"الشجرة التي تنقلت عند العصفور" هذا ما عنونت به "الشباك" سنة 1998 عندما تنقل كل أعضاء الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى فرنسا من أجل إقناع اللاعب علي بن عربية، بتقمص ألوان الخضر في تلك الفترة، ويشارك في المواجهة التي كانت تنتظر المنتخب الوطني أمام المنتخب التونسي في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا غانا 2000، حيث قاموا بتنطيم مقابلة ودية جمعت بين المنتخب الوطني والمغتربين بملعب "حديقة الأمراء" خصيصا لبن عربية، حيث صرح رئيس الاتحادية آنذاك الراحل محمد صالح ديابي، أن هذه المبادرة كانت من أجل إقناع بن عربية للعب للخضر، وذلك عبر التلفزيون الجزائري وعلى المباشر، وكانوا يرون بأنه بإمكانه تقديم المزيد للنخبة الوطنية وسط حديث الجمهور الجزائري عن تلك القضية، إذ اندهشوا من تلك المبادرة التي لم تكن في محلها ولم يسبق لأي اتحادية في العالم القيام بمثلها. وفد الفاف واللاعبين تنقلوا إلى فرنسا وكرّموه من أجل استعطافه كما كان تنقل وفد الفاف بقيادة الراحل محمد الصالح ديابي، خلال تلك الفترة من أجل استعطاف اللاعب بن عربية قصد كسبه وإقتاعه بتقمص الألوان الوطنية، مفضلينه على كل المغتربين الذين كانوا ينشطون في البطولة الفرنسية، كما قاموا بتكريمه، وكتنت تلك سابقة أولى في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد أن منح السيد عبد القادر ظريف، المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج آنذاك، رفقة مزار، اللاعب علي بن عربية جائزة خاصة تكريما له، في الوقت الذي لم يقوموا فيه بذلك مع قريشي ودحلب، اللذين كانا مستواهما أحسن بكثير من مستوى بن عربية وقدموا الكثير للمنتخب الوطني. اللاعب تعنّت ورفض تقمص الألوان الوطنية سنة 1998 ورغم الاستعطاف الذي كان من الفاف لعلي بن عربية، ومنحه عدة امتيازات، إلا أنه رفض تلبية الدعوة وتقمص ألوان الخضر، والمشاركة في المواجهة الهامة التي كانت تنتظر المنتخب الوطني أمام المنتخب التونسي، حيث تعنّت واعتبر نفسه لاعبا من طينة الكبار، مما أدى إلى غضب الجمهور الجزائري عليه، خاصة بعد تدخل شقيقه كمال، في تلك الفترة عبر حصة "ملاعب العالم" التي كان يبثها التلفزيون الجزائري، من أجل شرح أسباب رفض علي، اللعب للمنتخب الوطني، حيث قطع المكالمة الهاتفية لأنه لم يستطع تحمل ذلك السؤال الذي طُرح عليه. سنة 2001 الفاف عادت لتمنح له تأمينا خاصا وعقد سبونسور مع الخطوط الجوية لإقناعه وتمكن رئيس الفاف آنذاك عمر كزال، من إقناع اللاعب علي بن عربية لتقمص ألوان الخضر سنة 2001، لما كان المنتخب الوطني يلعب تصفيات كأسي إفريقيا والعالم 2002 في أول مقابلة له أمام منتخب بوركينا فاسو بملعب 5 جويلية الأولمبي، بعد تلبية الشروط التي اقترحها عليهم والمتمثلة في تأمينه تأمينا خاصا ليس كالذي كان معمولا به في قانون الاتحادية مع عناصر المنتخب الوطني، إضافة إلى إمضائه على عقد مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية لكي يصبح يتنقل عبرها مجانا، وبعض عقود الإشهار التي أمضاها وكأنه نجم عالمي يصنع أفراح أقوى الأندية الأوروبية. لم يقدم شيئا للخضر رغم التنازلات الكبيرة التي مُنحت له بعد إقناع الاتحادية الجزائرية للاعب علي بن عربية بتقمص ألوان المنتخب الوطني، كان الجمهور الجزائري يعلق عليه آمالا كبيرة لكي يصنع أفراحه ويقدم المزيد للخضر بعد المفاوضات الشاقة التي كانت بينه وبين الفاف، لكنه خيّب ظنهم ولم يقدم ما كان منتظرا منه، حيث كان في كل مقابلة يلعبها يتعرض لانتقادات شديدة من قِبل الجمهور والصحافة، إضافة لارتكابه عدة أخطاء خلال تلك اللقاءات، والكل يتذكر لقاء أنغولا بلواندا، لمّا تسبب في الهدف الثاني، وكذا مواجهة مصر، التي كانت مهزلة كبيرة عقب الهزيمة النكراء بخمسة مقايل هدفين، مما جعل البعض يرى بأنه لا يستحق تلك التنازلات الكبيرة التي مُنحت له، وكان المنتخب الوطني هو الخاسر الأكبر ودفع الثمن غاليا بعد النتائج السلبية التي لاحقته في تلك الفترة، حيث كاد أن يخفق في التأهل إلى دورة "الكان" بمالي سنة 2002.