شدّ انتباهي يوم أمس، ما نقله مقربون من الفاف، على لسان رئيسها، الحاج محمد روراوة، من أن هذا الأخير يريد إعادة الأشياء إلى نصابها ووضعها في مكانها.. وقال هؤلاء، أن الرجل الأول في بيت دالي إبراهيم، غاضب جدا جدا هذه الأيام من بعض الأمور التي صارت تحدث في محيط الفريق الوطني، وذلك مباشرة بعد الانهزام المر أمام صربيا.. ويأتي على رأس تلك الأمور، استياء روراوة من الطاقم العامل معه.. نقصد به طبعا، الطاقم الإداري والطقم الفني معا.. حتى أننا الآن ننتظر بفارغ الصبر، عودة الحاج من ليبيا، ليلتقي بالطاقمين المذكورين، في اجتماع سيكون ناريا بكل المعايير، وهذا مع بداية الأسبوع القادم.. أتفهم جيدا أن ما زعزع روراوة، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى صورة المنتخب الوطني التي اهتزت بشكل رهيب في الفترة الأخيرة، وهو المنتخب الذي فقد كثيرا من هيبته، حتى قلّ احترامه لدى البعض، بسبب مجرد مباراة ودية واحدة، لكنها كانت بطعم رسمي، من سوء حظ روراوة وجماعته.. كما أتفهم أيضا أن تصل درجة الغضب والسخط عند الحاج إلى حدّ استعمال سياسة التهديد والوعيد، في حق هذين الطاقمين.. لقد نقلت ذات المصادر أن الاجتماع القادم سيكون حاسما، وستنبثق عنه قرارات هامة.. لكنها لم تقل لنا ما هي.. لقد قال الحاج، والعهدة على من نقل أخباره: أخذ الناس الكثير من الحرية، عوض البقاء مركزين على هدفهم، وهو الاستعداد لكاس العالم، وفترة الاستراحة انتهت.. وعلقت تلك المصادر بالتأكيد على أن الحاج كان لزاما عليه التدخل في الظرف الراهن قبل أن تأخذ الأمور مسارا دراماتيكيا.. ونقلت المصادر المقربة كذلك أن مقربين من الطاقمين سربت معلومات لأطراف معينة، بخصوص مجيء اللاعب لحسن، وحكاية غامضة عن تذكرة سفره إلى الجزائر.. وعن أمور أخرى خفية تحدث في الفنادق والمعسكرات وداخل غرف اللاعبين، تخص المأكل والمشرب.. وما يزيد من غضب الرئيس هو أن كل تلك الأمور لا تحدث إلا عندما يكون هو خارج المنتخب.. كل ذلك أفقد روراوة عقله أو يكاد، وجعله يقسم بتوقيف كل "فاشل" عامل معه، في حالة تخاذله.. كل أتفهمه جيدا، لكن ما لم أتفهمه، هو اتهام روراوة لمبعوثيه إلى أوروبا من أجل معاينة خصوم الجزائر في المونديال، بالإدلاء بتصريحات للصحافة تخص مهمة كل منهم هناك.. روراوة في الواقع هو آخر من يحق له الحديث عن تسريب معلومات أو الإدلاء بتصريحات للصحافة، لكونه أساء استعمال معركة المعلومة داخل الفاف وفي النتخب الوطني.. فما هو ممنوع على هذه الوسيلة مسموح به لتلك.. وروراوة أعلم بما أقول.. وللحديث بقية.