اعتزل بعض باعة حيوانات الزينة بالعاصمة مهنتهم محولين نشاطهم نحو اختصاصات أخرى بعد انتشار مرض إنفلونزا الطيور في مختلف أنحاء العالم. حاولنا الاستفسار عن هذا الأمر لدى أصحاب محلات بيع العصافير و الحيوانات الأليفة، و كانت وجهتنا الأولى شاب يملك محلا متخصصا في هذا النوع من النشاط التجاري، و قد جزم لنا بأن المحل كان ذا مردودية عالية فيما مضى من الأيام، و هو ما جعله يختار هذه المهنة،لكنه سرعان ما غير نشاطه خشية أن يعلن إفلاسه، على عكس السيد مزاري البالغ من العمر 53سنة والذي بدا متمسكا كثيرا بهذه المهنة رغم تراجع مردوديتها حيث قدر لنا رقم أعماله ب 200الف دينار سنويا و الحال نفسه وجدناه عند السيد- س-البالغ من العمر 56 سنة، الذي يُصر على الوفاء لمهنته رغم أن الأرباح تتضاءل من سنة إلى أخرى حيث قدرها بين80 و100الف دينار جزائري في السنة، و يقول محدثنا بأنه على الرغم من أنه أب لأربعة أبناء عليه رعايتهم بشكل أفضل، فإنه لن يتخلّى عن تربية العصافير و بيعها لأنه يعشق هذه المهنة و قد أفنى عمره فيها. أما رابع محل زرناه بالعاصمة والذي كان على مشارف الإغلاق، فقد أكد لنا صاحبه بأنه كان يحقق ربحا وافرا فيما مضى رغم أن مساحته لا تفوق حجم مصعد صغير إلا أن المداخيل حاليا أصبحت معدودة و السلعة باتت مفقودة، وإن وجدت فأسعارها باهضة الثمن إذ تصل إلى 60ألف دينار جزائري بالنسبة لبعض الطيور النادرة كالنسور والببغاوات خاصة بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة لحضر استيراد الحيوانات من الخارج. و تجدر الإشارة إلى أن الطيور النادرة و الجوارح تُستورد من الهند و الصين، و تستورد الأنواع الأخرى من فرنسا وإسبانيا فيما يتم "إنتاج" القليل منها في الجزائر، و تتم عملية "الإنتاج" عبر تزويج تلك الطيور بعضها ببعض،فيما تستورد أدوات الصيانة وغذاء هذه الحيوانات من الخارج. و قد أجمع معظم هؤلاء الباعة على أنهم كانوا يهوون جمع الحيوانات ثم تطورت الهواية لديهم ليتخصص بعضهم فيها. أحد الشباب بالعاصمة اتّخذ من الساحة التي تقع وسط شارع ميسوني مكانا لعرض سلعته ،حيث زيّنها بأشكال مختلفة و كثيرة من الأقفاص تحوي أعدادا كثيرة و متنوعة من عصافير الزينة التي امتزجت أصواتها بصيحات الباعة وأبواق السيارات، و رغم أن إقبال الزبائن فاتر إلا أن الفضوليين يقبلون بكثرة للتفرج على هذه الحيوانات اللطيفة. أما عن إمكانية الاستثمار في هذا المجال فيقول احد الباعة "بعد قانون الاستثمار الجديد الذي وضعته الدولة والذي يقضي بضرورة امتلاك 200 مليار سنتيم. فمن الصعب أن يتطور هذا المجال في الجزائر لان من يهوى هذا النشاط قد لا يملك المبلغ الكافي للاستيراد ومن يملك المبلغ فسيفكر حتما في تخصص آخر نظرا لان ثقافة تربية الحيوانات الأليفة عند الجزائريين محدودة إلى حد ما" . ريم.أ