أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الخلاف حول قضية الصحراء الغربية "لن يكون أبدا سببا للحرب مع المغرب"، وقال رئيس الجمهورية في حوار نشرته أمس، جريدة "البايس" الإسبانية، موازاة مع زيارة العاهل الإسباني للجزائر، "قلت ذلك مرارا، قضية الصحراء لن تشكل أبدا سببا للحرب بين الجزائر والمغرب". واعتبر الرئيس بوتفليقة، في حواره لصحيفة "البايس"، إن "فرضية" استئناف المناوشات بين جبهة البوليزاريو والمغرب "لا يمكن استبعادها"، في حال فشل الديبلوماسية في التوصل إلى حل، مؤكدا معارضة الجزائر لخطة الحكم الذاتي الخاص بالصحراء الغربية، التي ستعرضها المملكة المغربية، نهاية مارس الجاري، أو بداية أفريل القادم، على مجلس الأمن الدولي، وهو المشروع الذي أعلنت جبهة البوليزاريو عن رفضه جملة وتفصيلا، لأنه يغلق نهائيا الباب أمام الاستقلال واستفتاء تقرير المصير. عبد العزيز بوتفليقة، في حديثه للجريدة الإسبانية، التي فضلت نشره في نفس اليوم الذي يزور فيه الملك الإسباني الجزائر، ونقلته عنها أمس، وكالة الأنباء الفرنسية، أبرز "أن أيّ حلّ أحادي الجانب لن يكتب له النجاح، وحده الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يمكن أن يحل المشكلة، وهذا هو الموقف الذي جددت تأكيده الأمم المتحدة". وبعد إشادته بالعلاقات بين الجزائرواسبانيا، أشار الرئيس بوتفليقة، إلى أن "مواقفهما حول الصحراء الغربية تختلف قليلا"، وهو ما دفع وكالة الأنباء الفرنسية، إلى التذكير بأنه في بيان مشترك نشر في السادس مارس الماضي بالرباط، إثر قمة إسبانية مغربية، اعتبرت مدريد بأن المقترح المغربي المتعلق بحكم ذاتي في الصحراء الغربية "يمكن أن يطلق حركية جديدة في الحوار لتجاوز المأزق الحال". كما أكد وزير الخارجية الإسباني، ميغيل إنخيل موراتينوس، في حوار مع "البايس"، أمس، أن "موقف مدريد لم يتغير قيد أنملة من قضية الصحراء الغربية"، مشيرا إلى أن "حل قضية الصحراء يجب أن يكون عادلا ونهائيا ومقبولا من الجانبين ومحترما لتقرير المصير للشعب الصحراوي". هذا، وقد أجرى، أمس، الرئيس بوتفليقة، محادثات مع ملك اسبانيا، خوان كارلوس الأول، الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام، ويكون ملف الصحراء الغربية من بين الملفات المطروحة على طاولة المباحثات الثنائية، وكان الملك الإسباني، قد أكد في رسالة بعث بها إلى الرئيس الجزائري، أنه "على يقين من أن هذه الزيارة تمثل فرصة جديدة لتعزيز أواصر الصداقة وعلاقات التعاون التي تجمع بلدينا، كما ستمكننا من الإطلاع على التقدم الكبير الذي شهدته الجزائر منذ زيارة الدولة الأخيرة التي قمنا بها سنة 1983". وفي انتظار نتائج المحادثات بين بوتفليقة وكارلوس، قال وزير الخارجية الإسباني، في حواره مع "البايس"، إن "مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب في الصحراء، يشكل عنصرا جديدا يكتسي أهمية بالغة ومن شأنه أن يعطي دينامية جديدة للحوار من أجل الخروج من المأزق الحالي"(..)، وأوضح موراتينوس أن بلاده "تريد مساعدة الأطراف على إيجاد حل عادل ونهائي ومتفق عليه"، مشيرا إلى أن لاسبانيا "مسؤولية سياسية في هذا النزاع، لكنها لا تملك مفتاح الوصفة النهائية التي تبقى بيد أطراف النزاع"، داعيا إلى "مساعدة بلدان المغرب العربي على التئام الجرح المفتوح منذ ثلاثين سنة والذي يعيق ميلاد مغرب عربي موحد ومزدهر". وكان مستشار الملك المغربي، محمد السادس، محمد معتصم، أوضح الأسبوع الماضي، في حديث لجريدة "الشرق الأوسط"، بأن الرباط ستخبر قريبا الجزائر بمحتوى مشروع الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن ملك السعودية، عبد الله بن عبد العزيز، قال بعد استقباله "ما ضاع حق وراءه مطالب"(..)، وفي سياق بحث المملكة المغربية عن "التأييد العربي" لمشروعها، استقبل أول أمس، محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، الأمير سلطان إبن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، الذي حلّ بالمغرب، حسب وكالة الأنباء المغربية، في "زيارة خاصة". كما أوفد محمد السادس، أول أمس، أيضا، "بعثة وزارية" إلى تونس، استقبلها الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، وقال وزير الداخلية المغربي، بن موسى، إن الزيارة تدخل في إطار "المشاورات التي يجريها المغرب، بتعليمات سامية من جلالة الملك مع عدد من الدول، حول مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة كحل سياسي لإنهاء النزاع بهذه المنطقة، وخلق الظروف الملائمة لإعطاء انطلاقة فعالة لاتحاد المغرب العربي، وما سيترتب عن ذلك من سلم وازدهار وتقدم وطمأنينة لشعوب المنطقة". جمال لعلامي:[email protected]