بعدما ضاقت بهم كل السبل والطرق لكشف ومعرفة مصير أبنائهم وأقاربهم الذين اتخذوا من البحر و"الحرقة" نهجا لتحقيق وضمان العيش الرغيد، وبعدما نشرت "الشروق اليومي" في أعداد سابقة صورا "لحرّاقة" جزائريين من مختلف أقطاب الوطن، أصبح هاجس العائلات الوهرانية يزداد يوما بعد يوم في معرفة أخبار فلذات أكبادها وانتظار أن تنشر صور عنهم أو أي معلومات تمدهم بصلة مع "المفقودين". وفي هذا الإطار، كشف رئيس الهلال الأحمر بوهران أنه تم تخصيص قسم من شأنه التكفل بالبحث في فائدة العائلات عن طريق التعاون مع الصليب الأحمر الدولي وتشكيل لجنة وطنية ودولية في إطار ما يعرف بإعادة الروابط العائلية، وقد تم لحد الآن استقبال 53 ملفا بخصوص الحراقة الذين لم يتم بعد معرفة مصيرهم، وهذا بتقديم بيانات ومعطيات خاصة بالشباب ليتم نقلها إلى الصليب الأحمر باسبانيا ومختلف الجهات المعنّية بمراقبة ومتابعة الوضع الإنساني لهؤلاء الشباب. وأضاف ذات المصدر أنه من بين الصعوبات والتي تحول دون التوصل إلى الكشف عن هوية الشباب بالملاجئ الإسبانية، تعمّد الحراقة على تقديم هويات ومعلومات مزيفة حتى لا يتم الكشف عنهم، وبالتالي تحويلهم إلى أرض الوطن وكذا لجوء العديد منهم إلى مناطق غير آهلة بالسكان، مما يجعلهم بعيدا عن أنظار السلطات الإسبانية.. في الوقت الذي تبقى فيه العائلات الخاسر الأكبر من خوف فقدان أبنائهت واحتمال تعرضهم للموت في عرض البحر، و لحد كتابة هذه الأسطر لم تتمكن سوى ثلاث عائلات من العثور على أبنائها بعدما قاموا بشق البحر باتجاه الضفة الأخرى. كمال يعقيل