في حوار شيق كالعادة، يؤكد المدرب السابق لمولودية الجزائر والمنتخب الغيني، الفرنسي روبار نوزاري، أن "الخضر" أحسن من المغرب على الورق حاليا، لكن الوقت ليس مناسبا للحكم على المنتخب المغربي الذي يمكن أن يستعيد عافيته قبل التصفيات التي يفصلنا عنها ستة أشهر كاملة، معرجا عن حظوظ المنتخب الجزائري في المونديال التي اعتبرها ضئيلة جدا للمرور للدور الثاني أمام إنجلترا وأمريكا، خاتما حديثه بضرورة الإبقاء على سعدان مدربا بعد المونديال، لمواصلة عمله الذي بدأه إن أرادت الجزائر المحافظة على نفس الريتم والديناميكية... أهلا سيد نوزاري معك جريدة "الشباك" الجزائرية؟ أهلا وسهلا بكم... أولا ما أخبارك؟ أنا في راحة حاليا لا أدرب أي نادٍ ولا أي منتخب، حيث فضّلت أن آخذ قسطا من الراحة قبل أن أعود إلى العمل مجددا، فكما تعلمون مهنة التدريب شاقة للغاية وتتطلب الراحة في بعض الأحيان كي نعود بكل قوة وليكون عملنا بإخلاص. وهل يمكن أن نراك على رأس إحدى المنتخبات الإفريقية مستقبلا؟ هذا جد وارد، حيث تلقيت العديد من الاتصالات من بعض الفيدراليات للإشراف على منتخبها، لكن لحد الآن أنا بصدد الدراسة بالتشاور مع مناجيري الخاص، قبل أن أخذي لأي قرار رسمي، وأفضل التريث والتفكير جيدا قبل الإقدام على أي عخطوة، لأنني لا أريد أن أدرب أي منتخب كان، بل أطمح لتدريب منتخب طموح يلبي لي شروطي وأنا من جهتي أحاول الرفع من مستواه والذهاب معه بعيدا. هل يمكن أن نتعرف عن أسماء هذه المنتخبات؟ لا، أفضل أن يبقى الأمر سري لأدرسه جيدا قبل أن أكشف عن المنتخب الذي سأشرف عليه، لأني أريد تدريب منتخب يكون حاضرا في كأس إفريقيا القادمة بالغابون، وأعيد نفس التجربة التي عشتها من قبل مع المنتخب الغيني من خلال تأهلنا للدور الثاني، وأؤكد لكم أني لما أمضي على العقد وتترسم الأمور ستكونون أول من يعلم بالخبر. القرعة أوقعت المنتخبين الجزائري والمغربي في مجموعة واحدة، ما رأيك؟ سيكون لقاءً ممتازا بين فريقين من المغرب العربي، ويعرفان بعضهما البعض جيدا، لهذا من المؤكد أننا سنشهد تنافسا كبيرا بين التشكيلتين طوال التصفيات، وهو الشيء نفسه الذي شهدناه في تصفيات المونديال بين المنتخبين الجزائري والمصري ولغاية الدقيقة الأخيرة، فلما يتعلق الأمر بين بلدين عربيين أو بلدين من المغرب العربي تكون المواجهات بينهما غاية في الإثارة، ونشهد لمقابلات صعبة للغاية، يسودها تشويق مثير قبل التعرف على المنتخب المتأهل في الأخير. ومن ترشح من المنتخبين للتأهل إلى كأس إفريقيا؟ الحديث عن المرشح سابق لأوانه، لأن التصفيات تفصلنا عنها ستة أشهر كاملة، كما أن المنتخب الجزائري بصدد لعب كأس العالم، وأظن أن تفكيره حاليا كله منصب على المونديال وليس على تصفيات "الكان"، وحتى مواجهة الجزائر والمغرب يفصلنا عنها سنة كاملة، لهذا لا يمكنني أن أتحدث عن منتخب مغربي منحل حاليا أو الجزائر التي توجد في أحسن أحوالها. لكن إن سألناك من هو المنتخب الذي ترشحه للتأهل فمن هو حسب رأيك؟ أظن أن الجزائر حاليا أقوى بكثير من المنتخب المغربي، سواء من الناحية الفردية أو الجماعية، لكن كما سبق وأن قلت لك الوقت ليس مناسبا ولا يمكن أن تتحدث عن تصفيات يفصلنا عنها ستة أشهر وعن لقاء لازال موعده بعيدا، لأن المنتخبين الجزائري والمغربي سيعرفان تغييرات كثيرة، سواء من ناحية التركيبة البشرية أو الطاقم الفني، وحتى المستجدات التي قد تحصل من المستحيل التنبؤ بها، لكن على الورق الجزائر أحسن في انتظار ما سيكشفه لنا المستقبل. لنترك كأس إفريقيا ونتحدث عن المونديال، كيف تتوقع مشاركة الجزائر في كأس العالم؟ إذا نظرنا إلى المستوى الذي ظهر به المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا الأخيرة، فلا أظن أنه سيحدث المفاجأة ويتألق في المونديال، فلا يجب نسيان هزيمته أمام مالاوي بثلاثية، وأمام مصر بأربعة أهداف كاملة، كما أن "الخضر" لم يتمكنوا من الفوز على أنغولا، والمنتخب الجزائري أبان عن بعض النقائص في لقاء مالي رغم فوزه بهدف لصفر، ومادام وجد صعوبة كبيرة مع هذه المنتخبات الإفريقية فأتوقع أن يجد صعوبة أكبر في المونديال بالنظر لاختلاف المستوى وصعوبة المهمة أمام منتخبات كبيرة في جنوب إفريقيا. .. لكنه فاز على منتخب الكوت ديفوار؟ الكوت ديفوار بنجومها لم تتمكن من اجتياز الدور الأول في كأس العالم الفارطة، وخرجت بعد هزيمتين متتاليتين، لهذا يجب أن نضع الأمور العاطفية جانبا ونتحدث عن المستوى الحقيقي للعبة في كأس العالم، فمنطقيا الجزائر لن تمر للدور الثاني وليست مرشحة للمرور، إلا إذا أحدثت مفاجأة من العيار الثقيل، لكني لا أتوقع ذلك... لا تتوقع تأهل الجزائر للدور الثاني إذن وتنتظر إقصاءها في الدور الأول؟ أجل.. لا أرى أن المنتخب الجزائري سيتأهل للدور الثاني، وأرى أن حظوظه ضئيلة جدا مع منتخبات إنجلترا، الولاياتالمتحدة وحتى سلوفينيا، فهي منتخبات قوية من الناحية الجماعية وحتى الفردية، ولها إمكانيات تقدر بها على هزم الجزائر التي تبدو الحلقة الأضعف في المجموعة، وهذا يبقى رأيي الذي يحتمل الخطأ والصواب طبعا. إن كنت مكان روراوة فهل ستحتفظ بسعدان بعد المونديال؟ الحقيقة أنا لست مكان روراوة، لكن أجل، أظن أن سعدان أحسن مدرب قادر على قيادة المنتخب الجزائري، ومادام حقق معه نتائج باهرة فأنا أنصح بتركه يكمل عمله، خاصة أن تصفيات كأس إفريقيا ليست بعيدة عن تاريخ نهاية المونديال، وتغيير المدرب ليس في صالح المنتخب الجزائري المقبل على تصفيات قوية وصعبة أمام المنتخب المغربي. نترك لك حرية ختام هذا الحوار. يدور الحديث مؤخرا على أن المنتخب الجزائري مطالب بالمرور إلى الدور الثاني في كأس العالم، لكن حسب رأيي فإن تأهله إلى المونديال يعد مكسبا في حد ذاته، وهذا بعد الغياب مرتين متتاليتين عن كأس إفريقيا 2006 و2008، وكل من يقول أن الجزائر مطالبة بالمرور لثمن النهائي من المونديال لا يفقه شيئا في كرة القدم، لكن إن حققت ذلك فسيكون شيئا رائعا، وإن أقصيت فستخرج بشرف، لأن منتخبات عالمية ومواظبة على التأهل للمونديال لا تمر للدور الثاني فما بالك المنتخب الجزائري، وفي كل الأحوال يجب تحية الجزائر التي أقصت مصر ووصلت لكأس العالم. شكرا لك سيد نوزاري... شكرا جزيلا لكم وحظا موفقا