أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بأن القيادة العسكرية الأمريكية، لم تتقدّم بطلب لإتخاذ مقرّ لها في الجزائر، مضيفا بشأن رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بإقامة قاعدة عسكرية بالشمال الإفريقي، لمطاردة تنظيم "القاعدة" في دول الساحل والصحراء الكبرى، "فلسنا إذن مطالبين بالرّد أكان ذلك بالإيجاب أو بالسلب، كما أننا لسنا مخوّلين لإبداء موقفنا إذا ما تعلق الأمر بإقامة هذا المقر في إفريقيا". الرئيس بوتفليقة، أوضح في سياق متصل، بأن ظاهرة الإرهاب بالجزائر "في تراجع واضح"، وبدّد رئيس الجمهورية تخويفات بعض البلدان الغربية، ومنها واشنطن، حول نشاط "القاعدة" بالجزائر، "كما أن أمن مؤسسات قطاع النفط إلى جانب مؤسسات القطاعات الأخرى مضمون بصفة تامة، إذ يؤدي الأجانب العاملون بالجزائر مهامهم بشكل عادي"، وشدّد بوتفليقة في حوار نشرته أول أمس، الصحيفة الإسبانية (أ بي سي)، "وبالطبع سنواصل بعزم وحزم محاربة فلول الإرهاب التي تظهر من حين لآخر في بعض مناطق البلاد". وعن سؤال حول ما إذا كانت الجزائر تشاطر الإنشغال الذي تبديه الولاياتالمتحدة، بشأن محاولات الإرهابيين التموقع في منطقة المغرب العربي والساحل، أكد الرئيس بوتفليقة بأن "التهديد الإرهابي لا يستثني أيّ منطقة من المعمورة، وهذا ما يُملي ضرورة التحلي باليقظة أكثر من أيّ وقت مضى دون الاستسلام مع ذلك لهاجس المخاوف المبالغ فيها". وبخصوص مسعى المصالحة الوطنية، قال رئيس الدولة، بأن هذه السياسة "لا رجعة فيها وقد إنتهجناها بناء على قناعة تحذونا بأنها السبيل الوحيد للخروج من أزمتنا"، مضيفا بقوله "أنا لا أنكر وجود بعض الإختلالات، لكن ذلك لا يعني بأيّ حال من الأحوال التراجع عن قرار حظي بتزكية واسعة من خلال إستفتاء الشعب". وحول محاربة الهجرة السرية، صرح الرئيس بوتفليقة بأنه إلى جانب تشديد المراقبة على مستوى الحدود الوطنية، "فإننا نعمل في تشاور حثيث مع النيجر ومالي من خلال تبادل المعلومات، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة"، مؤكدا من ناحية ثانية، أنه ليس من الصواب القول بأن هناك إرتفاع لعدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، "فإذا قام بعض الجزائريين فعلا بمحاولات للهجرة بطريقة غير شرعية، فإن هذه الظاهرة تبقى محدودة بفضل الانتعاش الاقتصادي الذي يوفر عدة فرص للعمل، و ليس لي إلا أن أكون متفائلا بالمستقبل إذ لا أرى أيّ عامل وراء تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية في أوساط الشباب الجزائريين". وبشأن مشروع المغرب الخاص بالحكم الذاتي، أكد رئيس الجمهورية "لا دراية لنا بعد بالمخطط المغربي حول الحكم الذاتي الذي على ما يبدو لم ترتسم معالمه بعد"، معتبرا بأن إحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، "وحده كفيل بفض هذا النزاع الذي يضرّ المنطقة بأكملها"، مبرزا بأن المشكل الصحراوي يثير إنشغال كلّ الضمائر الحيّة في العالم، "إنه مشكل تصفية إستعمار يتوجّب أن تستند تسويته إلى مبادئ ميثاق منظمة الأممالمتحدة". بوتفليقة أوضح في نفس السياق، بأنه تمّ التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بموجب العديد من لوائح منظمة الأممالمتحدة، المصادق عليها على حد سواء من طرف جمعيتها العامة ومجلس الأمن، "ولا يمكن البتة تجاهل ذلك أو محاولة تفادي التطرق إليه باللجوء إلى مناورات مشبوهة أيّا كانت"، وتبعا لذلك، أكد الرئيس الجزائري "أنه لا يسعنا إلاّ أن نقرّ بأن إتحاد المغرب العربي لا يسير وفق ما نطمح إليه، وذلك بسبب مشاكل لم تجد بعد طريقها إلى التسوية بين الأعضاء أو بين البعض منهم". جمال لعلامي:[email protected]