على اتفاقيات مع مؤسّسات للتعليم العالي والبحث العلمي    باتنة : تنظيم يوم تحسيسي حول الداء المزمن    الصلاة تقي من المحرّمات وتحفظ الدماء والأعراض    كيف نحبب الصلاة إلى أبنائنا؟    أمنا عائشة رضي الله عنها..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميكائيل فابر ... الحارس الذي يعشق الجزائر ويتمنى اللعب ل “الخضر”
نشر في الهداف يوم 17 - 03 - 2010

لم يتردد الجزائري ميكائيل فابر، حارس مرمى نادي كليرمون فيرون الفرنسي من الدرجة الثانية، لحظة واحدة في استقبالنا عنده وهو الذي بات محل اهتمام وسائل الإعلام الجزائرية وكذا الأوروبية،
ليعبٍّر لنا عن افتخاره الشديد بتقمص ألوان المنتخب الجزائري واستعداده لتلبية دعوة الناخب الوطني رابح سعدان من أجل الالتحاق بكتيبته في أسرع وقت. فابر لمن لا يعرفه هو ذلك الشخص الطيب وتتمكن من اكتشاف ذلك في لحظة وجيزة رغم صغر سنه فهو يبلغ من العمر 25 سنة فقط لكنه تمكن من لفت الانتباه في محيط ناديه بتألقه في حراسة مرماه أو حتى في محيط النادي، وأكثر من ذلك فإن ميكائيل فابر حتى وإن لم يعرفنا بالهيئة مادام الاتصال معه كان في بادئ الأمر هاتفيا إلا أنه خصّنا باستقبال حار رفقة عائلته الصغيرة وهو ما يجعلك تحسن في لحظة من اللحظات بأن معرفتك به قديمة، وكم كانت دهشتنا شديدة مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية للحارس مع ناديه وهو برفقة صديقته بالطريقة التي استقبل بها مبعوث “الهداف” وظهر جليا أن تلك طريقة تعامل فابر مع الجميع مما يوضح لك الأخلاق العالية التي يتمتع بها وهو الذي يرشحه الجميع ليكون حارس عرين “الخضر” في المستقبل القريب.
التحدّي سمته وبطل العالم مع يبدة ومغني
بلقاسم فابر هو كذلك ذلك الرجل الأنيق بهيئته وكذلك طريقة تصرفه إذ يبلغ طوله 1.85 م ويزن 75 كلغ وهي مميزات مهمة لدى حارس المرمى وقد وقفنا ونحن نراقب تمارينه مع ناديه على تلك القدرة على تحمل الحركات التدريبية التي يقوم بها، لكن رغم ذلك اتضح أنه من ذلك النوع الذي يحب التحدي ولا يعترف بالمستحيل كيف لا وهو بطل العالم مع منتخب فرنسا لأقل من 17سنة مع لاعبي “الخضر” مغني ويبدة.
الإحتراف في بولونيا يهز فرنسا
وكانت بداية مايكل فابر مع حراسة المرمى عند التحاقه بمركز تكوين “لاجونيلار” أشهر مراكز التكوين في نانت الفرنسية وهو الذي ينحدر من منطقة “برينيول”، وفي خطوة هزت كامل فرنسا التحق ميكائيل فابر بصفوف نادي بولونيا الإيطالي من الدرجة الأولى وهو في سن 16 فقط بقرار أثار ردود فعل قوية في فرنسا بالنظر لصغر سنه، لكن المعني ما يزال يؤكد أنها تجربة ناجحة لم يندم عليها لحد الآن.
إفتخار شديد بالإنتماء إلى الجزائر
هذه التجربة مع نادي بولونيا ومرورا بنادي فيورونتينا الإيطالي سمحت ل فابر باكتساب تجربة في الجانب النفسي أكثر من الجانب العملي ليحط الرحال بنادي كليرمون فيرون الفرنسي الذي يحرس مرماه منذ ثلاثة مواسم كأساسي بدون منازع. وعبّر فابر عن سعادته وافتخاره بانتمائه للجزائر وأكد أنه ما يزال ينتظر بفارغ الصبر دعوة من المدرب رابح سعدان للعب مع “الخضر”. وربما ونحن نتحدث عن ميكائيل فابر تسود الدهشة العديد من عشاق المنتخب الوطني حول اسمه ميكائيل لكن هذا لا يشكل حكما عليه إطلاقا إذ أننا اكتشفنا شخصا لا يوجد فرق بينه وبين آخر قد يكون اسمه مالك أو رشيد لأن فابر متشبع بالثقافتين الجزائرية والفرنسية في آن واحد على غرار العديد من الجزائريين المغتربين، وأكثر من ذلك فإنه يحمل اسما ثالثا هو جمال مدوّن في بطاقة هويته الفرنسية مؤكدا اعتزازه الشديد بأنه جزائري ولن يتنكر إطلاقا لأصوله.
حلم باللعب ل “الخضر” وزيارة الجزائر
وحتى إن كان فابر لم يزر الجزائر إلى حد الآن إلا أنه كشف لنا عن حلمه الكبير بزيارة بالمناسبة عندما تصله دعوة مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان وهو ما سيسمح له بزيارة عائلته في وهران، مؤكدا أنه يحلم بهذه الدعوة وبأن يكون ضمن تشكيلة الجزائر في المستقبل القريب، وهي دعوة إذا وصلته لن تجعل سعدان يندم عليها بالنظر لما يملكه فابر من إمكانات.
برنامج عمل مسطّر لأسبوع كامل
كما يظهر لك وانت تتابع يوميات فابر في التدريبات ذلك البرنامج الذي يسير وفقه طيلة الأسبوع تحت قيادة مدرب الحراس إيريك جيلارد، ففي يوم الاثنين يخضع فابر لحصص خاصة بعمل الأيدي في حين يخصص الثلاثاء للجانب التكتيكي وفي اليوم الموالي الكرات العالية وكذا الأرضية مع معينة لأشرطة الفيديو للقاء السابق، في حين يجري يوم الخميس تمرينات خاصة بالسرعة أما الجمعة فيمثل يوم اللقاء على أن يجري حصة استرجاع رفقة زملائه يوم السبت ثم يكون يوم الأحد مخصصا للراحة، وهو برنامج منظم وعلى أعلى مستوى اعتاد عليه فابر.
------------------------------------------------
فابر: “من أجل الجزائر سأضحّي بكل شيء”
كان ميكائيل فابر مستعدا للإجابة على أسئلتنا دون تردد، حيث كنا مندهشين من صراحته ورغبته الشديدة للاستفادة من خبرته التي يريد أن يوظفها رفقة “الخضر”. كما لم يخف عنا أن الشك انتابه خلال مسيرته، والتي ستطلّعون عليها خلال هذا الحوار الشيق..
.شكرا لك على هذه الدعوة، كيف تتعامل مع وسائل الإعلام التي أولت اهتمامها لك مؤخرا بعد الإعلان عن اختيارك لتقمص الألوان الوطنية؟
جيد جيدا، على حسن اهتمامهم بي رغم أنه لم يصلني أي اتصال يدل على أنني سأنضم رسميا إلى صفوف المنتخب الوطني الجزائري، حيث أنني أتشرف بقدوم المدرب الوطني للحراس حسان بلحاجي الذي أعرب عن اهتمامه الشديد بخدماتي.
هل تحدثت مع مدرب الحراس بلحاجي في هذا الشأن؟
أكيد أنني التقيت بلحاجي مباشرة بعد نهاية المباراة المثيرة التي جمعت فريقي بنادي “بريست” الجمعة الماضي والتي انهزمنا فيها بنتيجة هدفين مقابل هدف.
إلى ماذا تطرقتم بالضبط خلال تبادلكما أطراف الحديث؟
لقد، أكد لي المدرب بلحاجي أنه باستطاعتي أن أمنح إضافات عديدة ل “الخضر”، لكنه طلب مني مواصلة بذل المجهودات. في الحقيقة كلامه حفزني أكثر لأضاعف عملي.
هذا يعني أن المفاوضات في الطريق الصحيح؟
إن شاء الله، المنتخب الوطني لا يرفض حيث يشرفني الدفاع عن ألوان الجزائر رغم أن العديد سيتفاجأ بوجود لاعب اسمه مايكل فابر ضمن قائمة “الخضر”.
هل لك أن توضح لنا أكثر؟
أنا متيقن أن القليل من الناس يشككون في أصولي الجزائرية، خاصة وأنا أحمل هذا الاسم رغم أنني جزائري قلبا وقالبا لأن أبي جزائري وأنا فخور بذلك. أنا أحمل لقب أمي وذلك بسبب الصعوبات التي واجهها والدي، لهذا السبب كان يجب تفادي تعقيد الأمور أكثر فأكثر، واتفقا والديّ على أن أحمل لقب أمي.
ألم تعطك كل هذه الأمور الثقة حتى ترتبط بالجزائر؟
أنا أعلم ذلك، لكن أعتقد أن الجمهور الجزائري له الحق في معرفة كل هذه الحقائق ولكن ما أريد قوله هو أن هذا الأمر يخص حياتي وأنا فخور بالانتماء إلى الجزائر وأؤكدها دائما.
الطاقم الفني يبحث عن حارس من العيار الثقيل، هل مايكل سيكون في مستوى الثقة لو توضع فيه؟
أنا على أتم الاستعداد لمنح الإضافة اللازمة لبلدي كما أفعل دائما مع فريقي. فأنا مرتبط بالجزائر وشرف عظيم أن أحمل الألوان الوطنية ومن غير المعقول ألا أكون في مستوى الثقة.
هل كنت مستعدا من الناحية المعنوية للرد على دعوة المنتخب الوطني عندما كنت تبلغ من العمر 25 سنة؟
بالتأكيد، هذا بفضل الخبرة التي اكتسبتها أثناء التكوين وكذلك عند تواجدي في إيطاليا.
حتى العائلة لعبت دورا فعّالا في نجاحك؟
طبعا، أستطيع القول إنها لعبت الدور الفعّال في نجاحي، كما كنت محظوظا أنني ترعرعت في عائلة موحدة رغم الصعوبات التي واجهتنا. والداي أعطياني كل ما يملكان حتى أنجح أنا وأخي، حيث لم يكن من السهل أن نغادر العائلة للالتحاق بالمركز التكويني ل”أف. سي. نانت” ونحن في سن مبكر (12 سنة) رغم أنهما لم يتقبّلا هذه الفكرة في البداية.
في وقت سابق كان لديك الإختيار بين “نانت” و”سانت إيتيان”.
حقيقة مسيري “سانت إيتيان” كانوا من الأوائل الذين تحدثوا معي عندما كنت ألعب ل”أف. سي. هيرس” وهو ناد صغير، وبعدها تبيّن أن مبعوثين من فريق “نانت” أبدوا اهتمامهم بخدماتي. وفي الأخير فضّلت “الكناري” لأنها البلدة التي لا تقع بعيدا عن منزلي.
لكن، ألا يمكن القول إنك تريد أن تكون بعيدا عن محيطك العائلي؟
نوعا ما، هدفي الوحيد كان التركيز على كرة القدم. كنت أود فقط أن أرد الجميل إلى والديّ، وكان إلتزاما عليّ أن أنجح حتى أرضيهما بعد التضحيات التي قدماها من أجلي، هل تعلمون أنني لن أنسى أبدا التنقلات الصعبة التي كنت أقوم بها أنا وأبي ليأخذني للتدرب في فريق “هيرس”، أما أمي وأخي فقد بقيا عاملان في المطعم وبعدها تحوّلا إلى التجارة من أجل توفير لقمة العيش.
يعني أنك عندما كنت تلعب في “نانت” لم تتأثر كثيرا من مشكل بعد المسافة؟
يمكن قول ذلك، لكن كنت مستعدا لتحمّل ذلك خاصة أنني كنت ألتقي عائلتي كل شهرين فقط، فأنا مقتنع أنني إنسان ذو شخصية قوية مثل طبيعة كل جزائري، كان من واجبي أن أتحلى بالصبر وأبرهن عن قدراتي.
هذا ما حدث لما قررت الذهاب إلى إيطاليا، أليس كذلك؟
من جهة أقول نعم، وبعد نهاية تكويني في نانت الفرنسي انتظرت أن يتم التقدم بعرض من المسيرين من أجل إمضاء أول عقد احترافي وانتظرت طويلا بالرغم من أن نادي بولون كان يلح على خدماتي منذ مدة طويلة، وبما أن مسيري نانت لم يرغبوا في توضيح موقفهم من بقائي معهم من عدمه فقد قرّرت تغيير الأجواء نحو إيطاليا وبالضبط إلى نادي بولون.
هناك وجدت لاعبا جزائريا آخر هو مراد مغني.
هذا صحيح وكنا سويا في بولون ومراد أصبح مع مرور الأيام أحد أعز أصدقائي خاصة أننا كنا نتعارف منذ أن كنا في الفئات الصغرى للمنتخب الفرنسي.
هل يمكن القول إنك أحسنت الإختيار بانتقالك إلى بولون؟
أتذكر أن الأنصار ووسائل الإعلام أولوا لي اهتمام خاصا واسمي أصبح مرددا في الصفحات الأولى من الجرائد، كما أني وجدت خزانة خاصة بي في غرف حفظ الملابس وفيها كل المستلزمات الخاصة لما بعد التدريبات من “شامبو” وملطّف للجسم وكان الأمر فخرا لي خاصة أني لم أكن قد تجاوزت 16 سنة من عمري.
ألا تظن أن هذا الأمر كان عظيما بالنسبة لحارس ثالث فقط في ظل وجود حارس اسمه باڤليوكا؟
لم أندم على خياري وفي هذا السن الذي أنا فيه أقول إن مروري على بولون كان من بين أحسن المراحل خاصة أني كنت شابا واكتشفت عن قرب عالم الاحتراف وخاصة الكرة الإيطالية التي سمعت الكثير عن صرامتها وانضباطها وتنظيمها، وهو عالم يتمنى كل لاعب اكتشافه.
وهذا الأمر فتح لك أبواب المنتخب الفرنسي لأقل من 17 سنة، أليس كذلك؟
هذا صحيح، لكن لا تنسوا أني لعبت أيضا في منتخب 15 سنة ومروري على بولون أكسبني خبرة أكبر وهو الأمر الذي جعلنا نواب أبطال أوروبا لأقل من 16 سنة.
فزت رفقة مغني بلقب إيطاليا لأقل من 16 سنة مع بولون وهي منافسة تمتاز بتغطية هامة، أليس كذلك؟
أكيد، فزنا بلقب “أليفي” الذي يمثل فئة أقل من 16 سنة وهو الأمر الذي لم يحصل في النادي لمدة 20 سنة، وفزنا على جوفنتوس في ربع النهائي وميلان في نصف النهائي وتفوقنا على روما في النهائي بركلات الترجيح التي تصديت منها لثلاث ركلات.
في هذه الفترة هل كنت من بين اللاعبين الذين تم الإلحاح عليهم من طرف بولون من أجل البقاء؟
للأسف الشديد لا، وبالرغم من اللقب العالمي مع فرنسا لأقل من 17 سنة الذي أحرزناه في ترينيداد وتوباڤو مع مراد مغني وحسان يبدة لم أستطع أن أواصل في بولون بطريقة منتظمة.
ماذا حدث بالضبط؟
في سن 18 سنة وفي الوقت الذي كنت أستعد لأكون الحارس الثاني قرر المكتب المسير بقيادة أورست سانكيني أن يستنجد بلاعبين جدد وبالرغم من أني بدأت الموسم معهم إلا أنني فسخت العقد بعد أن تأكدت من وجود فرصة التألق مع وست هام الإنجليزي الذي طلب خدماتي.
أمضيت في الأخير في إنجلترا؟
— للأسف الشديد لا، وهذا بالرغم من إلحاح النادي الإنجليزي لكن الأمور لم تسر كما أتمناها.
ماذا قررت إذن؟
لم يكن لدي خيار سوى العودة إلى مقر سكناي في بريڤنول وكنت أتدرب على انفراد وأساعد والداي في مطعمهما لأشغل نفسي بعد أن عدت من إيطاليا.
حياة اللاعبين المحترفين الشباب ليست سهلة، أليس كذلك؟
هذا لا نقاش فيه، وأعتقد أن فترة عودتي من إيطاليا كانت الأصعب في مسيرتي وفي تلك الأثناء أدركت ما معنى محيط العائلة لأن أقربائي وأفراد عائلتي عرفوا متى يكونون أمامي ويساهمون في رفع معنوياتي.
وهل أجريت تجارب في تلك الفترة؟
نعم في مرسيليا وكنت أتوقع أن أمضي في هذا النادي لكن تم الاتفاق مع حارس آخر غيري.
هل هذا يعني أن البعض في فرنسا أراد أن يجعلك تدفع ثمن مغادرتك نحو إيطاليا وأنت شاب؟
أكيد، بالرغم من أني لم أعان من أية مشاكل شخصية مع أي شخص.
بعد 4 أشهر فقط من بقائك بطالا وجدت مخرجا لوضعيتك، أليس كذلك؟
— نعم، فقد اتصل بي مسؤولو فيورونتينا في جانفي 2003 واقترحوا عليّ عقدا مدته 6 أشهر كحارس ثالث وهو ما قبلته وأصبحت ألعب مع الفريق الثاني، لكن الأمور لم تسر بشكل جيد وبالرغم من المجهودات المضنية التي كنت أبذلها إلا أنه كانت هناك بعض الأمور التي لم أكن متفقا عليها مع المسيرين.
ذلك لم يمنع مدرب منتخب أقل من 19 سنة روني جيرارد من الإتصال بك تحسبا لنهائيات كأس أروبا؟
تم استدعائي كحارس ثان، لكننا أقصينا في الدور الأول، هذه المنافسة خدمتني من الناحية المعنوية.
وساعدتك على أن تلفت نظر العديد من الأندية؟
موناكو ومدربه ديدي ديشون الذي تمنى أن أمضى كحارس ثالث، لكن مرة أخرى لم أمض في اللحظة الأخيرة وكانت تلك خيبة أمل جديدة أثرت في كثيرا.
في نهاية المطاف أمضيت لنادي سودان؟
نعم فريق سودان كان يريد خليفة للحارس الأول باتريك، وقبلت بالعرض. خلال ثلاثة مواسم لعبت ست مباريات في الدرجة الثانية وأمضيت تقريبا كل تلك الفترة مع الفريق الاحتياطي الذي كان ينشط في الدرجة الرابعة.
ولكنك استدعيت ضمن الفريق الأول في إطار المباراة النهائية لكأس فرنسا سنة 2005؟
لقد كانت تجربة مفيدة بالرغم من أن ما تبعها كان سيئا.
هل من توضيح؟
في الموسم التالي لقد صعدنا إلى الدرجة الأولى، لكن المسيرين قرروا عدم الاحتفاظ بي، ظنا منهم أنني لا أملك القدرات التي تسمح لي بالتنافس مع فريق ينشط في الدرجة الأولى، وبالرغم من ذلك بدأت الموسم في الفريق الأول الذي غادرته في سبتمبر.
في ذلك الوقت بالذات نادي كليرمون فوت استقدمك؟
مسيرو هذا النادي كان يبحثون عن بديل للحارس الأساسي أنجولراس الذي تعرض لاصابة، أتذكر جيدا، أنه ليلة التحاقي بالفريق كان انهزم في عقر دياره بنتيجة (5/2) أمام نادي بولون، لقد طرحت العديد من الأسئلة، لكن في النهاية قمت بالاختيار الصائب.
وظهرت كما يجب خلال الموسم الأول؟
الاستحقاق كان للفريق كله لكنني أظهرت للجميع أنني أستحق المكانة الأساسية.
ثمانية أشهر فقط بعد التحاقك، تمكن النادي من الصعود إلى الدرجة الثانية؟
لقد كافحنا كثيرا من أجل الصعود، وكنا نستحق ذلك.
كان ذلك ردا عنيفا على منتقديكم؟
بطريقة غير مباشرة، نعم، الأولوية الوحيدة هي الفوز الجماعي قبل مصلحتي الخاصة، بدليل أننا خسرنا لقاء واحدا من أصل 28 مباراة، ويمكن أن نقول إنه إنجاز حتى في أعين منتقدينا.
في 2008 ضيعتم الصعود إلى القسم الأول في آخر لحظة؟
كان لدينا كل الإمكانات من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن الهزيمة أمام نيور، كلفتنا غاليا، في تلك الفترة كنا مع كوكبة المقدمة، لكن بعد هزيمتنا بهدف مقابل صفر، لم نستطع العودة إلى تحقيق نتائج إيجابية وفي الأخير أنهينا الموسم في المركز الخامس.
لنعد إلى تجربتك مع سودان، فقد عرفت المنتخب الجزائري مع سودان (سودان يلقب بنادي الخنازير) أليس كذلك؟
نعم، وأنت تقصد هنا اللاعبين نذير بلحاج ومنصور بوتابوت زميلاي في تلك الفترة.
هذا ما أقصده فعلا والأكيد أنهما منحاك صورة عن الأجواء التي كانت سائدة في المنتخب آنذاك؟
نعم هذا أكيد فقد كانا كلما يعودان من تربص المنتخب الوطني أو لقاءات رسمية أو ودية، أتلذذ بالاستماع إلى طرائفهما وخاصة بعد الصورة التي منحاها لي عن الأنصار الجزائريين أو عن أدغال إفريقيا.
هل هذا ما أعطاك الرغبة في الالتحاق ب “الخضر”؟
بطبيعة الحال، لكن في تلك الفترة لم يمكن بإمكاني القدوم إلى الجزائر وأنا كنت حارسا احتياطيا في نادي سودان، كنت دائما أرغب في أن أكون في موقع قوة عندما أنضم إلى “الخضر”، لأني كنت أريد أن أبقى محترما وصادقا مع نفسي.
أنت تحلم اليوم أن تكون في المنتخب الوطني، أليس كذلك؟
اسمعني جيدا، أنا أحب وطني ومولع جدا بمنتخبنا، أنتم قلتم مسبقا أن الألوان الوطنية لا يمكن رفضها، وسأكون فخورا بحملها يوما ومن أجل الجزائر مستعد للذهاب حتى إلى النار.
شكر لك ميكايل على استقبالك...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.