نددت ايران بأحدث فيلم من أفلام الانتاج الضخم في هوليوود يصور معركة وقعت في عام 480 قبل الميلاد بين جيش الفرس وفرقة من الإغريق. في الأسبوع الماضي كانت أمريكا الشمالية تشاهد افتتاح فيلم "300"، بينما ايران منهمكة في مواجهة مع الدول الغربية حول برنامجها النووي، مما دفع ايران وهواة الأفلام الإيرانيين الى اعتبار الفيلم محاولة غربية للحط من شأن دولتهم من خلال التاريخ. وقالت شركة "وارنر براذرز بيكتشرز" التي تتولى توزيع الفيلم إن مبيعات التذاكر في أول ثلاثة أيام من عرض الفيلم بلغت ما يقدر بنحو 70 مليون دولار مما يسجل رقما قياسيا جديدا للأفلام التي تعرض في شهر مارس. لكن من الواضح أن الإيرانيين شعروا بالإهانة من الطريقة التي صور بها أسلافهم في الفيلم المستوحي من قصة "300" من الإسبارطيين بقيادة الملك ليونيداس تحصنوا عند ممر ثيرموبيلاي لصد غزو للفرس بقيادة أحشويرش في عام 480 قبل الميلاد. ونددت الحكومة واعضاء البرلمان والمدونات الإيرانية على الأنترنت بالفيلم الذي يصور جيش الفرس الكبير بأنه قاس، لكن الإغريق فاقوه حيلة مرارا، لكنهم هزموا في النهاية بسبب الخيانة. ورغم أن الفيلم الذي أخرجه المخرج الأمريكي زاك سنايدر، بدأ عرضه للتو في دور العرض في الولايات المتحدة، الا أن نسخا مقلدة ورديئة منه متوفرة بالفعل في العاصمة الإيرانية. ووصف غلام حسين الهام، المتحدث باسم الحكومة الايرانية الفيلم بأنه اهانة لإيران، حيث ظهرت الإمبراطورية الفارسية الأولى لتصبح أقوى امبراطورية في العالم في القرن السادس قبل الميلاد قبل أن يغزوها الإسكندر الأكبر بعد ذلك بقرنين. وقال في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء "لن تقبل دولة أو حكومة هذا وحسب... وانما ستعتبره أيضا سلوكا عدائيا ناتجا عن حرب ثقافية ونفسية". وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن أربعة أعضاء في البرلمان طالبوا منوشهر متكي وزير الخارجية ومحمد حسين صفار هرندي وزير الثقافة والإرشاد الاسلامي أن يطلبوا من دول اسلامية أخرى عدم عرض "هذا الفيلم الذي انتجته هوليوود والمعادي لإيران". ويفتخر الايرانيون بتاريخهم والامبراطورية التي أسسوها وغالبا ما يشعل أي ازدراء متصور لذلك التراث انتقادات من كل الأطياف السياسية والاجتماعية.