قرّرت وزارة الدفاع الأمريكية، إنشاء قيادة عسكرية إقليمية جديدة لإفريقيا، في قرار لمواجهة تحذيرات تنظيم "القاعدة" وإمكانية إستخدام تنظيمات إرهابية، منها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا)، بعض البلدان الإفريقية كقواعد خلفية لها، وفي هذه الأثناء، أعلنت السنغال، عقد إجتماع أمس بين رؤساء أركان الجيوش الأمريكية وجيوش تسع دول من المغرب العربي والساحل، في العاصمة دكار، لبحث تعزيز مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء. وقال العقيد أنطوان ورديني، رئيس دائرة العلاقات العامة، في جيوش السنغال، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، بأنه سيشارك في المؤتمر قادة أركان جيوش كلّ من السنغال والجزائر وتونس والمغرب والنيجر ونيجيريا وتشاد ومالي وموريتانيا وكذاالولاياتالمتحدة، وأعلن الجيش السنغالي، في بيان له، أن الشراكة بين دول الساحل والصحراء، في مجال مكافحة الإرهاب، هيئة تجمع الولاياتالمتحدة وتسع دول من المغرب العربي والساحل بهدف "منع الإرهاب من التجذر في المناطق الحدودية بالصحراء". هذا الإجتماع المشترك، جاء تزامنا مع إعلان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في بيان رسمي، أن "هذه القيادة الجديدة ستعزز تعاوننا الأمني مع إفريقيا وستوجد فرصا جديدة لتعزيز قدرات شركائنا في إفريقيا، دون أن يسمي الدول "الشريكة" التي يقصدها، وإن كانت المعطيات المتوفرة، تؤكد بأن الجزائر واحدة منها، بإعتبارها باشرت مع واشنطن "مخططا" في مجال التعاون الأمني والتنسيق العسكري، خاصة فيما يتعلق بمهمة مكافحة الإرهاب بدول الساحل والصحراء الكبرى. وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، قد أعلن أول أمس الثلاثاء، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن "الرئيس بوش قرّر إنشاء قيادة جديدة موحدة لإفريقيا تحلّ محل الترتيبات الموروثة عن الحرب الباردة والتي تخطاها الزمن" ، وقال الرجل الأول في البنتاغون، بأن القيادة الجديدة، ستشرف على تطوير التعاون العسكري مع الدول الإفريقية وستكلف للقيام بعمليات عسكرية إذا إقتضت الحاجة، مضيفا بأن "هذه القيادة ستسمح لنا بإعتماد مقاربة أكثر فاعلية وأكثر إندماجا من الترتيبات الحالية". في سياق متصل، قال جورج وولكر بوشك، "سنتشاور مع القادة الأفارقة للإطلاع على تصوّرهم لكيفية تجاوب القيادة الإقليمية لإفريقيا مع التحديات والفرص الأمنية بها"، مشيرا إلى أن واشنطن "ستستشير أيضا حلفاءها الأفارقة لتحديد مقر القيادة الجديدة بهدف قيامها في نهاية السنة المالية 2008". وللعلم، فإن شوؤن إفريقيا في البنتاغون، تتوزع إلى غاية الآن، على ثلاث قيادات إقليمية، هي: القيادة الوسطى المكلفة بالشرق الأوسط، وتتولّى مسؤولية القرن الإفريقي، وقيادة المحيط الهادىء، المسؤولة عن شؤون مدغشقر، وكذا قيادة أوروبا، التي تتولى بقية أنحاء إفريقيا، أي القسم الأكبر من القارة السمراء، ويقول مسؤولون أمريكيون، أن "القيادة العسكرية" بإفريقيا، ستنكب على "التدريب العسكري لدعم الحكومات المحلية". وحسب إستنتاجات أوساط مراقبة، فإن قرار إنشاء "قيادة عسكرية" لإفريقيا، فيما يشبه "مجلس حرب"، يعكس مخاوف متزايدة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، من لجوء شبكات تنظيم "القاعدة"، أراضي بعض الدول الإفريقة، كالجزائر وليبيا وتونس والمغرب وموريطانيا ومالي والنيجر والتشاد-(بوابة الصحراء الكبرى)- كمعاقل لتنشيط وتوجيه إعتداءاتها الإرهابية، ويرى مراقبون بأن واشنطن تخشى تحديدا، ، أن تستخدم "القاعدة" شرق إفريقيا قاعدة خلفية لها بدل أفغانستان، وهو ما يذهب في إتجاهه تصريح مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، جينداي فريزر، عندما عبرت عن مخاوف بلادها من إستخدام إرهابيين على إرتباط بالقاعدة، الصومال "ملاذا آمنا"، وقالت "أن إستمرار عناصر إرهابية بإستخدام الصومال يهدّد الإستقرار في منطقة القرن الإفريقي برمته"، مضيفة "سنعمل بالتالي على إتخاذ إجراءات شديدة لمنع الإرهابيين من إستخدام الصومال ملاذا لهم ومن امتلاك القدرة على التخطيط والتحرك إنطلاقا من الصومال". وحسب ما تداولته عدد من الوكالات العالمية، فإن واشنطن تشتبه بأن تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي أعلنت ولاءها لتنظيم "القاعدة" وأكدت قبل أيام تغيير إسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وذلك بعد "إستشارة وإذن أسامة بن لادن"، تسعى لإنشاء قاعدة في المغرب العربي والساحل"، مع العلم أن البنتاغون كان قد أدرج "الجماعة السلفية" في قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم، ووضعها ضمن أهدافه العسكرية، وهو ما قرأته التمرينات والمناورات العسكرية التي قام بها أفراد من الجيش الأمريكي بالصحراء الكبرى. ويُذكر، أن الجيش الأمريكي، ينشر حوالي 1700 عسكري، بالقرن الإفريقي، حيث يعود هذا التواجد إلى أكثر من أربع سنوات، وقد أقام قاعدته الوحيدة في هذه القارة في جيبوتي ومركزها مقر عام سابق للفرقة الأجنبية الفرنسية، كما نشرت الولاياتالمتحدة 100 جندي من نفس القاعدة العسكرية في أثيوبيا، بينما تنشر البحرية الأمريكية قرب سواحل الصومال، في المحيط الهندي، حاملة الطائرات "دوايت إيزنهاور" وأسطولها المرافق. جمال لعلامي: [email protected]