لم تكن الندوة الصحفية التي أجراها المدرب الوطني، رابح سعدان، أمس، عادية، حيث بدا على الناخب الوطني أنه لم يستفق بعد من وقع الصدمة التي خلفها رحيل مغني عن التربص وعدم مشاركته في المونديال، إذ وبالرغم من أنه باشر الحديث عن جزئيات بخصوص ظروف التحضير في كران مونتانا، إلا أنه سرعان ما عرج على القضية التي شكلت الحدث أمس، لكن بمجرد أن بدأ في التطرق إلى حيثيات هذه القضية الشائكة حتى بدا عليه علامات التأثر، وبدأ بالبكاء على المباشر، حيث وجد صعوبة في مخارج الكلام، في صورة جعلت الوفد الصحفي يتأثر لحاله، خاصة وأنه كان يأمل في أن يكون مغني رفقة الوفد المتنقل إلى جنوب إفريقيا. حزن كثيرا ولم يستطع المواصلة لشدة التأثر سعدان لم يتمكن حتى من الحديث من شدة تأثره، بحيث ظهر حزينا للغاية، وكان يجد صعوبة كبيرة في الكلام مع الصحفيين، فحتى وإن اعتدنا على دموع "الشيخ" في العديد من المناسبات، إلا أننا تأكدنا مرة أخرى أن المدرب الوطني شخص حساس للغاية ويتأثر لأحوال الناس، وهو ما حدث أمس، إذ وبالرغم من اتخاذه القرار بمعية الطاقمين الطبي والإداري إلا أنه وجد صعوبة في الإفصاح عنه للجميع. وقد خلقت تلك اللحظات جوا جنائزيا عند الجميع، وكانت تلك اللحظات أكثر من مؤثرة بسبب أن الأمر يتعلق بلاعب في أخلاق مغني، وهو الذي يعتبره سعدان من ركائز المنتخب. يقدر كثيرا مغني لما يملكه من مستوى وأخلاق والظاهر أن المدرب الوطني، سعدان، يقدر بشكل كبير اللاعب مغني، ويحمله في قلبه، لما عايشه من لحظات لا تنسى مع هذا اللاعب الكبير، الذي كانت لمستة واضحة في صفوف الخضر. وبدا على سعدان، في مداخلته أنه يعشق مغني كثيرا، حيث أثنى على قدراته، إمكاناته، أخلاقه وإسهاماته في وضع المنتخب الوطني في السكة السليمة، حيث أسهب سعدان في ذكر خصال اللاعب، في موقف جعل الهدوء والسكينة يخيّم على الندوة والبال يشرد في لحظات مؤسفة للغاية. صايفي واساه وطالبه بالمواصلة ولقد وجد المدرب الوطني، صعوبة كبيرة في الكلام، خاصة وأنه لم يتمكن من كفكفة دموعه، وهنا تدخل مهاجم الخضر، رفيق صايفي، وقام بمواساته، طالبا إياه بالإستمرار في الحديث. وكان من الممكن لسعدان أن يعتذر ويقرر إيقاف الندوة الصحفية، طالما أن الكلمات كانت تخرج بصعوبة من فاه، إلا أن صايفي كان يهمس في أذنه ويشجعه على ضرورة المواصلة، وهو ما جعله يستمر في الحديث، على اعتبار أن سعدان استجمع قواه التي سمحت له بإنهاء الندوة والرد على استفسارات الصحافيين. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يذرف فيها سعدان الدموع، إذ سبق له وأن تذكر ما حدث له عقب مونديال مكسيكو وأجهش بالبكاء، في ندوة صحفية سبقت مباراة الذهاب أمام مصر التي جرت في البليدة.