أحدثت إلتماسات ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بالبليدة، والتي تراوحت بين 20 سنة حبسا نافذا كحد أقصى، و18 شهرا كأدنى عقوبة، صدمة كبيرة في أوساط المتهمين وعائلاتهم وذويهم الذين توافدوا بقوة صبيحة أمس إلى المحكمة للإطلاع على أهاليهم. ولوحظت على وجوه الكثير ممن حضر إلى البليدة علامات الحسرة والتأثر البالغ، جرّاء ثقل العقوبات التي التمستها النيابة العامة، والتي اعتبروها قاسية جدا، وأعربوا عن خشيتهم من أن تكون هذه الإلتماسات مؤشرا على توجه محكمة الجنايات نحو تسليط أقصى العقوبات على المتهمين في قضية الصندوق الرئيسي لبنك الخليفة. وعلى غير العادة، فقد غصّت قاعة محكمة الجنايات بذوي الموقوفين، منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، في الوقت الذي تأخر إحضار المتهمين الموقوفين إلى الجناح المخصّص لهم في الجلسة، الأمر الذي زاد من قلق ذويهم الذين امتلأت عيونهم بالدموع وهم يتبادلون إشارات التشجيع والصبر، وعدم التأثر بقسوة العقوبات التي جاءت في التماسات النائب العام، على اعتبار أنها ليست أحكام نهائية، ومن الطبيعي أن تأتي من جهة معروفة بصرامتها ضد المتهمين. أحد أقارب المتهمين، الذين التمس في حقهم عقوبة عشرين سنة نافذة لم يتردد في التأكيد ل"الشروق اليومي" على أن التماسات النائب العام، فاقت في قسوتها تلك التي صدرت في حق من ارتكب مجازر ضد الجزائريين أيام الجنون الإرهابي، فيما فضّل البعض مواساة نفسه بتطمينات المحامين، الذين راحوا يشرحون طبيعة إلتماسات النيابة باعتبارها مجرّد إجراء قضائي لا يحدد بالضرورة حجم العقوبات النهائية، التي تبقى من الإختصاصات المطلقة لمحكمة الجنايات المتكونة من الرئيسة ومستشاريها، والمحلفين وذلك بعد المصادفة على أية عقوبة بأغلبية الأصوات. وإذا كان تأثر المتهمين الكبار وذويهم مردّه إلى ثقل العقوبة، فإن "المتهمين الصغار"، قد تأثروا لورود أسمائهم كاملة على أعمدة بعض الجرائد، بل إن منهم من بكى كثيرا لاقتران إسمه مع عقوبة الحبس حتى وإن كان الأمر مجرّد التماس، نظرا للأثر السلبي والضرر المعنوي الذي سبّبه لهم ولذويهم، ومن هؤلاء مسؤولة الخليفة للخياطة ل. ليليا، التي صدرت في حقها عقوبة 18 شهرا نافذا وغرامة مالية بقيمة عشرة آلاف دينار، في حين بدا على المتهمة ليندة.ب التي التمس في حقها أربع سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية بقيمة مليون سنتيم مع مصادرة شقتها، بدا عليها ثبات واضح، وهي تفتخر بوالدها المسؤول بمؤسسة عمومية كبيرة، الذي قالت إنه قدم الكثير للجزائر. جميلة بلقاسم: [email protected]