حكيم بركات المدعو برڤيڤة نسبة للاعب الحالي لوفاق سطيف والسابق لإتحاد الحراش، هو أحد الأنصار المولوعين بالصفراء، يقيم في إيرلندا دون وثائق منذ سنتين ونصف تقريبا، ساقه القضاء والقدر للاسترزاق وكسب لقمة العيش في المملكة البريطانية العظمى، اتصل بنا لينقل لنا انطباعاته وآرائه في إطار ركن منتدى الأنصار .. أول شيء قاله حكيم بأنه غربته وابتعاده عن أرض الوطن لم تزده إلا تعلقا بالصفراء، الفريق الذي أكد بأنه يعشقه حد النخاع ويتابع من هناك كل صغيرة وكبيرة عن الفريق، كما أنه يتصل بأهله وجيرانه والكثير من أصدقائه ليسأل عن إتحاد الحراش الذي يعتبره أهله أيضا، وقال حكيم "توحّشت الحراش وتوحشت البلاد وأول شيء توحّشته هو وادي الحراش، الواد الذي ندمت كثيرا على عدم غطسي فيه يوم صعود الحراش إلى حظيرة القسم الأول تعبيرا من عن اعتزازنا وفرحنا الكبير بالعودة إلى حظيرة النخبة، يومها كنت حاضرا أشاهد الأنصار الذين سبحوا في الوادي والذين أعرفهم جيدا غير أني ترددت ولم أكن متحمسا للفكرة عكس ما أنا راغب فيه اليوم، حيث ندِمت كثيرا لعدم غطسي فيه وبقي هذا الأمر يجوب خاطري في كل لحظة وأقول في نفسي لو غطست في ذلك اليوم لأشبعت رغبتي وفضولي". الشناوة أصبحوا من أعز أصدقائي في إيرلندا حكيم الذي قال بأنه كان في أرض الوطن لا يطيق ملازمة شخص يناصر مولودية الجزائر فقط لأنه لا يطيق العميد، اليوم أصبح الكثير من مناصري مولودية الجزائر أعز أصدقائه وتحول هذا الكره إلى محبة لم يكن يتصورها من قبل، مرجعا هذا إلى أن الجزائريين في أوقات الشدة يتناسون كل الأحقاد وأنه في الغربة شيء آخر، وقال حكيم "إننا نتبادل التحية في الصباح ونتآزر في العيد وأفرح عندما أرى جزائريا هنا ذلك فقط لأن المنطقة التي يقطن فيها تعج بأنصار مولودية الجزائر وكذا إتحاد الحراش، ضف إلى هذا فإن أحد مناصري المولودية وهو الذي يظهر في الصورة بقميص تشيلسي الإنجليزي يناصر المولودية وهو يقضي معظم أوقاته برفقة حكيم بإيرلندا". لا يمكنني أبدا مناصرة المولودية كل هذا لم يمنع حكيم من التوضيح بأن الفريق الذي لا يمكن مناصرته أمام فريق آخر هو مولودية الجزائر، مستندا بذلك إلى ما قاله فريد مسلم، الذي كشف أنه لن يناصر المولودية إلا في حالة مواجهتهم لليهود، موضحا بذلك أن الشحناء بينهم ستبقى في إطارها الرياضي والمعقول، وأضاف محدثنا بأنه يحزن كثيرا عندما ينهزم فريقه إتحاد الحراش أمام المولودية، والموسم الفارط عند فوز العميد على الصفراء في لقاء الذهاب لم يستطع مقابلة الشناوة المقيمين معه في إيرلندا والذين "هبّلوه"، سيما بعدما توج العميد باللقب، غير أن ذلك كان له نكهته الخاصة قال حكيم، الذي كشف بأن هؤلاء الأنصار عقلاء والشحناء بينهم معقولة وفي إطارها الرياضي. أدعو أنصار الفريقين إلى التعقل والاقتداء بأنصار الفرق البريطانية ومن إيرلندا دعا "برڤيڤة" أنصار المولودية والحراش إلى التعقل وقال بأن الشحناء الزائدة عن حدها بينهما لن تجدي نفعا "أطلب أن تكون الشحناء بن مولودية الجزائر وإتحاد الحراش في إطارها الرياضي مثلما هو الحال بيننا نحن هنا في إيرلندا، فهي خالية من الأحقاد لأن الكثير من الأنصار فهموا المغزى من المناصرة .. اللاعبون أصدقاء فيما بينهم وعلى الأنصار أن يفهموا هذا الأمر جيدا"، وفضل حكيم بهذا الخصوص أن يضرب مثالا حيا بأنصار الفرق الإنجليزية التي بات ينتابعها عن كثب، حيث يدخلون مدرجات ملعب يتسع ل50 ألف متفرج من دون سياج لأنهم أنصار متحضرون ولا يتقاتلون فيما بينهم رغم أن عشقهم جنوني بكرة القدم مثلنا تماما .. يصفّقون على فريقهم عندما ينهزم ويفرحون عندما يحقق نتيجة إيجابية، أتمنى أن يصل الشناوة والكواسر إلى هذا المستوى وكذلك كل أنصار الفرق الجزائرية الأخرى. استقبلت الخضر بألوان الحراش وحليش "مات بالفرحة كي شافني" ولأن الفرصة كانت مواتية لأن يحضر لمتابعة المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بمنتخب إيرلندا في شهر ماي الفارط، أي خاض الخضر مباراة ودية في العاصمة دبلن تحضيرا لنهائيات كأس العالم، لم يفوّت حكيم هذه الفرصة وأكد أنه كان في الصفوف الأولى حاملا راية إتحاد الحراش، وكان في انتظار المنتخب الوطني في المطار ليقرئ السلام على لاعبي الخضر قبل أن يأخذ صورا تذكارية معهم، في وقت كشف أن اللاعب الذي أخذ منه حصة الأسد وهو المدافع رفيق حليش، ذلك لأن هذا الأخير يقطن في باش جراح الواقعة في مقاطعة الحراش، وهو اللاعب الذي تبادل معه أطراف الحديث لفترة طويلة. مصري جاء ليصافحني في المسجد فدفعته وقلت له أُغرب عن وجهي وإلا .. ولم يخف عنا حكيم بأن معايشته للجالية المصرية المقيمة في إيرلندا تختلف تماما عن طريقة معايشته للجزائريين الذين يناصرون المولودية أو فرق أخرى، وذلك منذ أحداث المباراة التي جرت بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري، والتي انطلقت شرارتها في القاهرة يوم اعتدى المصريون على حافلة المنتخب الوطني وكذا اعتدائهم على أنصار المنتخب الوطني الذين كانوا حاضرين لمتابعة اللقاء، حيث أن ذلك جعله لا يطيق رؤية مصري أمامه، وقدأبى حكيم إلا أن يذكرنا بتجربة مرت عليه فقال "في تلك الأيام وبينما أستعد للخروج من المسجد اتجه إلي أحد المصرين وهو يعرفني ليصافحني فدفعته بيدي رافضا مصافحته وقلت له أغرب عن وجهي وإلا .. صدقني إن الجزائريين الذين كانوا معي هم أيضا فروا بعدما وضعتهم في موقف حرج جدا، وهذا كله لأني لم أستطع تمالك نفسي بعد كل الذي حدث في القاهرة وما كان يقوله المصريون عنا". المصريون يقولون للأجانب إنهم جزائريون حتى لا يتعرضون ل"الحڤرة" وفي هذا أضاف "برڤيڤة" كما يحلو للكثير من أصدقائه مناداته، بأنه يشفق على المصريين من جهة أخرى، كاشفا بذلك أن هذا لا يمنع من التأكيد بأنه ليس كل المصريين سواء، فمنهم طيبون وشهماء ومنهم غير ذلك، غير أنه أكد بأن المصريين في إيرلندا عندما يسألهم مختلف الأجناس عن جنسيتهم يقولون نحن جزائريون، وهذا حتى لا يتعرضون ل"الحڤرة" من قِبل الأجناس الأخرى التي تعرف قدر الشعب الجزائري الذي لا يرضى بالذل قال حكيم. أغلى أمنية لي إجراء الصفراء مقابلة في بريطانيا وقال "برڤيڤة"، بأن أغلى أمنية له هي أن يحل فريقه المفضل إتحاد الحراش بالمملكة البريطانية لإجراء مباراة ودية أو تربص، كاشفا أنه متأكد بأن الكثير من أنصار الصفراء المقيمين هناك لن يفوتوا الفرصة لأن الكل يتمنى ما يتمناه حكيم الذي قال "لو خاض الإتحاد الحراشي مباراة ودية ما هنا لأمتلئ الملعب الذي ستلعب فيه هذه المباراة ولوجد لاعبو الحراش كل الظروف المناسبة لهذا الأمر من قِبل الكواسر الذين يتنقلون مع فريقهم حيثما حل أو ارتحل". لن أنسى ذكريات الصعود وما حصل لنا مع القبة وعاد حكيم لذكريات الماضي القريب، الذكريات التي قال عنها إنه لن ينساها ما دام على قيد الحياة بعدما صنفها ضمن أجمل أيامه، خاصة تلك التي كانت في موسم لعب إتحاد الحراش ينشط في القسم الثاني من أجل ورقة الصعود، سيما في الجولات الأخيرة من هذا الموسم أين كان التنافس شديدا مع الجار رائد القبة، بدءا بقضية التذاكر التي نشبت بين مسؤولوي رائد القبة والإتحاد بسبب رفض القبيين منحها لهم في بادئ الأمر، وعن انتقالهم إلى ملعب بن حداد صبيحة اللقاء على الأقدام وفي مسيرة سلمية قال حكيم، والذكريات الجميلة بعد قضية خليدي، حيث وبعدما خاب أمل جميع الكواسر في الصعود بعد تعادل الصفراء أمام الرائد قبل اللقاء الأخير من البطولة، لتطفوا هذه القضية إلى السطح ويتحقق الأمل، وختم حكيم كلامه وقال بأني أتذكر بأنه لا عداوة كانت بيننا وبين رائد القبة ولا عدواة حاليا بيننا وأنصار هذا الفريق الذي تخرّج منه لاعبون كبار ويملك أيضا أصدقاء كثر من القبة سيما في إنجلترا البلاد التي تعج بأبناء القبة القدماء قال حكيم. جاعو ماشي جابو .. مزّقت قميصه وأبحث عن قميص بوعلام جاعو ماشي جابو" هكذا فضّل أن يلقب حكيم اللاعب الحالي لوفاق سطيف عبد المومن جابو، مؤكدا بأن هذا اللاعب لم يخن أنصار الصفراء فحسب ولم يكذب عليهم أيضا عندما أكد لهم بأنه لن يغادر الصفراء إلا صوب فريق أوروبي لائق وأنه لن ينسى فضل هذا الفريق الذي عرف الشهرة والتألق فيه مهما كانت الظروف، غير أن تصريحاته لم تكن نابعة من القلب -قال حكيم-، وفي هذا كشف محدثنا أنه قام مؤخرا بتمزيق قميص جابو تعبيرا عن سخطه الشديد اتجاهه لأنه لم يعد يهمه، في وقت كشف فيه أنه حاليا يبحث عن قميص اللاعب بوعلام حمية، الذي قال عنه إنه لاعب ممتاز ويستحق أن يحظى بحب الكواسر، كان هذا أهم ما قاله حكيم الذي كان الحديث معه شيّقا مباشرة من إيرلندا.