قال محمد معتصم، مستشار الملك المغربي، محمد السادس، أن المملكة المغربية ستقوم بتبليغ الجزائر وجبهة البوليزاريو رسميا، بالخطوط العريضة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. مستشار ملك المغرب، لمح إلى احتمال "الدخول مع الطرف الآخر" في مفاوضات، وذلك في إشارة إلى الجزائر والبوليزاريو "في حال قبول المقترح المغربي" (..)، مضيفا بقوله: "على أساس أن تكون المفاوضات في إطار الأممالمتحدة". الرباط وعلى لسان مستشار ملكها، "لا تريد لجنة رباعية، ولا مؤتمرا دوليا، ولا وسيطا يتحوّل إلى مفاوض" (..)، وأكد محمد معتصم في تصريحات لجريدة "الشرق الأوسط" الصادرة بلندن، "حرص الملك محمد السادس على معرفة وجهة نظر السعودية إزاء المقترح المغربي قبل طرحه على مجلس الأمن"، وقال معتصم بأن الرباط "حريصة على الاستماع لآراء ونصائح الدول الصديقة والشقيقة قبل الصياغة النهائية لمشروعها". وفي شكل تحذير مبطن، شدّد مستشار محمد السادس، بأن بلاده "لن ترهن مستقبلها، أو تغامر بمستقبل المنطقة، إذا لم يُحظ مشروعها بضمانات من لدن الأشقاء والأصدقاء تكون أساسا للتفاوض"، وذكر محمد معتصم بأن المملكة المغربية تسعى من خلال المجلس الملكي الإستشاري الصحراوي، إلى "الاتصال بجبهة البوليزاريو باعتبارها تتكون من معارضين تمّ التغرير بهم"! وينتظر حسب ما أعلنه محمد معتصم، أن يُودع المغرب لدى مجلس الأمن الدولي، نهاية مارس الجاري أو بداية أفريل المقبل، مقترحا حول مشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. بحث المملكة المغربية عن "التأييد العربي" لمقترح الحكم الذاتي، جعل المملكة السعودية، المحطة العربية الأولى ضمن قائمة البلدان "الشقيقة والصديقة" التي يريد منها محمد السادس، ممارسة "الضغط" على البوليزاريو وعلى الجزائر تحديدا، بهدف تمرير المشروع المغربي وإيهام المجتمع الدولي "بالدعم المعنوي" و"التضامن" الديبلوماسي الذي يتمتع به المغرب لتسوية قضية الصحراء الغربية بالطريقة التي يُريدها وتخدم مصالحه الظاهرة والخفية بالمنطقة. مستشار الملك المغربي، أوضح بأن شكل المقترح المغربي "رهين بالضمانات" (..) قائلا: "إذا كانت هناك ضمانات سيكون المشروع مفصّلا، أما إذا لم تكن هناك ضمانات كافية، فسيكون على شكل خطوط عامة"! وتأتي تصريحات محمد معتصم، بعد التقائه الثلاثاء الماضي، رفقة زميله في المخزن الملكي، محمد ياسين المنصور، مدير مكتب الدراسات والمستندات (المخابرات العسكرية الخارجية)، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث عرضا عليه المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وسلماه رسالة شخصية من الملك محمد السادس، وقال معتصم بأن الموقف السعودي "واضح تجاه القضية الصحراوية، فهو ضد التجزئة في الوطن العربي، وضدّ كل ما من شأنه أن يخلق التوتر بالمنطقة"، ونقل معتصم عن الملك السعودي قوله: "ما ضاع حق وراءه مطالب" (..)! العبارة الأخيرة وإن كان المقصود منها "دعم" المغرب، فإنها تعطي أيضا الأحقية لجبهة البوليزاريو، على اعتبار أنها تناضل بالمطالبة والمغالبة للحصول على الحق في تقرير المصير، وتتساءل أوساط مراقبة، عن الدور الذي يمكن للسعودية أن تلعبه على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية، للتأثير على موقف مجلس الأمن الدولي بشأن المقترح المغربي حول الحكم الذاتي بالصحراء المحتلة؟! ويبدو أن المغرب، عرف من أين تؤكل الكتف، فسارع إلى البحث عن حشد التأييد السعودي عشية إيداعه مشروع الحكم الذاتي، المرفوض جملة وتفصيلا من طرف جبهة البوليزاريو والجزائر، ويتساءل مراقبون عن "رد الفعل" الذي يمكن أن تبادر به الديبلوماسية الجزائرية لقطع الطريق على المشروع المغربي، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة جدّد قبل أيام تمسك الجزائر بتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية، في إطار تصفية الإستعمار المغربي؟! جمال لعلامي:[email protected]