المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم اشتهر منذ الأزمنة الغابرة بتسمية الخضر، قبل أن تلحق به لعنة إفريقية متصلة بحيوانات المنطقة، فصار من حينها يعرف بلقب الأفناك.. غرائب الرياضة الجزائرية وعجائب الملاعب عندنا كثيرة ومتعددة.. ففيها الطرائف النادرة واللطائف الفريدة، التي لا يمكن لواحد مثلي، مطالب بملء بياض هذه المساحة يوميا بالسواد، المرور أمامها مرور الكرام.. النوادي الجزائرية لم تشذ بدورها عن تلك القاعدة، فلقد مستها اللعنة هي الأخرى.. الأسماء التي يطلقها أنصار الفرق والنوادي في بلادي على أنفسهم أو يلصقها الغير بهم، مثيرة للضحك والسخط في ذات الآن.. السنافر، الجواجلة، الكواسر، الجوارح، الشيفون.. الخ.. ألقاب وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وأخرى تنتمي إلى حالات اللاوعي التي يعيشها البعض على هامش المجتمع والإنسانية، وصنف ثالث يمكننا حشره ضمن حالات الكبت السياسي والاقتصادي والثقافي، والحرمان العاطفي والاجتماعي، على حد سواء.. آخر لقب التقطته أذني الطويلة له علاقة بفريق مولودية الجزائر، هذا الأخير كان يعرف باسم العميد، ثم بالشناوة، وهو اللقب الذي لا يحبّذه مسؤولو المولودية السابقون والحاليون، وهي نقطة التلاقي الوحيدة التي تجمع السلطة والمعارضة في بيت المولودية، غير أن الأنصار تعصبوا له وتغنوا به مرارا، لأنه دليل عن الكثرة العددية.. قلت أن آخر تسمية سمعتها وكانت من نصيب أنصار المولودية طبعا، هي: طيور الجنة، نسبة للقناة الفضائية الأردنية الخاصة بالأطفال، والتي تفعل فعلتها حاليا وتستهوي الصغار كما الكبار.. وكالعادة، ضحكت ملء أشداقي، وقلت في نفسي: طيور الجنة دليل على أن المولودية تابت وتديّنت؟.. ولعل الله سمع دعاءها وتقبّل توبتها فاستجاب لها.. بدليل النتائج الإيجابية التي صارت تحققها هذا الموسم في البطولة والكأس.. هذه هي خلفية تلك التسمية الجميلة في الحقيقة، التي أعجبتني كثيرا، وتمنيت لو تلحق بها بقية الفرق والنوادي الجزائرية، كأن نطلق عليها مثلا ألقابا جديدة من مثل: الفجر، المجد، الرسالة، الناس، إقرأ..الخ.. ولكم أنتم أن توزعوا تلك الألقاب على من تشاءون من الفرق.. بالمناسبة أنا لست شنويا كما قد يتبادر إلى أذهان بعضكم.. لكنني أرفض أن يتطاول بعض الأنصار على بعضهم بعضا، بالقول مثلا: فريقنا في الجنة وفريقكم في.. وللحديث بقية.