مع اشراقة كل صباح يستعد باعة النباتات في شارع ''بيجون'' بالعاصمة الى توزيع العصافير والنباتات التزينية من مختلف الأنواع على امتداد مساحة العرض التي حولت بساطة الشارع الى جنة خضراء لطالما استقطبت منذ اعتمداها كمقر لبيع النباتات التزينية اهتمام المارة من الجنسين خاصة الفتيات والنساء منهم. أضفت مساحة بيع النباتات رغم صغرها رونقا وجمالا مميزين استطاع إعطاء وجه آخر للعاصمة غير الذي عهدناه ونظرا لتعدد وتنوع النباتات فيها وجد الزبائن من محبي النباتات ضالتهم بالقرب منهم، حيث حمل الباعة المتواجدون هناك أجمل الأنواع التزينية من وردود ونباتات مطلوبة بشدة لدى المواطنين خاصة التي يمكنها العيش والنوم داخل البيت. أكد السيد عبد القادر احد باعة النباتات في شارع ديجون انه يمارس هذه المهنة منذ 25 سنة والتي ورثها عن والده. وفي سياق الحديث معه، أوضح لنا أن بعض النباتات التي يبيعها مستوردة من تايلاندا تحديدا مثل ''بومب دوشونس'' و''نولينا''، بالإضافة الى ''بيغونيا'' وهي نباتات تنمو خارج المنزل وتتميز بأزهارها الجميلة، أما نبتة ''أذن الفيل'' فهي من النباتات التي تنمو طبيعيا داخل المنزل. وبالنسبة لأغلى النباتات عنده، يقول أنها ''نبتة سيكاس'' ونبتة ''كسينيا''، وهما شجرتان يقتنيهما الأثرياء غالبا، ويشتري الجزائريون في العموم نبتات ''الإكليل، الحبق، الفيجلة واللويزة''. نباتات الزينة المنزلية الأكثر طلبا يذكر سمير أحد باعة النباتات، يمارس هذه المهنة منذ عدة سنوات، أن الباعة في السابق كانوا يعانون من عدم وجود مكان مستقر لعرض نباتاتنا، أما اليوم وبعد استحداث هذا المكان الدائم بشارع ديجون تمكنا من الاستقرار ولو بشكل نسبي، والمهم بالنسبة لنا هو خدمة زبائننا والاعتناء بشكل جيد بالنباتات التي نعرضها يوميا هنا. وأوضح البائع أن الكثير من المواطنين خاصة النساء يقبلون على اقتناء انواع معينة من النباتات خاصة النباتات التي تعيش داخل المنزل. وأكد سمير أن جميع النباتات الموجودة عنده محلية ويسعى للحفاظ عليها داخل مشاتل بكل من باب الزوار وبوفاريك. أما عن تعداد النباتات الموجودة فقال هناك ''القطيفة'' أو ''كوليوس'' وهي نبتة قديمة تعيش تحت درجة حرارة مرتفعة وبإمكانها العيش داخل المنزل وخارجه وكذلك لورتونسيا والتي سميت بهذا الاسم لأنها تحمل أزهارا طيلة أربعة أشهر، وكذا ''الحاشية'' التي أكد لنا أنها تنمو في الظل ولا يستحب تعريضها لأشعة للشمس. المقنين سيد المعروضات التقينا خلال تجوالنا في شارع ديجون، بالإضافة الى بائعي النباتات، الشاب رضا بائع الطيور الذي حدثنا عن هواية تربية العصافير التي تحولت مع مرور الزمن الى مهنة يسترزق منها. وأكد رضا أن بعض أنواع الطيور الموجودة عنده محلية على رأسها ''المقنين'' ومنها ما يتم استيراده مثل ''الببغاء''. أما عن الأنواع الأخرى الموجودة عنده، فنجد ''الكناري طيور الجنة والحسون'' وغيرها. ويكشف لنا المتحدث عن ارتياحه لوجود نسبة معتبرة من الأفراد لديهم ثقافة الاهتمام بالطيور والنباتات ويقبلون على اقتنائها بشكل كبير خاصة الشباب منهم الذي يمارس هواية تربية الطيور، وهو ما اكتشفه خلال تعامله مع الزبائن الذين يتبادلون معه طرق تربية العصافير كالأكل الذي تتناوله وكيفية تعليمها الغناء بشكل جميل. اما عن الببغاء فأكد رضا انه من أكثر الحيوانات اقتناء بعد المقنين خاصة الملون منه الإفريقي، رغم ارتفاع سعره الذي يتجاوز في الكثير من الأحيان مبلغ المليوني سنتيم.