كشفت مصادر دبلوماسية مسؤولة في وزارة الخارجية النمساوية للشروق، أن فيينا أرسلت محققين أمنيين إلى الجزائر للتنسيق مع المصالح الأمنية فيها، في عملية التحقيق في اختطاف سائحين نمساويين بالقرب من الحدود الجزائريةالتونسية المشتركة. كشف أمس، المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، مارتان كارتنر، في اتصال خاص مع الشروق، أن خبيرين أمنيين أرسلتهما فيينا في طريقهما الى الجزائر للتنسيق مع السلطات الجزائرية في التحقيق الذي فتحته حول اختفاء السائحين النمساويين، ولفغانغ ابنر واندريا كلويبر. وكشفت مصادر دبلوماسية اتصلت بها الشروق، أن المبعوثين يكونان قد حلا صباح اليوم الخميس، بمطار هواري بومدين، قادمين إليها من تونس العاصمة، وأضافت أن الأمر يتعلق بمسؤولين اثنين من المكتب الفيدرالي لصيانة الدستور ومكافحة الإرهاب وسيتبعهما لاحقا ضابط ثالث من جهاز مكافحة الإرهاب النمساوي المعروف باسم "كوبرا"، وتنوي المجموعة التنقل إلى المنطقة التي يعتقد ان السائحين النمساويين اختطفا فيها في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، بالقرب من الحدود الجزائريةالتونسية المشتركة.وأكد كارتنر في حديثه للشروق أن مسؤولي خلية الأزمة التي تم تنصيبها في فيينا لهذا الغرض دخلت في اتصالات متواصلة مع السلطات الجزائريةوالتونسية لمتابعة مستجدات البحث في القضية، للوصول الى آخر المعطيات عن المسار الذي يكون قد أخذه خاطفو السائحين، في ظل الغموض الذي يكتنف حقيقة ما جرى، بعد أن سارعت تونس إلى تكذيب ما ورد في بيان تنظيم القاعدة الذي تبنى العملية. وقال إن عملية الاختطاف نفذتها مجموعة تابعة له في عمق التراب التونسي، ولم تتأخر الجزائر بدورها على لسان سفارتها بفيينا في تكذيب خبر تنفيذ عملية الاختطاف أو وجود الزوج النمساوي المختطف حاليا على أراضيها. وأضاف مؤكدا أن خلية الأزمة على مستوى الوزارة تلقت فعلا نسخة غير أصلية من الشريط التسجيلي الذي بثته قناة الجزيرة، وتبنى فيه ناطق باسم القاعدة عملية الاختطاف، وقال كارتنر إن مختصين فحصوا التسجيل الصوتي "سيعطون رأيهم مساء اليوم (أمس الأربعاء) في صدقية التسجيل من عدمه". وحول ما تردد عن إقدام الخاطفين على نقل السائحين الى شمال مالي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن حكومته اتصلت فعلا بسفيرها لدى العاصمة السنغالية دكار، ليتنقل الى باماكو من أجل متابعة الموضوع مع حكومة مالي، وأضاف أن لا شيء في حوزته يشير إلى الاتجاه الفعلي الذي أخذه المختطفون. وظهر أن أحد المختطفين الاثنين على الأقل، وهو ولفغانغ ابنر، رجل يبلغ من العمر 51 سنة، ويعمل مستشاراً، اعتاد منذ العام 2000 القيام برحلات سياحية في الصحراء التونسية، ويعرف المنطقة بشكل جيد.من جهتها، نسبت القناة الأولى في الإذاعة النمساوية إلى مسؤول في وزارة الخارجية النمساوية يدعى بيتر لاونسكي، قوله إن مدونة خاصة على شبكة الانترنت أظهرت رسالة شخصية من المخطوفين، حيث أرفق معها معطيات جواز سفريهما، مذكراً في ذات الوقت أن الوزارة كانت أشارت في موقعها إلى مستوى الخطورة العالي الذي يحيط بالمنطقة التي وقع فيها الاختطاف.