قرر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور أبو عمران الشيخ، وعضو آخر من المجلس الإسلامي وممثل عن وزارة الشؤون الدينية عدم المشاركة في الوفد الجزائري الذي طار إلى مملكة بريطانيا، في زيارة تدخل في إطار تشجيع الحكومة البريطانية للحوار بين الأديان والحضارات والتعريف بالسياسة التي تتبعها تجاه مختلف الديانات. وأرجع الدكتور أبو عمران الشيخ دوافع مقاطعته هذه إلى انعدام التشاور والتنسيق بين الوفد الجزائري الذي يضم أساسا مختصين في الدراسات الإسلامية والسفارة البريطانية، صاحبة الدعوة، للنظر في برنامج الزيارة التي تدوم أربعة أيام، معتبرا دعوة السفارة البريطانية لهم يوما واحدا قبل الرحلة وإبلاغهم بالبرنامج المسطر تصرفا غير دبلوماسي يقلّل من شأن أعضاء الوفد الجزائري. ونفى المتحدث في اتصال مع "الشروق اليومي" وجود برنامج تم تسطيره بين الجهتين عكس ما تداولته مؤخرا الصحف ووكالة الأنباء الجزائرية، وأعرب عن استغرابه من هذا البرنامج الذي تضمن زيارات لا علاقة لها بالإطار الذي بُرمجت فيه، في إشارة منه إلى زيارة إيرلندا الشمالية التي تتزامن مع عودة العمل باتفاق تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية المجمد منذ 2002 والتصالح بين الطائفتين الكاثوليكية والبروستنتينية، كما تعجب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى من برمجة زيارة إلى البرلمان البريطاني ولقاء مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأمن الدولي الدكتور كيم هاولز، "كان الهدف من زيارتنا تلك محددا، ترقية الحوار بين الحضارات والأديان، ولم نكن ننتظر أن تأخذ الزيارة منحى آخر سياسي أو ثقافي"، يقول الدكتور أبو عمران. وما زاد الطين بلة، إرسال السفارة البريطانية بيانا إلى الصحف الوطنية يتضمن برنامج الزيارة دون إبلاغ أعضاء الوفد الذين كانوا آخر من يعلم بتفاصيل هذه الزيارة، ما دفع بالدكتور أبو عمران وعضو آخر من المجلس الإسلامي الأعلى وممثل عن وزارة الشؤون الدينية إلى مقاطعة الزيارة. وقد أعرب الدكتور أبو عمران عن أسفه الشديد لعرقلة هذه الزيارة، مشيرا إلى أمله في تجدد هذه الزيارة التي تمناها أن تكون مبنية على التشاور بين الطرفين وعدم تجاهل أي طرف للآخر. إيمان بن محمد:[email protected]