عكس كل التوقعات، كان الأكثر استقطابا للأنظار من جملة لاعبي المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، لاعبو الخط الخلفي الذين برزوا بشكل ملفت للإنتباه وتألقوا على حساب المهاجمين الذين فشلوا حتى في تسجيل هدف واحد في المباريات الثلاث التي لعبوها في الدور الأول من نهائيات كأس العالم الجارية وقائعها حاليا بجنوب إفريقيا، وبالنظر إلى المعطيات السابق ذكرها، ارتفعت قيمة مدافعي المنتخب الوطني في سوق تحويلات اللاعبين وأضحوا مطلوبين في أقوي الأندية الأوروبية على غرار بوڤرة، حليش وبلحاج، في حين ما عدا غزال، الذي وقّع في نادي باري الإيطالي، بعد أن كان يلعب لسيينا، لم يحصل المهاجمون على عروض تليق بمقامهم، وحتى إمضاء غزال لنادي باري لا يعد شيئا كبيرا بالنظر إلى طموحات هذا اللاعب، شأنه شأن باقي زملائه قبل المونديال، حيث كانوا يأملون في الحصول على أرقى العروض، وعموما كان بإمكان المنتخب الوطني أن يحصل على لقب أحسن دفاع لو تم تجنب فقط الأول الذي تلقاه الخضر أمام سلوفينيا، بعد خطأ فادح من الحارس شاوشي لا يتحمل مسؤوليته الدفاع. تدعيم الهجوم أكثر من ضروري وبعد أن اتضح بجلاء ووضوح، أن المشكل ونقطة ضعف المنتخب الوطني تكمن في الهجوم، بات من الضروري على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والناخب الوطني البحث عن السبل الناجعة لتدارك الوضع بالبحث عن العصافير النادرة لتدعيم الهجوم بلاعبين جدد بإمكانهم منح دفع إضافي للمنتخب، وفي هذا السياق، هناك عدة أسماء مرشحة بقوة للالتحاق بالخضر، على غرار بن يمينة، كما أن عودة زياية مرتقبة وهو الذي لم تغلق "الفاف" أبواب المنتخب في وجهه بالرغم من أنه اعتذر عن المشاركة في المونديال، في خرجة مفاجئة لم يجد لها المتتبعون تفسيرا شافيا وكافيا إلى حد الآن. نحو منح الفرصة للاعب المحلي وبعد أن فشل مهاجمونا المحترفون في البطولات الأوروبية، في أداء الدور المنوط بهم والمتمثل في تسجيل الأهداف، سيتحول تفكير "الفاف" إلى منح الفرصة للاعب المحلي، سيما وأن البطولة الوطنية ستدخل موسمها الاحترافي الأول مع بداية البطولة، علّ وعسى يبرز بعض المهاجمين الذين لديهم طموح للذهاب بعيدا في مشوارهم الكروي، فبالرغم من ضعف مستوى البطولة الوطنية، إلا أنها كانت دائما وأبدا خزانا للاعبين الكبار الذين خالفوا بتألقهم كل التوقعات. مبولحي قضى على مشكل الحراس بروز الحارس رايس وهاب مبولحي، في المباراتين اللتين خاضهما مع الخضر أمام إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، أراح الجميع بما في ذلك المسؤول الأول على "الفاف" والناخب الوطني أيضا، حيث تأكد كل المتتبعين أن الجزائر وجدت أخيرا الحارس الأمين والمستقبلي الذي يمكن الاعتماد عليه في المناسبات المقبلة، بعد أن أبلى البلاء الحسن خلال المونديال وجلب لنفسه شهرة كبيرة جعلته محل اهتمام عدة أندية أوروبية قوية تطمح للتعاقد معه، بعد أن أكد أنه من طينة الكبار وقادر على اللعب في المستوى العالي دون أي مركب نقص