الرهينتان النمساويتان خلال اختطافهما أعلنت أمس، وزارة الخارجية النمساوية أن السائحين المختطفين من طرف تنظيم "الجماعة السلفية" "قد تم تحريرهما". * ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزيرة الخارجية النمساوية تصريحها أن السائحين النمساويين "فولقن و"أندريا كلوبار" المحتجزين بمالي منذ حوالي 8 أشهر،"تم تحريرهما" ولم تستعمل مصطلح "الإفراج عنهما"، استنادا الى مصالح الرئاسة المالية. وكشفت في بيان إعلامي أن السفير المفوض فوق العادة أبلغني خبر الإفراج عن السائحين المحتجزين ليلة أول أمس، بعد 252 يوم من الحجز". وأضافت أنهما تحت حماية الجيش المالي باتجاه العاصمة باماكو. ومن المقرر أن توفد السلطات النمساوية طائرة خاصة في الساعات القليلة لنقل السائحين الى موطنهما "وهما في صحة جيدة". * وكان السائحان النمساويان قد اختطفا في صحراء تونس، وكانا محتجزين بدولة مالي، حسب ما ذهبت إليه تصريحات وزيرة الخارجية النمساوية، ما يؤكد على صعيد آخر، تصريحات المسؤولين الجزائريين بأن الجزائر غير معنية بهذه القضية على خلفية أن عملية الاختطاف تمت بالتراب التونسي وكان السائحان محتجزين في مالي. * وكانت "الجماعة السلفية" قد تبنت عملية الاختطاف ونسبتها الى كتيبة "طارق بن زياد" تحت إمرة "عبد الحميد أبو زيد" بإشراف "يحيى أبو عمار" أمير الصحراء في تنظيم "درودكال"، وحدد شروطا مقابل الإفراج عنهما منها إطلاق سراح مساجين من نشطاء التنظيم وفدية قدرتها بعض الأوساط ب5 ملايين أورو. * واستمرت المفاوضات بعد أن تعثرت عدة مرات بين الخاطفين والسلطات النمساوية في سرية تكون أثمرت في النهاية عن الإفراج عن الرهينتين وكان مسؤول في الخارجية النمساوية قد أكد قبل أسبوع من إجراء الرئاسيات النمساوية في 28 سبتمبر الماضي، أن "العملية تتجه في الاتجاه السليم وسيتم الإفراج عنهما قريبا "، وأدرج هذا التصريح يومها ضمن الحملة الانتخابية، ولم يشر بيان الخارجية النمساوية الى أدنى تفاصيل، كما حدث من قبل في قضية الإفراج عن السواح النمساويين المختطفين من طرف جماعة عبد الرزاق "البارا" أمير المنطقة الخامسة في "الجماعة السلفية" الذي يوجد حاليا رهن الحبس بالجزائر بعد تسليمه من طرف السلطات الليبية. * وتؤكد مصادر على صلة بالملف، على ان الإفراج عن الرهينتين له صلة باتفاق يكون جرى بين "مختار بلمختار" الأمير السابق للمنطقة التاسعة في "الجماعة السلفية" ومسؤولين ماليين بعد القبض على اثنين من قادة كتيبة "الملثمين" التي يتزعمهما وهما من جنسية موريتانية، كما سبق ل "الشروق" ان أشارت الى القضية بتفاصيلها، حيث عرض بلمختار المقايضة بالسائحين المحتجزين بوساطة أعيان من قبيلة "البرابشة" وهي من عرب مالي "وكانت أجهزة الأمن المالية تدرس العرض مع الجهات النمساوية"، حسب مسؤول أمني مالي، ليتم التوصل الى هذا الحل، خاصة وأن العملية تمت شمال مالي، حيث يتمركز بلمختار (خالد أبو العباس) مع أتباعه، لكن لا يستبعد تسديد "فدية"، خاصة وان قيادة "درودكال" راهنت على هذه العملية للحصول على المال في ظل العجز الذي تعاني منه بعد تجفيف منابعهما.