يُعد فريق برشلونة من بين الأندية التي تعتمد على تكوين وما تزخر به مدرسة لاماسيا من مواهب ونجوم يشكلون العمود الفقري للفريق الأول على مر السنوات. وقد أثبتت هذه السياسة نجاحها في السنوات الأخيرة الماضية بعد أن أصبح التشكيل الأساسي للفريق يضم سبعة الى ثمانية لاعبين من لاماسيا، وهو ما دفع بإدارة النادي الكتالوني الى زيادة الاهتمام والاعتناء بالتكوين وشبان النادي. ورغم ذلك فهي تواكب التطورات الموجودة في كرة القدم، وتنافس على أبرز الصفقات حين تستقدم من لاعبين الى ثلاثة كل موسم، وهناك من يُكتب له النجاح في أفضل فريق في العالم، وهناك من يخرج من الباب الضيق كما سنستعرضه في هذا التقرير، الذي يصنف أبرز صفقات برشلونة الفاشلة في السنوات الماضية واللاعبين الذين لم يستطيعوا فرض أنفسهم، فغادروا بعد موسم واحد أو ما يقل عن ذلك، ولعبوا مقابلات تُعد على الأصبع مقابل أموال مرتفعة نوعا ما، يتقدمهم الإيطالي ألبر تيني وزامبرة، بالإضافة الى إبراهيموفيتش، الذي يُعد الصفقة الأغلى في تاريخ البلوغرانا لكنه لم يلبث الا موسما واحدا وعجز عن فرض أسلوب لعبه مع نجوم كميسي وتشافي وإنيستا .
الإيطالي ديميتريو ألبيرتيني
تعاقد مع برشلونة في جانفي 2005، ولم يحقق شيئا سوى المشاركة في خمس مباريات، إضافة لصورة تذكارية جوار زملائه الفائزين ببطولة دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني آنذاك. جاء مكان لاعب محنك اسمه إيدغار ديفيدز. قدّم مباريات خيالية مع البارصا موسم 2003/ 2004، لكنه عجز عن خلافته .
الأوكراني تشغرنسكي
أعلن الرئيس "ساندرو روسيل" عن اقتراب رحيل الأوكراني "ديميتريو تشايغرنيسكي" عائداً إلى موطنه وناديه السابق "شاختار" الأوكراني، مع ذكر تفاصيل العملية بعد موسم واحد مخيب مع برشلونة. ارتكب عدة أخطاء لم تشفع للمدرب بيب غواريدولا في الإبقاء عليه، خاصة أنه هو من جلبه للنادي، إلا أن النادي باعه ب 15 مليون أورو، وهو مبلغ مريح، عوّض به خيبة أمل هذه الصفقة .
السويدي إبراهيموفيتش
يُعد النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أغلى صفقة أبرمها فريق برشلونة الإسباني في تاريخه بعد أن كلف خزينة النادي 45 مليون أورو نقدا بجانب التنازل عن الهداف الكاميروني صامويل إيتو، وإعارة لاعب الوسط البيلاروسي ألكساندر هليب لإنتر ميلان الإيطالي لمدة عام واحد . وكسرت قيمة صفقة إبراهيموفيتش المقابل الذي دفعه برشلونة في صيف عام 2000 للتعاقد مع الهولندي مارك أوفرمارس من أرسنال الإنجليزي، والذي بلغت قيمته 36.5 مليون أورو . لكنه رحل بعد موسم واحد مخيب لم يستطع فرض نفسه والتأقلم مع أسلوب برشلونة، الذي يعتمد على اللعب القصير والتمريرات، بعد أن كان يفضل التسديد والجري بالكرة والمراوغة، وهو ما أدى إلى الاستغناء عنه .
الأرجنتيني روبيرتو بونانو يُعد من أسوأ حراس المرمى الذين جاءوا في تاريخ الدوري الإسباني وليس برشلونة فحسب. تعاقد البارصا معه موسم 2001/2002 قادماً من ريفربلات الأرجنتيني. هذا الحارس ولجت شباكه كمٌّ من الأهداف لم يلج شباك البارصا على مر العقدين الماضيين. كان "حارسا كارثة" بأتم معنى الكلمة، ولولا أن هناك صفقات أسوأ منه لكنا وضعناه في المرتبة الأولى كأسوأ صفقة في تاريخ برشلونة وليس في العشر سنوات الأخيرة فقط! بونانو لعب مع برشلونة 51 مباراة في موسمين فقط. وهُزت شباكه في أول موسم 30 مرة. وأنهى البارصا الدوري رابعاً. وفي الموسم التالي 2002/2003 هُزت شباكه 40 مرة، وأنهى البارصا الدوري سادساً، ليرحل بونانو الى دوري الدرجة الثانية الإسبانية رفقة ديبورتيفو آلافيس. الإيطالي جانلوكا زامبروتا هرب من جحيم السيريا "ب" مع جوفنتوس، فأخفق بقوة مع برشلونة. أهدى هدف الفوز الوحيد لمانشيستر يونايتد قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2007/2008، عندما مرر كرة جميلة لبول سكولز على حافة منطقة الجزاء، ليسدد المدفعجي بيمناه على أقصى يسار المُهتز "فالديز"، ليعبر اليونايتد بهذا الهدف اليتيم. ولم يقدّم زامبروتا ما يشفع له مع البارصا خلال الموسمين اللذين قضاهما مع الفريق الكتالوني، ليغادر بعد ذلك الى الميلان. البرازيلي جيوفاني قدِم من نادي كروزيرو البرازيلي موسم 2000/2001. وظهر بقميص البارصا 26 مرة فقط في موسمين. وأحرز هدفا يتيما رغم أنه صانع ألعاب صريح. وفي أحيان كثيرة كان يزج به في الهجوم، مما يوضح قيمة جيوفاني الذي انتهى به المطاف في مانشيستر سيتي والدوري الإنجليزي، ثم مع هال سيتي قبل أن يضع حدا لمسيرته الكروية، وقبلها عاد للعب في البرازيل. الفنلندي ياري ليتمنانن انضم لبرشلونة موسم 1999/2000 ولم يفعل شيئا يُذكر مع الفريق فقط هدفا واحدا في 20 مباراة، وسرعان ما رحل عن النادي منضماً إلى ليفربول الإنجليزي، وهناك حقق كأس الاتحاد الأوروبي على حساب فريق ديبورتيفو آلافيس الإسباني في مباراة ماراثونية انتهت بالهدف الذهبي. ورغم أنه كان أحد نجوم أجاكس في الفترة الذهبية الا أنه عجز عن فرض نفسه في البلوغرانا. البرتغالي سيماو سابروسا انضم بصفقة قياسية آنذاك تجاوزت 20 مليون دولار. ولم يفعل سيماو أي شيء في 46 مباراة خلال موسمين، وعاد يجر أذيال الخيبة نحو بنفيكا البرتغالي حتى عاد إلى الليغا رفقة أتلتيكو مدريد، وقدّم مباريات مُذهلة معه. شهد مستوى سابروسا تطورا كبيرا. ورغم ذلك لم يتمكن من الإفصاح عن موهبته مع البارصا. الإيسلندي غوديونسون كان من أفضل لاعبي الوسط المهاجمين في الدوري الإنجليزي قبل انضمامه إلى برشلونة، لكنه لم يتكيف مع طبيعة الدوري الإسباني. حاول واجتهد لكنه لم يجد لنفسه مركزاً أساسياً في تشكيلة الفريق، ثم عاد للدوري الإنجليزي مع ويستهام. المكسيكي جوفاني دوس سانتوس البعض شبّهه برونالدينيو الجديد، لكنه خذل الجميع ورحل إلى توتنهام، وهناك سقط سقوطا مريعا، لينتقل إلى إيبسويتش تاون في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية، والذي دربه "روي كين" قبل أن يعود إلى راسينغ سانتدار هذا الموسم. وأفل نجمه بصورة غير طبيعية حيرت الجميع. البيلاروسي ألكسندر هليب لاعب نادي أرسنال الأسبق. قدّم أداءً يشبه إلى حدٍ كبير أداء زين الدين زيدان. انضم للبارصا من أجل تحقيق المزيد من الشهرة، مُعتقداً أن أرسنال لن يفوز أبداً بدوري أبطال أوروبا، ولن يربح منه المزيد من الأموال. أراد الشهرة والمال ودوري الأبطال. حصل على المال والأبطال لكنه فقد الكثير من لياقته وفنياته الراقية، وبات لاعباً منبوذاً حتى من مدرب المنتخب البيلا روسي. انضم هليب لبرشلونة موسم 2008/2009. وشارك في 19 مباراة فقط ولم يُحرز أي هدف، علماً بأنه أحرز 7 أهداف في ثلاثة مواسم مع أرسنال. وصنع أكثر من 25 هدفا، بالإضافة لصناعته 30 هدفا مع شتوتغارت الألماني قبل انضمامه للمدفعجية. الإسباني سانتياغو إيزكويرو نجم نادي أثلتيك بيلباو دمره المدرب ريكارد، أجلسه على الدكة، وكان لديه كل الحق في ذلك. والسبب أن إيزكويرو لم يُثبت كفاءته أمام المهاجمين الأساسيين "المحنك هينريك لارسون" والأسد الكاميروني القدير "صموائيل إيتو". وحتى لم يثبت نفسه أمام الأرجنتيني (ماكسي لوبيز)، والذي يُعد من أسوأ صفقات برشلونة في السنوات العشر الأخيرة، ليعود بعدها الى بلباو. إعداد: كمال. م