أدان وزير الخارجية مراد مدلسي بشدة حادثة حرق العلم الوطني من طرف أطراف في المعارضة السورية، أول أمس، بمدينة حمص، كرد فعل على رفض الجزائر في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية الذي انعقد الإثنين الماضي بالقاهرة إحالة الملف السوري على مجلس الأمن مجددا، ودخول قوات الناتو لسوريا. وقال مدلسي في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الإسباني بمقر وزارة الخارجية بالجزائر أمس، "إن هذه التصرفات غير لائقة وغير مقبولة، واغتنم هذه الفرصة لأدين هذه العملية"، ونفى مدلسي أن يكون الشعب السوري هو الذي قام بإحراق الراية الوطنية، متهما أطراف سورية دون تسميتها بالوقف وراء العملية، حيث قال "وإنما أطراف سورية غير مسؤولة وربما غير مطلعة على الموقف الجزائري الدّاعم والمؤيّد لحلّ الأزمة السورية في الجامعة العربية بطرق سلمية وبتشجيع الحوار بين النظام والمعارضة ". وأكد مدلسي أن الجزائر لها عدة أسباب للتحفظ بخصوص التوجه إلى مجلس الأمن فيما يخص الأزمة في سوريا، معتبرا أن المبادرة العربية يجب أن تبقى "المرجعية الأساسية" لحل لهذه الأزمة، وقال "إن الجزائر قد سبق لها وأن أبدت تحفظا حول النقطة 7 من قرار الجامعة العربية الصادر في 22 جانفي والداعي إلى رفع القضية إلى مجلس الأمن الأممي دعما للجامعة، لأنه حينها لم نكن ندرك الهدف الحقيقي من هذا القرار وعليه لدينا عدة أسباب للتحفظ بخصوص رفع القضية إلى مجلس الأمن مجددا". ونفى رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن يكون قد اتهم قطر بتكسير الجامعة العربية، عقب اعتراض وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بشدة على موقف الجزائر الرافض للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، حيث نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مدلسي في رده عن حمد بن جاسم قوله: "إذا كنتم تريدون تكسير الجامعة العربية فالجزائر لن تشارك في هذا التكسير، نحن متفقون على أن يكون هناك إجماع على هذا الأمر"، وقال مدلسي "إن هذه التصريحات ليست من طبيعة لغة الدبلوماسية الجزائرية"، وأكد أن الجزائر تعمل جاهدة منذ زمان لتوحيد العرب خاصة عندما يتعلق الأمر بالملفات والقضايا الحساسة. من جانبه، أشاد وزير خارجية إسبانيا خوسي مانويل غارسيا مارغاليو، بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب في منطقة السّاحل وطالب بتسليم الرّعايا الأوروبيين الثلاثة الذين اختطفوا من مخيّمات اللاّجئين بالرابوني في أكتوبر الماضي، كما كشف عن قمّة جزائرية إسبانية رفيعة المستوى تعقد بالجزائر في السّداسي الثّاني من سنة 2012 وهي القمّة التي يحضّرها غالبية وزراء إسبانيا. وأكد غارسيا أن إسبانيا تدعم حلا سياسيا لنزاع الصحراء الغربية في إطار الهيئات الأممية، يضمن "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، موضحا أن "إسبانيا ستتبنى موقفا بناء من اجل حل سياسي عادل ودائم حول مسألة الصحراء الغربية".