محمد يعقوبي: [email protected] ليس ضروريا أن يكون الإنسان بعثيا أو عراقيا أو حتى عربيا ليعترف بالشموخ الأسطوري للرئيس صدام حسين بين يدي شانقيه من ..الصفويين العملاء... لقد قادهم هو إلى المشنقة ولم يقودوه، وتقدم بهم إلى المقصلة ولم يقدموه، ورفض أن يرتدي القناع وهم من ارتداه خوفا وجبنا من التاريخ، الذي سيحفظ لصدام شجاعته ويحفظ لهم عويلهم وعمالتهم للأمريكان.. إنه مشهد مروع يذكرنا بإعدام سيد قطب في ستينيات القرن الماضي. القياس هنا مع الفارق، لأن سيد قطب كانت قضيته مع النظام المصري أما صدام، فقد كانت قضيته مع الأمريكان، لقد اقترب الإمام من سيد قطب ليلقنه الشهادتين قبل أن يشنق، فنظر إليه نظرة المقبل على الحياة وليس المقبل على الموت، وقال له في كبرياء وشموخ "يا هذا نحن نموت من أجلها "يقصد الشهادتين" وأنتم تأكلون بها الخبز... ثم أردف يقول..إن كلماتنا ستظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبّت فيها الحياة. وهكذا بالضبط كانت نهاية صدام حسين، غير عابئ بالحبل الذي لفّت به رقبته، بل ومناديا بعزة وشموخ العراق وفلسطين.. وحتى الأمة العربية البائسة والموبوءة بحكام يدينون توقيت الإعدام وليست لهم مشكلة لو أعدمت أمريكا كل بقايا العزة والكرامة في أمتنا. بوش يتحدث الآن عن "إعدام لائق" لرفاق صدام ويقول لو كان الأمر بيد الأمريكان لكان الإعدام مختلفا.. والحقيقة أن حكومة المالكي ليست سوى بيدق يأتمر بأوامر البيت الأبيض ولسنا ندري أين سيكمن الاختلاف، والعملية من أساسها إجرام في حق العراق والمسلمين في أحد أهم أعيادهم الدينية، والأكيد أن الأمريكان ومعهم "الصفويون" من العراق قد اغتاظوا من صمود وشموخ صدام، ولو أنه ظهر ضعيفا، كما "كذب" موفق الربيعي، لتحوّل النقاش إلى تفاصيل أخرى ولمات صدام فعلا، بمجرد شنقه، لكن الرجل جعلهم بالفعل، منشغلين بوفاته أكثر من انشغالهم بحياته. فهكذا رجال تولد كلماتهم عندما يموتون