يفتح وسط ميدان الشباب سيد أحمد مكحوت قلبه ل"الشباك" في هذا الحوار الخارج عن المألوف بعدما استقبلنا بمنزله المتواجد في حيدرة، أين تحدث عن مشواره الكروي وبداياته مع عالم الساحرة المستديرة، كما تطرق إلى عدة نقاط هامة كشف فيها عن العديد من الأسرار، كظروف مغادرته لبلوزداد وأسباب عودته إليها، مشاكله مع كالام وحنكوش وعلاقته بقرباج، ما عاشه في عنابة وسر عشقه للشباب، إضافة إلى عدة خبايا تخص اللاعب تكتشفونها لأول مرة وحصريا عبر صفحات يومية "الشباك". كنت مناصرا لبلوزداد منذ الصغر وفي سنة 2000 كنت أجلس في "الفيراج" مع الأنصار شكرا لك على استضافتنا في بيتك أحمد؟ لا شكر على واجب، فقد تشرفت كثيرا بزيارتكم، "الدار داركم" ومرحبا بكم في أي وقت. في البداية حدثتا عن خطواتك الأولى مع عالم الكرة؟ بدأت الكرة في جيجل مسقط رأسي، أين لعبت في صفوف الفريق خلال صنف الأصاغر وتمت ترقيتي بعدها مباشرة إلى الأواسط دون المرور على الأشبال، بعدها جئت إلى العاصمة سنة 1996 للعيش عند عائلتي التي تقطن بجانب ملعب السعادة في بلكور، حيث بقيت أتدرب مدة شهر ونصف في اتحاد العاصمة قبل أن يتم إبعادي بسبب "المعريفة"، لأن المدرب سماتي حينها فضل لاعبا إفريقيا بحجة أن أباه كان سفير النيجر، لذا انضممت إلى سريع بلوزداد وعمري 13 سنة فقط، أين لعبت لموسمين وصعدت إلى الأواسط ثم الأكابر، وبعدها انتقلت إلى بن عكنون ولعبت لموسمين أيضا، لكنّي عانيت كثيرا من الغربة وأنا صغير، لذا فضلت التقرب من الديار والتحقت إلى فريق الميلية بجيجل، أين لعبت موسمين أيضا قبل أن أنتقل إلى مولودية قسنطينية وبعدها إلى شباب بلوزداد. الظاهر أنك غيرت العديد من الفرق عندما كنت صغيرا ما السبب؟ ربما المكتوب، كما أن الظروف تدفعنا أحيانا للتغيير، فضلا عن حبي للمغامرات والاكتشاف، وأعلمكم أنه كان بإمكاني العودة لاتحاد العاصمة بعد مغادرتي لبن عكنون، لكنّي رفضت عرضهم بسبب ما حدث لي مع هذا الفريق في الفئات الشبانية، حيث ذهبت إلى مولودية الجزائر وتدربت مع الفريق لمدة أسبوع نلت فيه رضا المدرب الذي قرر الاحتفاظ بي، لكن إلغاء فئة الآمال حينها أفشل الصفقة، لذا عدت إلى الميلية. وفي أي منصب كنت تلعب؟ كنت ألعب كصانع ألعاب وأحمل الرقم 10 عندما كنت صغيرا، وبعد التحاقي بمولودية قسنطينة أصبحت ألعب كمسترجع للكرات. حدثنا عن التحاقك ببلوزداد؟ كنا نلعب ورقة الصعود في مولودية قسنطينة رفقة اتحاد عنابة، لكن المشاكل التي كان يعرفها النادي دفعتني إلى التفكير في الذهاب خاصة وأنّي تلقيت عدة عروض مغرية حينها، وأول اتصال رسمي كان من المولودية، الشلف وبلوزداد، لكنّي فضلت الشباب عن باقي الفرق بعدما اتفقت مع الرئيس حساني في ظرف دقائق . وما سبب اختيارك لبلوزداد؟ كنت أعشق هذا النادي من صغري وكان حلمي اللعب فيه، وبعدما جاءني عرض حساني لم أتردد لحظة واحدة في قبوله وتحقيق حلمي، رغم أنّ العرض المالي للشلف والمولودية كان أكبر بكثير، كما أنّي كنت أتقاضى الضعف في قسنطينة، لكن إصراري على اللعب في الشباب كان أكبر. ولماذا كنت تحب الشباب لهذه الدرجة؟ منذ صغري وأنا أعشق شباب بلوزداد وكل عائلتي تحب هذا النادي الكبير، حيث فتحت عيناي ب"السياربي"، وكما هو معروف كل جيجل يناصرون الشباب، كما أنّي أعلمكم أنّي كنت مناصرا للفريق من المدرجات سنوات 2000 و2001 عندما توّج الفريق بالبطولة الوطنية، حيث كنت أجلس مع الأنصار في "الفيراج" واليوم أصبحت لاعبا في النادي، لذا أحس بالمسؤولية أكثر من غيري. ولماذا غادرت الفريق نحو عنابة إذن؟ لقد تعرضت لضغط رهيب في تلك الفترة، حيث كنت في نهاية عقدي مع بلوزداد وبقيت أنتظر الرئيس الجديد، لكن لا أحد اتصل بي أو عرض عليّ التجديد، وصراحة كنت أرغب في البقاء بدليل أنّي انتظرت لمدة 20 يوما بعد نهاية البطولة من أجل الإمضاء، ومنحت الأولوية للشباب لكن الأمور فيه كانت غامضة جدا بعد مغادرة كالام وتردد لفقير وحساني، لذا لم أستطع الانتظار أكثر وفضلت الإمضاء في عنابة التي أصر علي رئيسها كثيرا، وصراحة المكتوب هو الذي قادني إلى عنابة، ولكنّي اليوم أعترف أنّي تسرعت في انضمامي إلى هذا الفريق، ولو نعود إلى الوراء كنت سأختار شبيبة القبائل. ولماذا اخترت عنابة إذن؟ منادي أصر عليّ كثيرا حينها من أجل الإمضاء، خاصة وأنّ ذلك كان سيسمح لي بالاقتراب أكثر من العائلة، فضلا عن الجانب المادي الذي حفزني أكثر. عند مغادرتك لبلوزداد اتهمت برمي قميص الفريق... أهذا صحيح؟ هذا غير صحيح، فقد أثيرت بلبلة كبيرة حول هذه القضية رغم أنّ الأمر لم يكن يستحق ذلك، حيث لعبنا آخر جولة أمام عنابة وكان الفريق بحاجة للفوز لضمان بقائه، وهو ما جعل الجمهور على الأعصاب يومها بسبب أهمية المباراة التي كانت مصيرية والإشاعات التي روجت حول إمضائي في عنابة، وعند خروجي رميت القميص للممرض كمال لأن الطبيب كان قد طلبه مني قبل المواجهة وفضلت منحه له كهدية، لكن البعض أوّل الأمر بأنّي رميت القميص رغم أنه لم يسقط أرضا . ألم تكن تلك الحادثة وراء مغادرتك؟ لا فقد تفهمت الأنصار وكنت أرغب في البقاء، حيث انتظرت بعدها أكثر من أسبوعين دون أي يتصل بي أحد، وبعدها أمضيت في عنابة، لكن لو كنت أعلم أن قرباج سيكون الرئيس لما غادرت أبدا. وكيف عشت المواجهة الأولى أمام بلوزداد؟ شاءت الصدف أن تكون أول مواجهة لي بألوان عنابة أمام بلوزداد أنا وعودية، وقد سألني بلحوت يومها إن كنت أرغب في اللعب، فأجبته بنعم، لأنّي لاعب محترف والعواطف تبقى جانبا في الكرة، وقد لعبت المواجهة بطريقة عادية رغم الشتائم الكبيرة التي تعرضت لها يومها، لكن تفهمت الأنصار رغم أنهم لم يتركوني حيث وضعوني نصب أعينهم ونسوا المباراة، لكن اليوم أقول أن البلوزداديين شتموني لأنهم يحبونني ولم يتقبلوا مغادرتي للشباب، والحمد لله أنّي لم أرد عليهم بسوء وخرجت نظيفا. كيف عشت نصف نهائي الكأس في سطيف؟ كانت المواجهة صعبة ومصيرية لأننا كنّا على بعد 90 دقيقة عن النهائي الذي يحلم كل لاعب بالوصول إليه، وقد لعبت بكل حماس وكنت أرغب في الفوز والتأهل، ورغم أنّي أعشق بلوزداد إلا أنّي كنت أتمنى الفوز عليها، لكن القدر أرادها أن تتأهل هي، وقد ناصرت الفريق في النهائي وفرحت لتتويجه مثل كل المناصرين. لكن الكأس حضرت إليك في حفل زفافك؟ (يضحك)، صحيح، فقد أحضر مسيرو بلوزداد الكأس معهم، كنت أتمنى الفوز بها لكن "ما كتبتش". وكيف عدت إلى بلوزداد؟ منادي كان يُلح عليّ من أجل التجديد، وقد حضر إلى عرسي وجلب معه العقد ومبلغ 700 مليون "كاش" كتسبيق باعتبار أنّي كنت سأمضي بمليار سنتيم، لكن رفضت العرض وقلت له امنحني بعض الوقت لأنّي منشغل بزفافي، لكن في الحقيقة كان ذلك تمويها فقط لأن كنت قد منحت قرباج كلمة رجال. كيف ذلك؟ قرباج كان قد اتصل بي وطلب مني العودة، ومن جهتي منحته موافقتي وكلمتي النهائية، لذا لم أرد التراجع و"مشيت معاه راجل" رغم أنه كان بإمكاني البقاء في عنابة، وليكن في علمكم أنّي أمضيت في بلوزداد عقدا على بياض، دون حتى أن أعلم مدته وقيمته، لأنّي كنت مصرا على العودة لبلوزداد وأثق ثقة عمياء في قرباج، ولكم أن تسألوه عن الأمر إن شئتم. يقال أن سر علاقتك الوطيدة بقرباج هو أنكما من جيجل معا؟ قرباج إنسان ذو مبادئ "وكليت ملحو"، كما أنه كان رجلا معي ووفي بالتزاماته، بدليل أنه لم يأكل حقي رغم أنه كان قادرا على تدوين ما يشاء في العقد، كوضع مدة 10 سنوات مقال مليون سنتيم في الموسم (يضحك)، وصراحة لم أندم على ذلك ولو كان شخصا آخرا غيره لما أمضيت له على بياض، والأمر لا علاقة له بجيجل. ما سبب مشاكل مع المدرب السباق حنكوش؟ حنكوش وضعني بين أعينه منذ أول يوم وصمم على إبعادي منذ عودته للشباب، بدليل أنّي لم ألعب في وقته، ورغم ذلك فضلت الصمت وعدم إثارة المشاكل احتراما للفريق وزملائي، لأن "العيب ساهل" ولو أردت كشف الحقيقة يومها لفعلت، خاصة وأنّ الأدلة الملموسة كانت موجود، وعلى كل حال سبب المشاكل مع حنكوش هم بعض الأشخاص الذين كانوا ينقلون له أخبارا كاذبة عنّي وأوهموه بأنّي من ينقل الأخبار إلى قرباج وأخبرت الرئيس بأن المدرب هو من يحرض اللاعبين على الإضراب والمطالبة بأموالهم رغم أن ذلك غير صحيح، بدليل أنّي لم أحصل على أموال الموسم الفارط حتى اليوم، ورغم ذلك أقول لحنكوش "ربي يسامحو"، ولا أكن له أي حقد لأنه بمثابة أبي. ما هي أفضل مقابلة لك؟ أمام بارادو عندما كنت في مولودية قسنطينة، وكذلك لقاء بلوزداد مع البليدة في كأس الجمهورية بالبويرة، حيث كان الأنصار قد غادروا المدرجات يومها، وجاء التماس الأخير لنا، فقال لي زميلي أن المباراة انتهت وسنقصى، لكنّي قلت له أنها الفرصة الأخيرة وعلينا استغلالها، خاصة وأنّي تأثرت بمنظر مغادرة جمهورنا للمدرجات محبطا، وبعدها لعبت التماس وتوغلت في الدفاع البليدة قبل أنّ أمرر لحنيدر الذي عدل النتيجة، صراحة هذه المباراة لن أنساها. أسوأ لقاءاتك؟ الداربي أمام النصرية الموسم الفارط، فرغم أننا فزنا بثلاثية إلا أنّي كنت خارج الإطار تماما، لأنّي لم أنم الليلة بسبب المرض ولعبت ب"السيروم". أفضل هدف لك؟ أمام تلمسان في 20 أوت، حيث سجلت بمخالفة مباشرة في مرمى ڤاواوي، في لقاء عرف ضغطا كبيرا بالنظر إلى أهمية نقاطه في معادلة بقائنا وثوران الجمهور على كالام، كان لقاءً حاسما وهدفي حرر الجميع يومها قبل الد10 من النهاية. أفضل رئيس تعاملت معه؟ قرباج وبورفع رئيسا مولودية قسنطينة. أفضل مدرب عملت معه؟ دون تردد أقول أنه بوعراطة، فهو مدرب كبير وكفاءته التكتيكية عالية. ماهي المباراة التي أردت لعبها ولم تتمكن من ذلك؟ مباراة بلوزداد مع عنابة الموسم الفارط عندما انهزمنا بثلاثية، كنت متحفزا للعب لكن حنكوش رفض الأمر ولم يستدعني بحجة الضغط والتخوف على مستقبلي، كنت أرغب في الذهاب إلى عنابة مع التشكيلة. ما هي أول منحة تلقيتها في مشوارك؟ كان ذلك في بن عكنون، حيث تلقيت 12ألف دج بعد فوزنا على عين البنيان، وفي الميلية نلت 60 مليون كمنحة إمضاء. ما هي أول سيارة اكتسبتها؟ "كليو دبزة"، اشتريتها عندما كنت في قسنطينة. أحسن ذكرى في حياتك؟ دون تردد، يوم ولادة ابنتي نسرين، حيث سمعت بالخبر بعد ساعتين من ذلك لأننا عدنا من المغرب باعتبار أننا واجهنا الجيش الملكي، والصدفة أرادت أن يكون ولادتها يوم عيد ميلادي أنا أيضا أي 4 أفريل. وماذا عن أسوأ ذكرى؟ مع كالام، حيث منحني 80 مليون فقط من مستحقاتي رغم أنّي كنت أدين بأكثر من 200 مليون، رغم أنّي لعبت كل مباريات الذهاب كأساسي، يومها غضبت كثيرا وغادرت مباشرة نحو المنزل قبل أن أعود بتدخل من قرباج. كيف كان تعامل كالام معكم؟ كالام كان "حسّاد" ويغار منا نحن اللاعبون ولا يمنحنا أموالنا، كان يقول لنا دائما أنه كان لاعبا كبيرا ويتألق في كل المنافسات لكنه رغم ذلك لم ينل ما نتقاضاه اليوم، وكأنه لم يتقبل الأمر، صحيح أن "ناس بكري" لم تكن منح إمضائهم مثلنا، لكنهم "خلفوها" باستفادتهم من المناصب وأراضي مجانا في أفضل المناطق التي تصل قيمتها الملايير اليوم، كل زمان وظروف عيشه، وكالام كان يحسدنا، بدليل أنه صرح مرة على المباشر في ملاعب العالم وقال: "لا أمنح اللاعب 700 مليون لأنه سيشتري بها سيارة فاخرة". من هو أقرب اللاعبين إليك؟ سليماني، فهو زميلي في الغرفة و"مانفرطش فيه أبدا"، كما أنه هداف بارع ويشتم رائحة الأهداف، بدليل أنه يسجل من كل الوضعيات سواء برأسه أو القدمين، وفي الجزائر من النادر أن تجد هدافا مثله. كلمة أخيرة أحمد؟ أشكركم على هذه الزيارة التي أسعدتني كثيرا، وأضرب لكل البلوزداديين موعدا في البطولة الوطنية.