مازالت الأسرار والألغاز التي لم يتم فكها تخيم على قضية الخليفة على نحو جعل هيئة الدفاع والمتتبعين للقضية إلى يومنا هذا عاجزين عن التكهن بما سيتؤول إليه مجريات المحاكمة في ظل عدم سماع الرؤوس الكبيرة التي كانت مقربة جدا من رفيق عبد المومن خليفة فضلا عن عدم سماع عبد المومن خليفة نفسه لكونه موجود في حالة فرار، وكان بالإمكان فك الكثير من الألغاز لو تمكنت محكمة الجنايات من سماع المسؤولين الكبار الثلاثة لبنك الخليفة الذين شاءت الصدف والأقدار أن لا يتم الإستماع لهم في ثلاثة، وهم كل من كريم اسماعيل نائب المدير العام لبنك الخليفة الموجود في حالة فرار وهو محل أمر دولي بالقبض، نانوش محمد المدير العام الأسبق لبنك الخليفة الموجود في حالة فرار هو الآخر. إضافة إلى المدير العام لبنك الخليفة الذي استخلف نانوش وهو لزهر عليوي الذي كانت الآمال معلقة عليه ليكشف المستور غير أنه توفي في ظروف غامضة بسجن الحراش قبل أن يتم سماعه وقبل أن يكشف أسرارا كثيرة كانت بحوزته بحكم منصبه كمدير عام للبنك، ودفنت معه إلى الأبد، عليوي لزهر حسب بعض المحامين كان يملك كل المفاتيح التي لا يملكها إلا شخص ثان وهو رفيق عبد المومن خليفة. ويبقى أهم لغز لم تصل محكمة الجنايات إلى فكه هو كيف كان يتم تهريب حقائب وأكياس العملة الصعبة و ملايير من الدينارات من الجزائر إلى الخارج، كم هو حجم الأموال المهربة من البنك إلى الخارج، وما هي الثغرة الحقيقة ببنك الخليفة التي لم تضبط إلى يومنا هذا، ومن كان يحمل حقائب وأكياس الدوفيس والدينار إلى الخارج، ومن هم المسؤولين الكبار المستفيدين من ريع الخليفة دون أن يتركوا أثرا وراءهم. كما لم تستمع محكمة الجنايات إلى زوجة عبد المومن خليفة وطليقته حاليا عميروشان نادية الموجود في حالة فرار وهي الأخرى كان بالإمكان أن تكشف الكثير من أسماء الشخصيات التي كانت تزور زوجة عبد المومن في منزله. ولم تستمع كذلك لكباش غازي الذي يعتبر عضوا مؤسسا ببنك الخليفة وهو خال رفيق عبد المومن خليفة ومسير شركة الخليفة للبناء موجود هو الآخر في حالة فرار ومحل أمر دولي بالقبض، إضافة إلى خالة عبد المومن خليفة جازورلي جويدة التي كانت المديرة العام للخليفة أيروايز، وهي الأخرى تملك مفاتيح تهريب العملة الصعبة على متن الخليفة أيروايز وأسماء الشخصيات الدولية المستفيدة من رحلات مجانية على متن طائرات الخليفة، إضافة إلى كرمان عبد الوهاب محافظ بنك الجزائر الذي منح الإعتماد لبنك الخليفة وهو الوحيد الذي بإمكانه تفسير كيف نشر الإعتماد مزورا في الجريدة الرسمية ومن حذف من نص الإعتماد العبارة الخاصة بالرئيس المدير العام ومداولات أعضاء اللجنة المصرفية، ولماذا نشر الإعتماد بدون ذكر إسم عبد المومن خليفة فيه. واستمعت محكمة الجنايات من بين 104 متهم لرأسين كبيرين فقط من الرؤوس الكبيرة المقربة من عبد المومن خليفة هما قليمي جمال رئيس ديوان عبد المومن خليفة، الذي تداول على عدة مناصب منها مفتش عام بالخليفة أيروايز بفرنسا و المدير العام للخليفة تي في" بفرنسا أيضا إلى جانب شعشوع عبد الحفيظ المدير العام للأمن والوقاية وحماية ونقل الأشخاص والأموال وهو مفتش سابق في الشرطة، هذان الأخيران اللذان يتردد إسمهما في كل الوقائع وما من متهم أو شاهد يتم سماعه إلى ويأتي على ذكر إسم قليمي أو شعشوع في الوقائع أو يذكرهما معا، غير أن هذين المتهمين لم يقدما الكثير لمحكمة الجنايات. ولعل أهم ما أفاد به قليمي هو أن الوزير الأسبق عبد النور كيرامان كان يتردد على عبد المومن خليفة في مكتبه وفي منزله لتوظيف ابنته في الخليفة أيروايز وأن ابنة عبد النور كيرامان أخذت مبلغ 1 مليون فرنك فرنسي ولتفتح خطا جويا لخليفة أيروايز بين الجزائر وميلانو الإيطالية غير أنها لم تفتح الخط ولم ترجع المبلغ، كما كشف بأن عبد المومن خليفة أرسل له شقيق الوزير أبو جرة سلطاني ليوظفه، وتحدث أيضا عن النجوم الذين حضروا حفلة "كان" الشهيرة بفرنسا ومنهم كاترين دونوف، باميلا أندرسون، والشاب مامي ،الشاب خالد ...وغيرهم ووزعت عليهم في نهاية الحفلة أظرفة مملوءة ب "الدوفيس" كهدية يضاف لها مأدبة العشاء والسهرة والحفل والرقص والغناء، وكل ذلك على حساب عبد المومن خليفة، كما كشف المتهمان أن عبد المومن خليفة كان يرسل أشخاصا يصرفون له أكياس الدينار إلى دولار في "السكوار" قبل أن يهربها إلى الخارج في الأكياس والحقائب، وكشف قليمي أيضا بان عبد المومن خليفة وعد إيغيل مزيان مدرب الفريق الوطني سابقا بجعله رئيسا للفيدرالية الوطنية لكرة القدم "الفاف" غير انه تراجع فيما بعد وطلب من إيغيل مزيان التنازل عن المنصب ل "محمد روراة"، وهو ما حدث فعلا حيث أصبح "محمد روراة" رئيسا ل "الفاف"، وكل هذا في وقت يعلم الجميع بان رئيس "الفاف" ينتخب. جميلة بلقاسم