تشوف البارصا - الريال ومن بعد المولودية - الإتحاد .. ما جايّاش بالرغم من أن الساعة كانت تشير إلى التاسعة ليلا إلا أن مدلل أنصار المولودية سابقا وصخرة دفاعها طارق لعزيزي، استقبلنا في منزله ليلة الإثنين المنصرم بصدر رحب .. "باريزي" كما يحلو للشناوة مناداته أجاب عن أسئلتنا المتعلقة أكثر بالداربي العاصمي بين العميد والإتحاد .. الأسباب الرئيسية التي جعلت هذا اللقاء يفقد نكهته وسط الأنصار والعشاق .. ماذا حدث بالضبط بينه وبين رحيم والعلاقة التي تربطه بهذا اللاعب لحد الآن .. طموحاته المستقبلية وأمور أخرى يكشفها حصريا ل"الشباك" في هذا الحوار. في البداية نشكرك على استضافتنا في منزلك وقبولك إجراء هذا الحوار. لا شكر على واجب ومرحبا بكم في أي وقت .. طارق، كيف ترى الداربي بين المولودية والإتحاد؟ على العموم أنا لا أتابع أخبار البطولة الوطنية كثيرا لكن أظن أن الداربي يبقى داربي لكن سواء الإتحاد أو المولودية كلا الفريقين بعيدين كل البعد عن مستواهما الحقيقي، فالأول خسر أمام الحمراوة والثاني تعادل فوق أرضية ميدانه أمام عنابة، وبلا شك فإن مر أداء اللاعبين جانبا فإن الجمهور لن يتفاعل مع ذلك خاصة -كما تعلمون- أن الكلاسيكو الحقيقي سيكون غدا بين البارصا والريال (الحوار أجري ليلة الإثنين) .. يضحك ثم يواصل، أظن أن هذا سيؤثر كثيرا على الأنصار، وعلى اللاعبين من الجانبين أن يكونوا في المستوى فالكرة في مرماهم من أجل إنجاح هذا العرس الكبير. ومتى لعبت أول داربي بالنسبة لك؟ كان ذلك في الموسم الكروي 89/88 وكان عمري آنذاك 17 سنة مع بلهوشات وكرمالي، لعبت كأساسي وأنا لا أزال في سن الأواسط ولقد فزت على الإتحاد ذهابا وإيابا 2 0- و1-2 وكنت خلال المواجهتين في المستوى المطلوب مني. وكيف كان شعورك في الليلة التي سبقت الداربي؟ في ذلك الوقت كنا نفكر في الداربي قبل أن توضع الرزنامة، فقبل أن تعلن الرابطة البرنامج الكامل نبقى ننتظره ونتساءل متى سيكون الداربي وفي أي جولة ثم وقبيل شهر تتصاعد الحمى أكثر إلى أن يحين الموعد، وحقيقة لم أشعر بأي ضغط وكنت دوما واثقا من إمكاناتي خاصة أمام الأنصار إذ أنك تشعر بقيمة المواجهة ليس مثلما حدث الموسم الماضي حين حضر حوالي 15 ألف مناصر فقط، حيث أصبح لقاءً عاديا فأنا من جهتي لعبت تقريبا 25 داربي أمام سوسطارة وكلها كانت في المستوى والأمر المهم هو أن الروح الرياضية كانت دوما الغالبة. ما هو اللقاء الذي لا يزال خالدا في ذاكرتك؟ كما قلت لك من قبل، اللقاءين اللذين فزت بهما على الإتحاد ذهابا وإيابا في أول موسم لي مع الأكابر، إلى جانب لقاء الكاس عام 99 والذي لن أنساه أبدا واللّي غاضتني بزاف حين أُقصينا وخسرنا في نصف النهائي بضربات الترجيح ونحن الذين كنا نريد الفوز بالثنائية. حين نتحدث عن الداربي بين المولودية والإتحاد لا يمكن إطلاقا أن نمر مرور الكرام على لعزيزي ورحيم، فماذا حدث بينكما بالضبط؟ لا يوجد أي شيء، فأنصار إتحاد العاصمة ومسيروه هم الذين حاولوا إحداث البلبلة وكل تلك الضجة فأنا لم ألعب سوى الكرة أمام عز الدين رحيم وأؤكد مرة أخرى لكم أني لمست الكرة قبل قدم رحيم وهو الذي ذهب في الفراغ وعلى إثرها اصطدمت ركبته بقدمي وتعرض لتلك الإصابة المشؤومة، لقد كان يدافع عن ألوان الإتحاد وكان متجها نحو المرمى ليسجل وأنا بصفتي مدافع وألعب في المولودية تصديت له، والحكم في تلك اللقطة أعلن عن 6 أمتار لصالحي فأنا واثق 100 % أني لمست الكرة ورحيم هو الذي اصطدم بي. بعد هذه الحادثة التقيت رحيم مجددا، كيف كان ذلك؟ بكل تأكيد، حتى أني لعبت أمامه حين استعاد عافيته مع إتحاد العاصمة ولعلمكم فإن رحيم عاد بقوة في تلك الفترة على عكس ما يقوله الكثيرون بأنه فقد الكثير من إمكاناته بعد الإصابة. ما هي آخر مرة التقيت فيها رحيم؟ نحن نلتقي تقريبا كل أسبوع بالمعهد العالي لتقنيات الرياضة ونلعب عدة مواجهات داخل القاعة، وعلى العموم فالشحنة بيني وبينه لا تزال لحد الآن ولكن في الإطار الرياضي دوما. منذ قليل تحدثت ولمّحت إلى أن الداربي فقد نكهته، فما السبب في ذلك حسب رأيك؟ هذا راجع بالدرجة الأولى إلى مستوى اللاعبين الذي تدنى كثيرا وتدخل فيها عوامل كثيرة كالأموال وأشياء أخرى، نحن في السابق كنا تقريبا نلعب من أجل تبليل القميص والأموال تأتي وحدها لكن ذهنية اللاعبين تغيرت كثيرا، فهم حاليا يبحثون عن الأموال دون تقديم أي شيء فوق المستطيل الأخضر متحججين في كل مرة بالقول إن الضغط هو سبب ذلك وليس بإمكانه اللعب أمام 100 ألف متفرج. إذن نفهم من كلامك أن الخلل يكمن في اللاعبين؟ أجل، فهناك العديد من اللاعبين ليسوا أبناء الفريق وليس لديهم غيرة على ألوان النادي، نحن في الماضي حين تشاهد الداربي تجد على الأقل 8 لاعبين من كل فريق يعدون خريجي مدرسة المولودية أو الإتحاد وهذا ما كان يمنح الداربي حلاوة كبيرة عكس الآن، فمثلا داربي الموسم الماضي اللاعب الذي اسمه دراڤ انطلق من وسط الميدان وسجل هدفا ثم نجد حارسا يسجل .. إنها مهزلة وتشعر أن فريقا واحدا يلعب ولا ترى تلك الحرارة تماما في اللعب، ففي السابق حين تسجل هدفا "يحبّلك ولازم جّيب رجلك في يدك كما يقال"، حقيقة الداربي أصبح لقاء "تاع حومة" بهذه العقلية. المولودية توّجت باللقب الموسم الماضي لكنها تعاني حاليا، ما رأيك في ذلك؟ المولودية الموسم الماضي حڤروها بزّاف وهي التي كانت تملك الشبان وكذا لاعبين في المستوى أمثال زماموش، بوڤاش ودراڤ وهم تقريبا الذين ساهموا مساهمة فعالة في إحراز لقب البطولة، لكن حاليا دراڤ مصاب وبوڤاش غادر الفريق والإدارة لم تجلب البدائل اللازمة وأؤكد لكم أنه من العيب أن تكون المولودية واقفة بلاعبين فقط والمسيرون لم يقوموا باستقدامات في المستوى خاصة على مستوى خطي الدفاع والوسط. هل ترى أن المولودية تعاني من خلل في وسط الدفاع؟ أجل لا يوجد أي انسجام في الخط الخلفي بين اللاعبين، فحين تأتي الكرة يعيدونها من حيث أتت ولا يوجد لاعب يصنع الفارق ويحطّ البالون في الأرض، وهذا ما جعل دفاع المولودية يعاني بالرغم من أنه لا يوجد مهاجمين في المستوى في بطولتنا كما أن ملعب 5 جويلية له دور كبير في تلك النتائج. ماذا تقصد بذلك؟ لاعبو المولودية معظمهم شبان ولا يملكون الخبرة وأظن أن ملعب 5 جويلية كبير عليهم وأنصح المسيرين بالعودة إلى ملعب الرويبة. منذ اعتزالك من هو المدافع الذي لفت أنظارك في المولودية؟ لا يوجد أي لاعب لفت انتباهي. هل ترى أن المولودية لم تجد خليفتك بعد؟ تقريبا، فهناك لاعبين في المستوى مروا على الفريق لكنهم لم يبقوا طويلا على غرار كوليبالي، فأنا بقيت في المولودية ل20 سنة كاملة. طارق، ألا تفكر في رئاسة المولودية في يوم من الأيام؟ أكذب عليك إن قلت لك لا، فأنا أفكر في تولي منصب الرئاسة في بيت المولودية بعد ثلاث سنوات من الآن على الأكثر وكل شيء إن شاء اللّه سيكون في أوانه. وهل لديك مشاريع معيّنة تريد تجسيدها على أرض الواقع؟ المشروع الوحيد حاليا الذي هو في ذهني بناء مركب رياضي، فحين لعبت في تونس اندهشت للمنشآت التي تتمتع بها هذه الأخيرة بالرغم من أننا نملك الإمكانات لنكون أحسن منهم بكثير. قلت من قبل إن اللاعبين الحاليين يلهثون وراء الأموال فقط، لو كنت رئيسا لنادٍ ما فما هي أعلى مِنحة تقدمها لأحسن لاعب في المولودية؟ حتى لا يفهمني البعض خطأ، لست هنا لأحاسب اللاعبين وعلى العموم فإن لاعبا في سن 21 تمنحه مليار سنتيم فذا "هبال" وبدوره يشعر وكأنه وصل ولن يقدم ما هو مطلوب منه فوق المستطيل الأخضر، أما بخصوص سؤالك فإنه ليس في المولودية فقط بل أحسن لاعب في البطولة حسب رأيي لا يستحق سوى أجرة شهرية وأقصى ما أمنحه إياه لو كنت رئيسا لأي نادٍ هو 100 مليون في الموسم 50 عن طريق الشيك و50 تحت الطابلة .. ماذا سيمنحك هذا اللاعب هل سيجلب لك كأس إفريقيا، فحتى المنتخب المحلي خلقوه من أجل تكميم أفواه اللاعبين وفقط. إذن فالمنتخب المحلي حسب رأيك زيادة؟ شوف .. لو كنت لا أزال ألعب فإني لن أقبل سوى بالالتحاق بصفوف المنتخب الوطني الأول وكفى .. هذه هي شخصيتي. ماذا يمثل بالنسبة لك جواد؟ أحسن رئيس للمولودية في كل الأوقات. حاج عدلان؟ مهاجم حيلي بزّاف لكنه كان دوما يهابني، لم أكن أخشاه تماما وفي كل مرة خارج فيه وهو الذي طيلة مشواره لم يسجل علينا سوى هدفين فقط. دزيري بلال الذي اعتزل الموسم الماضي وسيكون غائبا عن داربي اليوم؟ حقيقة لقد التقيت دزيري مؤخرا وشاهدت إتحاد العاصمة .. لا يوجد مستوى كبير ولقد قلت له إنك لا تزال قادرا على اللعب إلى جانب هؤلاء، فالمستوى غير عالٍ ولعلمكم فإي كنت أناديه دوما "فرططّو" بالنظر لتحركاته الكثيرة فوق المستطيل الأخضر. لاعب كنت تتفاهم معه كثيرا في المولودية؟ كل اللاعبين كنت أتفاهم معهم وليس لدي أي مشكل مع أي أحد. في الأخير ما هو تكهنك بنتيجة المقابلة؟ هدفان مقابل هدف واحد لصالح المولودية وسيسجل يوسف سفيان في هذه المقابلة، كما أن عمور مطالب بصنع الفارق فإذا لم تستفد المولودية من هذا اللاعب في مثل هذه المقابلات الكبيرة فماذا ستفعل به!.