خرجة غريبة تلك التي أقدم عليها رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، عقب تأهل ناديه في كأس الجمهورية على حساب شباب بلوزداد، إذ عوض أن يثمّن ما حققته الشبيبة، راح يحشر أنفه في قضية تتجاوزه لا يملك عليها أي دليل ويدنو من خلالها بخطوات عملاقة للجانب المصري، حيث لم ير أي حرج التشكيك في تأهل الخضر للمونديال، وهم الذين اقتطعوا التأشيرة بعد جهود مضنية، إذ راح ومثلما جرت عليه العادة، يطلق العنان لتصريحات خطيرة لا يدرك عواقبها، عندما أكد وبلغة الجزم، "أنه ما كان للمنتخب الوطني التأهل للمونديال لولا تنقل أنصار الخضر إلى أم درمان مدججين بالأسلحة البيضاء"، وهو التصريح الذي لا يستند إلى أي أساس من الصحة، ويتم تداوله عبر شبكة الأنترنيت في موقع "اليوتوب". ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح، هو اختيار الرجل الأول في شبيبة القبائل لهذا التوقيت بالذات، إذ تزامن مع دراسة الفيفا لقضية التجاوزات الخطيرة التي حدثت في القاهرة والتي مست لاعبي المنتخب الوطني، بعد أن انهال الأنصار المصريون على حافلة الخضر بالحجارة. والأغرب في كل هذا أنه في الوقت الذي تراجع المصريون عن أطروحتهم وراحوا يشنون حربا شرسة على سمير زاهر، متهمين إياه بالكذب وتلفيق التهم، على خلفية أن الملف الذي أعده للجنة ل الفيفا كان خاويا، وراح أشد المتعصبين من الفراعنة، على غرار الغندور وما شابهه ينفي رواية أحداث أم درمان المصطنعة والمزعومة، في هذا الظرف يأتي واحد منا ليعيد طرح هذه الأسطوانة التي أصبحت من الماضي، من خلال محاولة التقليل من الإنجاز الذي حققه محاربو الصحراء في تصفيات المونديال. يشكك في تأهل الخضر ويصدّق الرواية المصرية وقصد نقل التصريحات بكل مصداقية، فإنه يتحتم علينا التأكيد أن صاحب التسجيل، كان في كل مرة يحاول جر حناشي لمزيد من التصريحات النارية، لإدراكه بعفوية الرجل، الأمر الذي أراد مصور التسجيل استغلاله إلى أبعد حد، حتى انتزع منه ما أراد، عندما طرح عليه سؤالا مفاده، إن كان متفائلا بتحقيق الخضر لمشوار طيب في المونديال؟ فرد عليه حناشي قائلا: "لا، العكس..أنا متشائم مادام سعدان يصر على العمل بمفرده، على الرغم من امتلاك الجزائر لعدة أسماء، على غرار ماجر وبن شيخة".. وعندما سأله ثانية مصور التسجيل عن قدرة الخضر الذهاب بعيدا بفضل الحرارة واللعب ب"القلب" مثلما حدث في أم درمان، رد حناشي ساخرا (يضحك مطولا) وأردف: "واش من القلب، في السودان كان التأهل بفضل أصحاب الموس". وأمام هذا التصريح غير المسؤول، فإننا نتساءل: ماهي خلفية هذا التصريح؟ ولماذا جاء في هذا التوقيت بالذات؟ خاصة إذا ما علمنا أنه سبق لهذا الرجل وأن صرح بامتلاكه أدلة تدين الحكم البنيني كوفي كوجيا، لكنه سرعان ما تراجع وسكت، وهاهو الآن يطل علينا بخرجة جديدة لم يتوقعها أحد. وننتظر مثلما ينتظر كل الشعب الجزائري، من الرجل الأول في الشبيبة أن يقدم توضيحات دقيقة ومفصلة عن تصريح بهذه الخطورة أو يعتذر عنه على الأقل.