وصلت التشكيلة البلوزدادية ظهيرة أمس إلى مطار طرابلس الدولي، وبالضبط في الساعة الواحدة والنصف زوالا بتوقيت ليبيا (منتصف النهار بالتوقيت الجزائر) وهذا على متن الخطوط الجوية الجزائرية، ودامت الرحلة ساعة ونصف، ومرت الرحلة في ظروف عادية والجميع كان مرتاحا. إضطرابات جوية وفنيّر “مات بالخلعة” وكانت الرحلة جد عادية رغم تأخر انطلاقتها من مطار هواري بومدين لأكثر من ربع ساعة، إلا أن الرحلة رافقتها بعض الإضطربات الجوية ما جعل بعض اللاعبين يعلّقون “كاين دودنات” في السماء. إلا أن اللاعب الذي لفت انتباه الجميع هو حسين فنيّر الذي يخشى كعادته ركوب الطائرات وظل ساكتا رغم استفزازات زملائه إلى غاية هبوط الطائرة أين “رجعتلو الروح” مثلما قال. وجدوا سفير الجزائر في استقبالهم وبمجرد وصول الوفد البلوزدادي إلى مطار طرابلس وجد في استقباله سفير الجزائر في ليبيا، حيث لم يتردد في تقديم التحية لأبناء العقيبة واطمأن على وصول الجميع رغم انشغالهم بوصول وفد سياسي جزائري لليبيا، لكنه كلّف موظفي السفارة الذين وقفوا على كل صغيرة وكبيرة ما أثار ارتياح البلوزداديين. وقبل المغادرة طالبهم بالفوز لأنه تحدى الليبيين حيث قال لهم ستواجهون شباب بلوزداد الكبير، وقال للاعبين “رجاء ما تحشمونيش”. “معريفة قديمة” مع بوجلطي وفي الوقت الذي كان يستقبل الجميع خاصة الرئيس قرباج والطاقم الفني صادف أن توقف عند مدرب الحراس جمال بوجلطي و”سلّم عليه” قبل أن يضيف “واش من السنغال إلى ليبيا” قالها وهو ويضحك ما أثار فضول الجميع عن معرفة بوجلطي بالسفير. ليتبيّن أن السفير الجزائري في ليبيا كان منذ سنوات في السنغال وتعرف عليه عندما تنقل بوجلطي مع النصرية إلى السنغال في منافسة كأس “الكاف” ولا يزال يتذكره إلى غاية اليوم وبدوره أثنى بوجلطي على السفير كثيرا. مسيّرو الترسانة استقبلوهم بالورد وبمجرد أن فرغ السفير الجزائري من الإستقبال، جاء الدور على مسيّري الترسانة الذين كانوا في الموعد ورحبوا بالشباب مطولا قبل أن يتقدم طفل صغير وسلم كل بلوزدادي وردة. وظل مسيّرو الترسانة مع الشباب طيلة وصولهم إلى طرابلس وحتى أثناء الحصة التدريبية حتى يطمئنوا على راحة الشباب. ساعة ونصف في المطار والمدير الثقافي للسفارة “ڤدها ونص” ورغم التسهيلات التي وجدها البلوزداديون في المطار بتخصيص شباك خاص للإمضاء على جوازات السفر، إلا أن هذا لم يمنع الشباب من البقاء لفترة في المطار قاربت الساعة والنصف. ومن حسن الحظ أن المدير الثقافي على مستوى السفارة كان حاضرا وقدم كل المساعدة لأجل تسهيل دخول البلوزداديين. ليجد الوفد حافلة خاصة أقلتهم مباشرة إلى الفندق. الشباب أقام في “الفندق الكبير” يقيم الشباب في “الفندق الكبير” وهو أحد أكبر الفنادق في العاصمة الليبية ومن أحسنها ويتوسط المدينة، حيث لم يعلم الشباب بأمر الفندق إلى غاية وصولهم إلى المطار ولقاء مسيّري الترسانة الذين أطلعوهم بالأمر. وتشاء الصدف أن يكون هذا الفندق هو نفسه الذي أقام فيه الشباب في آخر تنقل له الى ليبيا في 2001 حين واجه الأهلي الليبي وعاد بالتعادل الذي كان كافيا لتأهلهم للدور الموالي. وقد تدربت التشكيلة مساء أمس في ملعب 11 جوان وهو الملعب الرئيسي في العاصمة طرابلس. مبعوث “الفاف” حاضر عرف تنقل الشباب إلى طرابلس مرافقة أحد مبعوثي “الفاف” ليكون مراقبا للمباراة ويدوّن كل صغيرة وكبيرة حول خرجة الشباب الى ليبيا. وأكد لنا في حديث هامشي أنه فرح بالتنقل مع الشباب خاصة أنه تعب كثيرا من أدغال إفريقيا خلال كأس إفريقيا في أنغولا عندما رافق الخضر. أليكس تحصّل على التأشيرة في المطار كما أشرنا في عدد سابق حول تنقل أليكس إلى العاصمة الليبية من دون تأشيرة بما أنه لم يتحصّل عليها، فقد أصر قرباج على نقله إلى ليبيا مهما كان الثمن بما أن قوانين “الكاف” في صالحهم بعدما راسل الإتحاد الليبي منذ أسبوع يطلب فيه دعوة للدخول لكنه لم يتسلّم شيئا. لكن من حسن الحظ أن الوثيقة وصلت مساء الأربعاء ما دفع الشباب لمنحها للسفارة الجزائرية التي تولت استخراج تأشيرة من المطار بعد تدخل مسيّري الترسانة أيضا لأن الشباب رفض التوجه في الصبيحة للسفارة الليبية في الجزائر خشية تضييع موعد الطائرة. ... وحنكوش “ركّبلو الخلعة” وفي وقت مباشرة الإجراءات لاستخراج التأشيرة، توجه المدرب حنكوش نحو أليكس محاولا نرفزته مازحا “أليكس سوف لن يمنحوك تأشيرة ولا يمكنك العبور معنا، لهذا أبحث عن مكان لتبيت فيه وسأمنحك كرة للتدريب وعند العودة سنأخذك معنا”. وفي الوهلة الأولى ظن أليكس أن الأمر جاد قبل أن يكتشف أنها إحدى خرجات حنكوش الخاصة. أليكس : “كنت متأكدًا أن المشكل سيلقى حلا” وفي حديث جمعنا مع أليكس، أكد لنا خلاله أنه كان واثقا من أنه سيتحصل على التأشيرة ما دامت الدعوة وصلت من ليبيا، وفي هذا السياق قال أليكس : “كنت واثقا أن الأمور ستسير في الإتجاه الإيجابي وسيلقى الحل، لهذا لم أحاول أن أعير المسألة اهتماما كبيرا، ولكن هذا لا يعني أن حصولي على التأشيرة أراحني لأنني سأركز في المباراة الآن”. قرباج سيسوي وضعية لاعبيه وقد يرفع منح الفوز كما أشرنا إليه في عدد أمس حول طمأنه الرئيس البلوزدادي لاعبيه بأنه سيسوي وضعيتهم بعد أن تلقى ضمانات بدخول أموال بعض الممولين، أكد لنا الرئيس البلوزدادي على أنه سيسوي وضعية لاعبيه المادية مباشرة بعد مباراة الترسانة والعودة إلى العاصمة وبالتالي تكون الأمور كلها سويت بعد أن تكون السيولة المالية قد دخلت خزينة الفريق. قرباج: “اللاعبون صبروا وقلت لهم اللي كاين أنتم تقسموه” وفي هذا السياق قال لنا الرئيس البلوزدادي: “لدينا لاعبين صبورين وهذا يؤكد الثقة الموجودة بيننا حتى أنني تحدثت معهم في الحصة التدريبية ووعدتهم بتسوية وضعيتهم في الأيام المقبلة بعد تأكد دخول أموال بعض الممولين وقلت لهم بحسب قيمتها ولو كان مليار أو أكثر فهو لكم وأنتم تقسموه”. “إذا دخلت أموال إضافية قد أرفع المنح” ولم يكتف الرجل الأول بهذا بل ذهب إلى حد تأكيد إمكانية رفع المنح الخاصة بالمباريات في الأيام المقبلة حيث قال: “إذا استفدنا من أموال إضافية أو دخلت أموال أكبر فلم لا أرفع منح المباريات وقد أفعل ذلك لاحقا”. لم يهضم إبعاده عن مباراة الترسانة...مكحوت: “المدرب جابها عڤابي كأنه يصفّي حسابه معي” بعد الضجة التي أحدثها في غرفة حفظ الملابس عقب حذف اسمه من القائمة المعنية بالتنقل إلى ليبيا عاد أحمد مكحوت لاعب وسط الشباب إلى ما حدث أمس الأول وإبعاده عن مواجهة الترسانة الليبي في ذهاب الدور الأول لمنافسة كأس “الكاف“ ولم يتردّد في الإعراب عن غضبه وذهب أكثر من هذا عندما تحدث عن تصفية حسابات بينه وبين مدربه. وفي هذا الصدد أكد مكحوت قائلا: “لم أعد أفهم ما يحدث لي مع المدرب حنكوش في الأيام الأخيرة، ففي وقت كنت متعطشا للعودة إلى المنافسة أبعدني وهذا السيناريو نفسه الذي حدث معي في مرحلة الذهاب، جابها عڤابي كأنه يريد تصفية حسابه معي هذا ما يمكن قوله في هذا الأمر”. “غضبت لأنني لم أر سببا وجيها” ومثلما أشرنا في عدد أمس حول رد فعل مكحوت بعد إبعاده من قائمة 20 لاعبا الذين تنقلوا إلى ليبيا أمس، فقد أكد مكحوت أنه شعر بغضب شديد بمجرد إعلان المدرب عن القائمة التي لم يجد اسمه فيها وهو ما جعله يرد بتلك الطريقة لأنه لم يتقبل الوضع، وقال في هذا الشأن: “فعلا غضبت اليوم (الحديث أجري أمس) عندما لم أجد اسمي في قائمة اللاعبين الذين سيتنقلون إلى ليبيا بعد أن حضّرت جيدا للمباراة، صراحة تأثرت كثيرا لذلك كان ردي بتلك الطريقة إلى درجة أنني غادرت إلى بيتي مباشرة لأنني لم أحتمل الأمر ولم أر سببا وجيها لذلك وشعرت بالإحباط، لقد مرت ثلاث جولات من مرحلة العودة ولم ألعب في أية مباراة وعلّقت على مواجهة الترسانة الكثير من الآمال لكن مرة أخرى أُبعدت لهذا غضبت“. “أمام الخروب لم أكن على علم باستدعائي” وعاد مكحوت إلى الوراء وبالضبط إلى المباراة الأخيرة أمام الخروب التي كانت القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة ل حنكوش بعد غياب اللاعب، وهو ما اضطر الشباب إلى التنقل ب 17 لاعبا، لكن مكحوت حينها دافع عن نفسه وأكد أنه لم يكن على علم بأنه تم استدعاؤه للمباراة وهو ما جعل الأمور تتأزم بين المدرب ولاعبه. وعن هذه النقطة قال مكحوت: “ ما حدث في مباراة الخروب أنني لم أكن على علم بأنني مدعو للمباراة، حيث اتصل بي زملائي من المطار وقالوا لي أين أنت أخبرتهم بأنني في البيت فلست معنيا بالمباراة قبل أن يؤكدوا لي أنني في القائمة بعد أن تحدثوا مع المدرب، والكلام نفسه قلته له فمن غير المعقول أن أغيب وأنا متلهف للمنافسة لكن الأمور أخذت مجرى آخر ولا أدري السبب“. “ظروف قاهرة منعتني من التدريب بعد تربص تونس“ ولم يقف اللاعب مكحوت عند هذا الحد، بل عاد إلى الوراء وإلى اختفائه بعد عودته من التربص في تونس وغيابه عن التدريبات مخالفا تعليمات مدربه بعدم التخلف عن التدريبات، لكن مكحوت دافع عن نفسه مرة أخرى وأكد أن غيابه كان لظروف قاهرة موضحا: “غبت عن التدريبات بعد عودتنا من تونس إلى الجزائر بعد أن طلبت الإذن بالتوجه إلى البيت على أن أعود للتدريبات لاحقا، لكن ما حدث أنني وجدت مشاكل في البيت وأؤكد أنها أسباب قاهرة حالت دون التحاقي لكنني تفاجأت بالتصريح الذي قال فيه من غاب ربي يسهل عليه”. “علاقتي بالرئيس قرباج جيّدة ولم يفرضي يوما” وتوقف مكحوت عند نقطة كانت قد أسالت الكثير من الحبر في وقت سابق وتمثلت في مشاركاته في مرحلة الذهاب وتصريح المدرب حنكوش سابقا بأن الرئيس قرباج كان يفرضه عليه، حيث قال: “علاقتي بالرئيس قرباج جيدة ولا غبار عليها لكن هذا الأمر جعل البعض يتحدث على أنه يفرضني في التشكيلة الأساسية وللأسف حتى المدرب صرّح بذلك في وقت سابق، وأؤكد أن الرئيس لم يفرضني يوما في التشكيلة ولا أفهم كل هذا الحديث”. “إذا كان له مشكل معي فليس لدي مشكل معه” وبالرغم من كل الانتقادات المتبادلة بين اللاعب مكحوت ومدربه إلا أن اللاعب أكد أنه لا يكن أي حقد لمدربه لأنه بكل بساطة ليس له أي مشكل معه، وقال: “من جهتي ليست لدي أي مشاكل مع المدرب ولا أكن له أي شعور سيء، لكن لا أدري إذا كان لديه مشاكل معي لأنني أتساءل هل لديه حساب يريد تصفيته معي لأن المشاكل التي عانيت منها في مرحلة الذهاب عادت من جديد”. “رغم أنني لم أعد أحتمل الوضع إلا أنّني سأشرّف عقدي مع الفريق” وختم لاعب وسط الشباب حديثه معنا بالتأكيد على أنه مهما حدث فإنه سيكمل مشواره مع شباب بلوزداد حتى يشرف العقد الذي أمضاه مع الفريق في بداية الموسم، وقال: “بالرغم من تأثري العميق من وضعتي التي لم أعد أحتملها إلا أنني سأعمل على تشريف عقدي مع الشباب وسأكون حاضرا في حصة الاستئناف الأسبوع المقبل وأحضّر للمباراة المقبلة”.