يعد حارس المرمى المركز الأكثر تميزا وحساسية في عالم المستديرة، والسبب هو أنّه خط الدفاع الأخير عن المرمى وثانيا أنه الأهم اللاعب الوحيد القادر على استعمال يديه في الفريق. لطالما تميّزت الكرة الإسبانية وخاصة قطبيها الريال وبرشلونة بالهجوم القوي والكاسح، مما جعل للحراس أهمية كبيرة في التصدّي للخطوط الهجوم الكاسحة للفريقين، لذلك فالأضواء دائما تسلّط على الحراس رغم أنّ البارصا في السنوات الأخيرة عانت من حراسة المرمى قبل تحسّن مستوى فالديس، فلطالما نادى المحبين والمشجعين ببوفون أو حتى كانيزاراس في وقت سابق، رغم ذلك هذا لا يمنع من وجود حراس تاريخيين تركوا بصماتهم في النادي الأزرق والأحمر سنستعرضهم في هذا التقرير المميّز. ريكاردو زامورا اسمه الكامل ريكاردو زامورا مارتينيز؛ ولد في 21 جانفي 1901. بدأ مع نادي إسبانيول العام 1912، لينتقل بعد ذلك إلى برشلونة سنة 1919 واستمر معه حتّى 1922، فاز خلالها بكأس إسبانيا مرّتين، ليعود بعدها إلى إسبانيول ويستمر معه حتّى1929 ، لينتقل بعدها إلى ريال مدريد وليحصل معه على أول بطولة للدوري الإسباني موسم 1931\1932. وفي الموسم الذي تلاه توّج بكأس إسبانيا مرّتين . اعتزل زامورا عام 1936، وتاركا إسبانيا تتخبط في حرب أهلية إسبانية وعاد بعد نهايتها، ليدرّب العدّيد من أنديتها. توفي زامورا في الخامس عشر من سبتمبر عام 1978 بمسقط رأسه مدينة برشلونة. للعلم، أطلق اسمه على جائزة تعطى للحارس الذي يتلقّى أقل عدد من الأهداف في الليغا الإسبانية. يعد الحارس زامورا الأفضل في تاريخ الليغا ككل، أين لعب للغريمين الريال والبارصا فتألق مع العملاقين الإسبانيين، ليبقى وبدون منازع الأفضل في تاريخ الليغا وبرشلونة. فرانسيسكو خافيير غونزاليز "أورتي" أوروتي.. كان الرقم الحقيقي في تاريخ برشلونة بعد زامورا الذي فقد هذه الصفة عند البعض بعد رحيله إلى الغريم التقليدي ريال مدريد، ولو أنه قضى مع النادي 6 سنوات إلا أنه ترك انطباعا عميقا. أفضل أدائه كان بقميص البلوغرانا ويعود لموسم 1984/1985، حيث حلّ برشلونة ضيفا على بلد الوليد قبل 4 جولات من انتهاء الليغا مع خيار الفوز بالدوري. كان النادي الكتالوني متقدما بنتيجة 2-1، لكن الحكم أشهر ضربة جزاء لصالح المنافس في الدقيقة ال87، فتألق وصدّ الضربة التي سددها (ماجيكو غونزاليز). عقب اللقاء، كانت هناك نشوة كبيرة في شوارع مدينة برشلونة التي اجتاحها ملايين المشجعين الذين احتفلوا مع النادي باللقب الذي غاب لمدة 11 سنة، ومنذ ذلك الوقت فاز أوروتي بمكانة خاصة في قلوب الجماهير، لكن مع الأسف لم يكون محظوظا أبدا على المستوى الدولي بوجود الحارس الإسباني العملاق لويس أركونادا. ظهر مع "منتخب لاورخا" لأوّل مرّة يوم 29 مارس 1978 في مدينة خيخون الإسبانية أمام النرويج، في مباراة فاز بها "الماتادور الإسباني" بنتيجة 3-0. لعب آخر لقاء مع منتخب إسبانيا أمام الدانمارك، وانتهت بنتيجة 2-0 في "كوبنهاغن". كان حاضرا ضمن التشكيلة المستدعاة في مونديال الأرجنتين 1978 ومونديال إسبانيا 1982، لكن ليس كأساسي. نفس الأمر ينطبق في نهائيات كأس الأمم الأوروبية بإيطاليا1980 ، لكن كان احتياطيا أيضا.
أنطونيو زوبيزاريتا : أطول من حرس مرمى برشلونة في العقدين الأخيرين، ولد عام 1961 في مدينة فيتوريا في إقليم الباسك. بدأ حياته الكروية مع ألفيس سنة 1979، وانتقل إلى برشلونة عام 1986 لعب معه حتّى 1994، لينتقل بعدها إلى فالنسيا لينهي معه مسيرته عام 1998، وهو حاليا المدير الرياضي لنادي برشلونة -استلم هذا المنصب في عهد الرئيس الحالي ساندرو روسيل-، لعب مدة 8 سنوات في برشلونة، وهي الفترة الأكثر تألقا بتاريخ النادي الكتالوني العريق. كان زوبيزاريتا من الركائز الأساسية ل"دريم تيم"، أين اشترك في غرفة الملابس مع العديد من النجوم الكبار والأساطيركرونالدو كويمان، ميكائيل لاودروب، خريستو ستويتشكوف، جوسيب غوارديولا، ألبيرت فيرير وروماريو. فاز بأوّل دوري الأبطال بتاريخ البلوغرانا، كما فاز بالليغا أربع مرّات، مرّتين بالكأس، رابطة الأبطال، الزامورا مرّتين وجائزة أحسن رياضي في إسبانيا قبل أن يتحوّل للتدريب، ومن ثم المدير الإداري لبرشلونة حاليا مع ساندرو روسيل. فيتور بايا : أحد الحراس الأسطوريين في البرتغال، بدأ مسيرته مع بورتو في 1988 وحقق معه الكثير من الإنجازات وانتقل إلى برشلونة موسم 1996 \1997 مع المدرب بوبي روبسون. غاب عن مباراة واحدة فقط، لكن الإصابة أجبرته على ترك مكانه الأساسي في عهد لويس فان غال للحارس الهولندي رود هيسب، ليعود إلى بورتو سنة 1999 ويستمر معه حتّى نهاية مسيرته عام 2007. اختير كأفضل حارس مرمى في العالم عام 2004، لكن المفارقة هي أنه لم يدع إلى المنتخب البرتغالي الذي نافس في كأس الأمم الأوروبية، رغم هذا الاختيار ورغم فوزه بكأس أندية أوروبا أبطال الدوري مع بورتو . يعد فيتور بايا أكثر لاعب ربح بطولات وهو في طريقه لزيادتها، ولم يستطع أي لاعب أن يحقق ما حققه بايا، فقد حقق 30 بطولة طوال مشواره الاحترافي، لكنه لم يستطع ربح أي بطولة دولية مع منتخب بلاده. يبقى فيتور بايا واحدا من عشرة لاعبين الذين فازوا بجميع الألقاب الأوروبية على صعيد الأندية . القائمة الكاملة لبطولات فيتور بايا : 10 مرّات بطولة الدوري البرتغالي، 7 مرّات بطولة السوبر البرتغالية، 5 مرّات كأس البرتغال، مرتين كأس إسبانيا، مرّة واحدة بطولة دوري أبطال أوروبا، مرّة واحدة كأس الاتحاد الأوروبي، مرّة واحدة بطولة الدوري الإسباني، مرّة واحدة كأس العالم للأندية، مرّة واحدة كأس الكؤوس الأوروبية،مرّة واحدة كأس السوبر الإسبانية. فيكتور فالديز : حارس برشلونة الحالي واسمه الأصلي فيكتور فالديز أريباس، ولد في الرابع عشر من شهر ديسمبر 1982. بدأ مسيرته مع فريق برشلونة الثاني سنة 2000، وانتقل إلى الفريق الأول عام 2003، أين تمكن من انتزاع مكانه كأساسي في الفريق، رغم وجود حارس من العيار الثقيل هو التركي روستو الذي قدّم أداءً خياليا عام 2002 مع منتخب بلاده. لقد عاصر فالديز فترة المجد لبرشلونة مع المدرب فرانك ريكارد، وكان جزءا من "الفريق الحلم" الذي فاز بجميع الألقاب عام 2009 بقيادة جوزيبي غوارديولا . رغم أنّ له أخطاء كثيرة، إلا أنّ مستواه تطور بشكل كبير توّجه بالاستدعاء إلى منتخب إسبانيا الفائز بكأس العالم عام 2010، ويكفي أنه فاز بجائزة زامورا ثلاث مرّات أعوام 2005 و2009 و2010، مما جعل المراقبين يروّن فيه المنافس الأبرز لكاسياس على مركز حارس إسبانيا الأساسي. أمّا هذا الموسم 2010 – 2011، قدّم فالديس أداءً رائعا مع نادي برشلونة، حيث بقيادته استطاع النادي تحقيق الدوري الإسباني بمنافسة شديدة مع ريال مدريد، وكان حاسما في الكثير من المباريات في الدوري دون أن ننسى مساهمته في إحراز دوري الأبطال الذي حقق معها جائزة زامورا في الليغا لهذا الموسم. إعداد: ك. م