أسدل الستار مساء أول أمس الجمعة على مباريات الدور الأول من نهائيات كأس العالم التي تقام في دولة جنوب إفريقيا والتي بلغت 48 مباراة سجّلت خلالها 101 هدفا. وما يلفت الانتباه للوهلة الأولى أنّ منتخبيّ الجزائر والهندوراس فقط من خرجا من مباريات هذا الدّور ومن المنافسة ككل طالما أقصيا، من دون أن يسجّلا أيّ هدف في مبارياتها السّت في المجموع (ثلاث مباريات لكل منتخب)، ما يؤكّد أنّ الخطين الأماميين لهذين المنتخبين لم يبلغا المستوى العالمي، لاسيما ما تعلّق بمنتخبنا الذي تعرّض لانتقادات لاذعة في هذا الشّأن. هدفان كانا كافيين ل غانا وإنجلترا و4 لم تؤهل الفيلة والطليان وبقراءة في مشوار المنتخبات ال 32 خلال الدّور الأوّل، نجد أنّ منتخبيّ غانا وإنجلترا وبالرّغم من تسجيلهما هدفين اثنين فحسب في مبارياتهما، إلاّ أنّهما كانا كافيين لهما للتأهّل إلى الدّور القادم (غانا سجّلت هدفيها من ركلتيّ جزاء)، فيما لم تشفع أربعة أهداف كاملة ل فيلة كوت ديفوار وأبطال العالم (المنتخب الايطالي) للمرور إلى الدّور ثمن النّهائي في المجموعتين الخامسة والسّادسة على التوالي. مجموعة الجزائر ثاني أضعف مجموعة تسجيلا للأهداف ويمكن القول أنّ عدوى المنتخب الوطني الذي فشل في تسجيل أي هدف خلال هذه الدّورة انعكست على مجموعته الثالثة بشكل عام التي أنهت الدّور الأوّل في المركز ما قبل الأخير هجوميا من أصل ثماني مجموعات برصيد لم يتعدّ 9 أهداف (أمريكا ب 4 أهداف، سلوفينيا ب 3 أهداف وإنجلترا ب هدفان)، فيما جاءت المجموعة الثامنة في الصّف الأخير هجوميا ب 8 أهداف فحسب سجّلت منها إسبانيا أربعة أهداف، الشيلي 3 وسويسرا هدفين، فيما حذا منتخب الهندوراس حذو الجزائر ب 0 هدف. نائبة بطل العالم، سويسرا وكوريا الشمالية بهدف يتيم ولم يكن حال نائب بطل العالم المنتخب الفرنسي، المنتخب السويسري الذي فاجأ الإسبان في المباراة الأولى وكذا كوريا الشّمالية أفضل من حال منتخبنا الوطني بكثير، طالما أقصيت هذه المنتخبات من الدّور الأوّل وفي حوزتها هدف يتيم فقط، لتحتل بذلك المركز ما قبل الأخير هجوميا قبل منتخبيّ الجزائر والهندوراس اللّذين أثبتا أنّها “بعاد” عن المستوى العالمي من النّاحية الهجومية. الأرجنتين والبرتغال الأفضل هجوميا ب 7 أهداف وإن كان منتخبنا الوطني ومنتخب الهندوراس يحتّلان المركز الأخير هجوميا ب 0 هدف في الدّور الأوّل، فإن منتخبيّ الأرجنتين والبرتغال يتوفّران على أفضل خطّ هجوم في الدّور ذاته ب 7 أهداف لكل منهما، احتاج زملاء ميسي ثلاث مباريات لتسجيلها (هدف أمام نيجيريا، أربعة أمام كوريا الجنوبية وهدفان أمام اليونان)، فيما سجّلها زملاء كريستيانو رونالدو في مباراة واحدة فحسب أمام كوريا الشّمالية. مجموعتاهما في الصّدارة هجوميا ب 17 هدفا وانعكست القوّة الهجومية لمنتخبيّ الأرجنتين والبرتغال على مجموعتيهما الثّانية والسّابعة اللتين كانتا الأكثر تسجيلا للأهداف بالرّصيد نفسه (17 هدفا)، سبعة منها للمنتخبين سابقيّ الذّكر، فيما جاءت المجموعة الخامسة التي تصدّرتها هولندا ثالثة كأفضل هجوم برصيد 14 هدفا، لتأتي المجموعة السّادسة الخاصة ب إيطاليا رابعة برصيد 13 هدفا، المجموعة الرّابعة التي تصدّرها الألمان في المركز الخامس ب 12 هدفا، مجموعة البلد المنظّم في المركز السّادس ب 11 هدفا ثمّ مجموعتيّ الجزائروإسبانيا ب 9 و8 أهداف على التوالي. البرتغال صاحبة أثقل نتيجة في الدّور الأوّل وبتسجيله سبعة أهداف في مباراة واحدة، كان المنتخب البرتغالي صاحب أثقل نتيجة في الدّور الأوّل. والغريب في الأمر أنّ البرتغاليين وإن تمكّنوا من توقيع سباعية كاملة في مباراة واحدة، فإنّهم فشلوا بمقابل ذلك في الوصول إلى الشّباك في مباريتيهما الأخريين أمام كوت ديفوار والبرازيل اللّتين انتهتا من دون أهداف. للإشارة إلى أنّ منتخبات نيجيريا، جنوب إفريقيا، أستراليا، سلوفينيا والدانمارك سجّلت ثلاثة أهداف في الدّور الأوّل، دون أن يشفع لها ذلك في المرور إلى الدّور القادم. “إنييستا” كان صاحب الهدف رقم 100 ونجح رئة المنتخب الإسباني “أندريس إنييستا” في تسجيل الهدف رقم 100 في مونديال جنوب إفريقيا بطريقة رائعة، إثر قذفة ذكية من على خطّ 18 مترا، خادع بها مساء أوّل أمس حارس منتخب الشّيلي معزّزا تفوّق فريقه الذي كان متقدّما بهدف “ديفيد فيّا” من على بعد 40 مترا، فيما سجّل آخر هدف في الدّور الأوّل والذي هو برقم 101 مهاجم منتخب الشيلي ميار الذي دخل مع انطلاق المرحلة الثّانية. معدل 2.1 هدف في كلّ مباراة وبعملية حسابية بسيطة، فإنّ معدل التسجيل في المباراة الواحدة وصل إلى 2.1 هدف، وهو معدّل مقبول إلى حدّ ما، في انتظار الأفضل في المباريات المتبقية التي تعد بالكثير سواء من حيث التنافس أو الحماس أو الإثارة.. وقد شهد الدّور الأوّل بعيدا عن الأهداف المسجّلة مفاجآت بالجملة تمثّلت في خروج أبطال العالم، وصيفيهم وأصحاب الأرض منتخب جنوب إفريقيا. ومهما يكن من أمر فإنّ المنتخب الوطني الجزائري وإن شرّف بمشاركته الثالثة في كأس العالم، فإنّه سجّل إخفاقا كبيرا على الصّعيد الهجومي.