لجأت الصحافة المغربية كالعادة إلى قراءة عرجاء لتصريحات الرئيس بوتفليقة لصحيفة "ألباييس" الإسبانية عندما قال أن "الخلاف حول الصحراء لن يكون سببا للحرب بين المغرب والجزائر"، حيث فهمت هذه الصحافة وعلى رأسها صحيفة "العلم" لسان حال حزب الاستقلال المغربي أن بوتفليقة يهدد بشن حرب جديدة على المغرب عبر جبهة البوليزاريو وليس عبر الجيش الجزائري. وهو الطرح ذاته الذي تبناه نائب في البرلمان المغربي استضافته قناة "الجزيرة" ليلة أول أمس لمناقشة ردود الفعل المغربية حول تصريحات بوتفليقة، وقال هذا النائب أن "بوتفليقة لن يخرج الجيش الجزائري لمهاجمة المغرب ولكنه سيحرض البوليزاريو على القيام بهذه المهمة". وقالت صحيفة العلم في عدها لنهار أمس أن "الرئيس بوتفليقة ضمنيا يدفع (انفصاليي) البوليساريو إلى استئناف الحرب في نزاع الصحراء، معتبرا في حديث لصحيفة الباييس الاسبانية أن فرضية استئناف المناوشات بين البوليساريو والمغرب لا يمكن استبعادها في حال فشل الدبلوماسية في التوصل إلى حل". وفي الواقع، لا يحتاج الأمر إلى اجتهاد لتوضيح كلام الرئيس بوتفليقة عن مسألة استئناف الصحراويين للعمل المسلح ضد المغرب، الذي جاء في سياق التأكيد على أن غياب حل لتسوية النزاع في إطار الأممالمتحدة وذلك عبر استفتاء تقرير المصير من شأنه أن يدفع بالصحراويين إلى الحل العسكري. وقد سبق لقيادات صحراوية وعلى رأسها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز توجيه تحذيرات باستئناف العمل المسلح ردا على تردي الأوضاع في الأراضي الصحراوية، مؤكدين على ضرورة التزام الأممالمتحدة بأداء دورها لحل النزاع الذي دخل دائرة "النزاع السلمي" منذ عام 1991. لكن وعلى النقيض من ذلك، تحدثت الصحافة الإسبانية أمس الأربعاء عن الدعم الذي عبر عنه الملك خوان كارلوس لحق الشعب الصحراوي في "تقرير المصير الحر" وضرورة إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية في إطار الشرعية الدولية، فقد كتبت يومية "أ بي سي" تحت عنوان "الملك يدافع في الجزائر عن تقرير المصير الحر في الصحراء الغربية" أن "الموقف الإسباني هو أنه يحق للصحراويين أن يقرروا مصيرهم في إطار منظمة الأممالمتحدة". وسجلت صحيفة "لاراثون" من جهتها، أن خطاب العاهل الاسباني "بدد كل الشكوك" بخصوص موقف إسبانيا حول نزاع الصحراء الغربية، مؤكدة أن "إسبانيا تدعم الإطار السياسي الذي وضعته الأممالمتحدة" وتقف موقف "الضامن لحق تقرير مصير الصحراويين الذين يجب أن يعبروا عن إرادتهم من خلال استفتاء حر". وقالت "الباييس" أيضا أن الملك خوان كارلوس "أكد العناصر التقليدية للدبلوماسية الإسبانية حول مصير المستعمرة الإسبانية القديمة" من دون أن يشير إلى مخطط الحكم الذاتي المغربي، "كما دافع على ضرورة إيجاد حل يوافق عليه الطرفان ويتضمن حق تقرير المصير ويلتزم بالإطار المحدد من طرف الأممالمتحدة". كما نقلت "ألموندو" و"لا فانغوارديا" من جهتهما تصريحات الملك حول الصحراء الغربية، وأن العاهل الإسباني دعا لصالح تقرير مصير الشعب الصحراوي. رمضان بلعمري:[email protected]