“مبولحي كان الأكثر بروزا والخط الخلفي كان متماسكا جدا” ما تعليقك على إقصاء المنتخب الإيطالي من منافسة كأس العالم في الدور الأول؟ أعتقد أن هذا الإقصاء كانت علاماته منتظرة منذ بداية المنافسة، هذا الكلام لا ينطبق على المنتخب الإيطالي فحسب، وإنما على كل المنتخبات الأوروبية الكبيرة التي ظهرت بمستوى منخفض مقارنة بما كان الجميع ينتظره منها، على غرار إسبانيا، إيطاليا، إنجلترا، وحتى فرنسا. كنا ننتظر أن يكون هذا المونديال أوروبيا، فإذا بالأضواء أصبحت مسلطة أكثر على منتخبات أمريكا الجنوبية. خروج وصيف البطل فرنسا من قبل، والبطل إيطاليا دليل على كارثية مستوى المنتخبات الأوروبية. هل كنت تتوقع أن تخرج إيطاليا من الدور الأول؟ أبدا، لم يكن أحد يتوقع ذلك، حتى وإن كنت أعلم أنه سيكون من الصعب على إيطاليا أن تدافع عن لقبها، لكن لم أكن أنتظر أن تخرج من الدور الأول، خاصة وأنه ليس لها أي عذر بالنظر إلى بقية منافسيها في نفس مجموعتها، من جهة أخرى أرى أنه حتى المنتخبات الإفريقية لم تظهر الشيء الكثير مثلما كان العديد من الخبراء والنقاد والمحلّلين يرون. كيف ذلك؟ في الحوار الذي أجريته في جريدتكم، قلت أني كنت أتوقع مفاجآت كثيرة من بعض المنتخبات الإفريقية، على غرار منتخب الكامرون، كوت ديفوار وحتى الجزائر ونيجيريا بعد أدائهم في منافسة كأس أمم إفريقيا، لكن لم تجر الأمور مثلما كنا ننتظر، وعلى ما يبدو ومثلما كان عليه الحال في الدورات العالمية السابقة، فإنه لمّا يتم تنظيم منافسة كأس العالم خارج أوروبا، فإن الحظ يبتسم كثيرا لمنتخبات أمريكا الجنوبية. ما رأيك في المنتخب الجزائري الذي خرج أمس من كأس العالم أيضا ومن الدور الأول؟ (الحوار أجري أمس) الآن أعود إلى ما سبق لي وأن صرحت به في الحوار السابق الذي أجريته في جريدتكم، كنت أتوقع في ذلك الوقت أن مباراة الولاياتالمتحدة هي الأصعب في المجموعة، لكن وبعد نهاية هذه المواجهة، لا أظن أن أمريكا هي التي أقصت المنتخب الجزائري وأخرجته من المنافسة، وإنما خسارته أمام منتخب سلوفينيا هي سبب الإقصاء، ذلك لأنه لو فاز في تلك المباراة وحقق التعادل أمام إنجلترا، لكان بإمكان الجزائر المرور إلى الدور الثاني، لكن هناك ملاحظات أخرى أيضا. هلا تفضّلت بذكرها؟ بالنظر إلى الجهود التي بذلها اللاعبون الجزائريون في المباريات الثلاث لهم، فإن الحصيلة تبدو أقل مما كانوا يستحقون. الخروج بنقطة واحدة دون تسجيل الأهداف لا يعكس ما بذله اللاعبون. حسب رأيك، أين يكمن الخلل، هل هو الدفاع؟ من السهل الآن البحث عن من يتحمّل مسؤولية هذا الإقصاء وتسجيل هذه النتيجة، لكن أرى أنه وبالنظر إلى الخطة التي انتهجها الطاقم الفني - لا أتحدث هنا كخبير، لكن بحكم تجربتي التي اكتسبتها في ميدان كرة القدم - فأظن أن الطاقم الفني الجزائري يجد نفسه أحيانا مضطرا إلى الإعتماد على خطة دون أخرى، أي يحافظ دائما على نفس طريقة اللعب، لأن تغييرها ربما قد يحدث داخل التشكيلة، وفي أحيان أخرى فهو يدرك أن الخلل ناجم عن تلك الخطة المتبعة، ولا بد من المغامرة قليلا، لكن يتجنّب ذلك لأنه يعتبر أن الخطة الأولى المتبعة تعتبر أقل خطورة بالنسبة لفريقه. من هم اللاعبون الذين برزوا في المنتخب الجزائري في هذا المونديال؟ في مباراة أمس (الحوار أجري أمس) أعتقد أن الحارس كان أكثر اللاعبين الجزائريين بروزا، وعندما يبرز الحارس، فهذا يعني أنه أنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة، كما أن ذلك يعني أن الفريق المنافس خلق فرصا كثيرة وشغّل الحارس كثيرا. ما عدا الحارس، من برز أيضا؟ أظن أن الخط الخلفي كان متماسكا جدا، ولو أنه تلقى في النهاية هدفا، إلا أنه لا يمكن أن يتحمّل مسؤوليته،من جهة أخرى، فإن خط وسط الميدان كان منسجما كثيرا مع الخط الخلفي بشكل ملفت للإنتباه، لكن أرى أن هذا الإنسجام بين الخطين كان أفضل في المباراة التي لعبتها الجزائر أمام منتخب إنجلترا. لماذا توقعت صعوبة المباراة أمام المنتخب الأمريكي؟ ذلك لأني كنت مقتنعًا أن منتخب الولاياتالمتحدة يعتبر منافسًا عنيدا وليس سهل المنال. هذا المنتخب يضم تشكيلة كانت تلعب مع بعضها البعض منذ سنة أو أكثر، وحقق لاعبوه نتائج جيدة، لاسيما في منافسة ما بين القارات التي جرت في أمريكا الجنوبية، ولعل الجميع يتذكّر تغلّب الولايات المتّحدة على إسبانيا البطل الأوروبي الذي يضم أرمادة من اللاعبين، قبل أن يسيلوا العرق البارد للبرازيل في المباراة النهائية التي فازت فيها هذه الأخيرة. منتخب أمريكا يعتبر فريقًا متكاملا ولا يعتمد على لاعب بارز أو اثنين، وهذا سر قوته. بماذا يمكن أن نختم هذا الحوار؟ في الأخير أود أن أقول أن المنتخب الجزائري لا ينقصه الكثير لكي يصبح فريقا متنافسا قادرًا على تحقيق النتائج الإيجابية مع الكبار، ينقصه عمل بسيط، لديه لاعبون أظهروا احترافية كبيرة في هذا المونديال، وأتمنى له التوفيق في الدورات المقبلة.